الشرع وفيدان في واشنطن.. زيارة ثنائية متزامنة بنفس التوقيت

الثورة – عدي جضعان:

أعلنت وزارة الخارجية التركية، أن وزيرها هاكان فيدان، سيزور العاصمة الأميركية، اليوم الإثنين 10 نوفمبر/تشرين الثاني، تزامناً مع زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع، الذي وصل صباح اليوم إلى واشنطن.

وقالت الخارجية التركية في بيان لها نشرته يوم أمس الأحد، أن زيارة فيدان إلى واشنطن تأتي في سياق تعزيز العلاقات الثنائية بين أنقرة وواشنطن، دون ذكر أي تفاصيل أخرى.

وصباح أمس السبت، وصل الرئيس الشرع إلى العاصمة الأميركية في أول زيارة رسمية له، إذ من المقرر أن يلتقي مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، هذا اللقاء الذي تم بترتيب سعودي وفق مصادر مطلعة في إطار إعادة تأهيل سوريا دولياً.

ويرى محللون وسياسيون، أن التزامن بين زيارتي فيدان والشرع مؤشر على تداخل المصالح الإقليمية في سوريا، إذ تسعى تركيا إلى حماية مصالحها الأمنية في الشمال السوري، في وقت تسعى فيه واشنطن إلى إعادة تشكيل المعادلات الإقليمية من خلال دمج دمشق في شبكة أمنية ودبلوماسية أوسع.

تقارير لوسائل إعلامية، أبرزها صحيفة “هآرتس” العبرية، ركزت على أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، يضع اللمسات الأخيرة على مبادرة دبلوماسية محتملة تتعلق بسوريا، تتضمن المبادرة تفاهمات أمنية بين سوريا و”إسرائيل”، إضافة إلى انضمام دمشق إلى الإطار العام للاتفاقيات الإبراهيمية.

من المتوقع أن تحظى الزيارة التركية باهتمام دولي واسع، لا سيما في ظل التداعيات المحتملة على التوازنات الإقليمية واحتمال تأثيرها على مسار إعادة الإعمار ومستقبل العلاقات بين تركيا وسوريا، إضافة إلى دور أنقرة المحتمل في أي تسوية سياسية شاملة للملف السوري في المستقبل.

وكان الشرع توجه إلى الولايات المتحدة عقب مشاركته في قمة المناخ ” COP30 ” التي استضافتها البرازيل في السادس من الشهر الجاري.

المحلل السياسي، علي أسمر، كشف عبر منصة “إكس” (تويتر سابقاً) عن التفاصيل والأهداف المتوقعة لزيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى واشنطن، وهي زيارة تحمل دلالات سياسية بالغة الأهمية.

الأجندة والأهداف المتوقعة للزيارة

يتمثل الهدف الأساسي للزيارة في متابعة إنهاء العقوبات الدولية المفروضة على سوريا، وقد صرّح الرئيس الشرع بأن العقوبات “في مراحلها الأخيرة” داعياً إلى مواصلة العمل لرفعها بالكامل، وخاصة قانون “قيصر” الذي يمثل أولوية قصوى.

ويُذكر أن قانون “قيصر” كان قد دخل حيز التنفيذ رداً على ممارسات نظام الأسد المخلوع، وقد فرض عقوبات صارمة كبّلت الاقتصاد السوري، ومنعت عودته إلى النظام المالي العالمي، وحالت دون تدفق الاستثمارات وعمليات إعادة الإعمار.

على صعيد التعاون الأمني، من المتوقع أن توقع دمشق خلال الزيارة اتفاقاً للانضمام إلى “التحالف الدولي ضد تنظيم داعش” الذي تقوده واشنطن، وهو ما كان قد أعلن عنه المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توماس برّاك.

كما سيشمل النقاش ملف “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، لبحث آلية دمجها في الجيش السوري وسيطرة الحكومة السورية على مناطق شمال شرق سوريا.

ولم يغفل الشرع عن الدعوة إلى إعادة الإعمار، إذ دعا المنظمات السورية في واشنطن إلى استثمار “الفرصة النادرة” والمساهمة بجهود أبناء سوريا في الداخل والخارج لإعادة بناء البلاد.

خطوات أميركية ممهدة للتقارب

سبقت زيارة الشرع سلسلة من الإجراءات الأميركية التي مهدت الطريق لهذا التقارب الدبلوماسي، ما يعكس تغيراً في الموقف الأميركي تجاه القيادة السورية الجديدة.

فقبل الزيارة بيومين، شطبت الولايات المتحدة رسمياً اسم أحمد الشرع من قائمة الإرهاب، وجاءت هذه الخطوة غداة رفع مجلس الأمن الدولي العقوبات عن الشرع أيضاً.

وفي خطوة سابقة، وتحديداً في حزيران/يونيو الماضي، وقّع الرئيس ترامب أمراً تنفيذياً ينهي البرنامج الأميركي للعقوبات على سوريا بهدف منحها “فرصة للازدهار”، هذه الإجراءات المتبادلة ترسم مساراً جديداً للعلاقات بين دمشق وواشنطن.

يُنظر إلى التزامن اللافت بين زيارة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان ووجود الرئيس السوري أحمد الشرع في واشنطن كمؤشر على تداخل المصالح الإقليمية في الملف السوري.

فبينما تسعى تركيا إلى ضمان وحماية مصالحها الأمنية في الشمال السوري، تسعى واشنطن في الوقت ذاته إلى إعادة تشكيل المعادلات الإقليمية من خلال دمج دمشق في شبكة أمنية ودبلوماسية أوسع.

آخر الأخبار
الرئيس الشرع يصل "البيت الأبيض" ويبدأ محادثاته بجلسة مغلقة إعادة تأهيل 320 مدرسة في إدلب زيارة الرئيس الشرع لـ"البيت الأبيض".. ماذا تريد واشنطن من لقاء دمشق؟ بعد 116 يوماً على اختطافه.. الدفاع المدني يجدد مطالبته بالإفراج عن حمزة العمارين سوريا تطرق أبواب "التحالف الدولي".. هذه أبرز الانعكاسات على الخرائط السياسية والعسكرية   ثلاث مشاجرات وحالة إغماء.. حصيلة يوم في "كهرباء حمص"..!  30 ألف مستفيد سنوياً من خدمات مركز الإعاقة ومصابي الحرب وفد سويسري – ألماني يضع ملامح تطوير التعليم المهني في دمشق أجندة ترامب الشرق أوسطية.. لماذا زار الشرع واشنطن قبل صفقة بن سلمان الكبرى؟ بسلاح الحجة والعقلانية.. الرئيس الشرع يفرض الحوار من أجل إلغاء قانون "قيصر" خلال أقل من عام.. كيف أوصل الشيباني سوريا إلى مكاتب "البيت الأبيض"؟ "رويترز".. هل باتت الوكالة البريطانية الوسيلة الأخيرة لترويج تنظيم "داعش" في سوريا؟ ماذا تعني الاتفاقية الأمنية الجديدة بين سوريا وإسرائيل؟ لماذا يترقب لبنان نتائج زيارة الرئيس الشرع إلى "البيت الأبيض"؟ "تجارة حلب" تبحث تحديات قطاع المواد الكيماوية للأدوية ومواد التجميل بعد ارتفاع تعرفة الكهرباء.. المنتج المحلي عاجز عن منافسة المستورد ازدحام السيارات يهدد هوية دمشق القديمة ويقضم ذاكرة المكان فوضى ارتفاع الأسعار مستمرة.. حبزه: التجار يسعرون عبر الواتس آب مستشفى جبلة الوطني.. خدمات مستمرة على الرغم من الصعوبات "مغارة جوعيت" جمال فريد لم يلتفت إليه أحد!