الثورة – فؤاد الوادي:
ضمن توقيت مريب، كشفت وكالة “رويترز” اليوم الاثنين، في تقرير لها، أن دمشق أحبطت مؤامرتين منفصلتين لتنظيم “داعش”، لاغتيال الرئيس أحمد الشرع، فيما يستشف منه على أنه محاولة للتشويش ولفت الانتباه عن الحدث الأهم، وهو زيارة الرئيس الشرع إلى الولايات المتحدة ولقائه الرئيس دونالد ترامب في وقت لاحق اليوم.
وقالت الوكالة، نقلا عن مسؤولين كبيرين، الأول مسؤول أمني سوري كبير، والثاني مسؤول من الشرق الأوسط، أن المؤامرتين لاغتيال الشرع جرى إحباطهما خلال الأشهر القليلة الماضية، وأنهما تؤكدان التهديد المباشر الذي يتعرض له الرئيس الشرع.
ضرورة محاربة التنظيم
بعيداً عن الأسباب والخلفيات التي دعت “رويترز” لنشر مثل هذا التقرير، في هذا التوقيت تحديدا، والذي يتزامن مع زيارة “تاريخية” للرئيس الشرع إلى الولايات المتحدة، قد يتم فيها الإعلان عن انضمام سوريا إلى التحالف الدولي بقيادة أميركا للتصدي للتنظيم المذكور، إلا أن هذا التقرير يعيد التأكيد على ضرورة محاربة التنظيم واقتلاعه من الأراضي السورية، من خلال مواصلة تقديم الدعم للدولة السورية الجديدة التي أحبطت خلال الأشهر الماضية محاولات عديدة له للعبث باستقرار وأمن البلد، أثبتت من خلالها قدرتها وكفاءتها العالية على التصدي لهذا التنظيم الذي لا يزال يحاول بشتى الطرق ضرب وحدة واستقرار سوريا.
وزارة الإعلام، وبحسب تصريح لصحيفة “الثورة”، قالت إنها أرسلت ردها، لكن ما ألفت الانتباه إليه أن غالبية ما قد يتضمنه غير صحيح.
وهذا يتضح أن كاتب التقرير، يرغب في أن يحيد الانتباه على لقاء الرئيس الشرع مع ترامب أولاً، والتأثير الذي على حركة الاستثمارات وسمعة المطارات.
مما لاشك فيه أن تنظيم “داعش” مستمر في تشكيل تهديد أمني حقيقي لسوريا والمنطقة لكن الحكومة السورية وأجهزتها الأمنية قادرة على مواجهة هذا التهديد والتصدي له بكفاءة وفاعلية.
وخلال الأشهر العشرة الماضية، أحبطت وزارة الداخلية وجهاز الاستخبارات العامة عدة هجمات مرتبطة بـ “داعش” استهدفت مواقع مختلفة، بما في ذلك مواقع دينية.
وأمس الأول، أعلنت وزارة الداخلية أن وحداتها الأمنية نفذت بالتعاون مع جهاز الاستخبارات العامة عملية أمنية واسعة استهدفت خلايا إرهابية تابعة لتنظيم “داعش” في عدد من المحافظات، وذلك استناداً إلى معلومات استخبارية دقيقة، ومتابعة حثيثة لتحرّكات هذه العناصر على مدى الأسابيع الماضية.
وبحسب الوزارة، فإن هذه العملية تأتي في إطار الجهود الوطنية المستمرة لمكافحة الإرهاب، والتصدي للمخططات التي تستهدف أمن الوطن وسلامة المواطنين.
وأوضحت الوزارة أن العملية أسفرت عن تفكيك عدة خلايا إرهابية، وإلقاء القبض على العديد من العناصر المطلوبة، إضافة إلى ضبط مواد وأدلة على ارتباطهم بأنشطة إرهابية، يجري حالياً تحليلها واستكمال التحقيقات بشأنها من قبل الجهات المختصة، وبينت أن هذه العملية تجسد مستوى التنسيق العالي بين الأجهزة الأمنية، وكفاءتها في التعامل الاستباقي مع التهديدات، بما يرسّخ الالتزام الثابت بحماية أمن الوطن واستقراره.
الالتزام بحماية الوطن
في الثامن عشر من الشهر الماضي، أعلنت وزارة الداخلية عن تفكيك خلية إرهابية تنتمي لتنظيم “داعش” كانت تنشط في إحدى المناطق الشمالية من محافظة ريف دمشق، في عملية أمنية نفذها جهاز الاستخبارات العامة بالتعاون مع قيادة الأمن الداخلي بالمحافظة، أسفرت عن القبض على أحد أفرادها، والقضاء على اثنين آخرين ومصادرة أسلحة وذخائر.
وأوضحت وزارة الداخلية عبر معرفاتها الرسمية أن جهاز الاستخبارات العامة نفذ بالتعاون مع قيادة الأمن الداخلي في محافظة ريف دمشق عملية أمنية محكمة، وذلك عقب متابعة ميدانية دقيقة ورصد متواصل لتحركات خلية إرهابية تنتمي لتنظيم “داعش” الإرهابي، كانت تنشط في إحدى المناطق الشمالية من المحافظة.
وبينت الوزارة أن العملية أسفرت عن تفكيك الخلية الإرهابية بالكامل، حيث أُلقي القبض على أحد أفرادها، بينما تم القضاء على اثنين آخرين حاول أحدهما تفجير حزامه الناسف أثناء الاشتباك، إضافة إلى العثور في مكان وجود الخلية على عدد من الأسلحة الفردية والذخائر المتنوعة وحزام ناسف معدّ للتفجير.
كما جرى مصادرة الأسلحة والذخائر المضبوطة، وإحالة المجرم المقبوض عليه إلى الجهات المختصة لاستكمال التحقيقات، تمهيداً لعرضه على القضاء المختص واتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة بحقه، وفقاً للأنظمة والقوانين النافذة، وأكدت الوزارة أن هذه العملية تأتي ضمن نهجها الاستباقي في مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه، وتجسّد جاهزية كوادرها وكفاءتها العالية في حماية أمن الوطن والمواطن.
وفي وقت سابق قال وزير الداخلية أنس خطاب: إن “تنظيم داعش من أخطر التحديات التي نواجهها اليوم واستطعنا إحباط عدة عمليات له”.
الوكالة البريطانية، أيضا الأسبوع الفائت، ذكرت أن الجيش الأميركي يستعد لتأسيس وجود له في قاعدة جوية بدمشق لأول مرة.
فيما نفى ذلك مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين الخبر، وأكد أن “المرحلة الراهنة تشهد تحولاً في الموقف الأميركي باتجاه التعامل المباشر مع الحكومة السورية المركزية، ودعم جهود توحيد البلاد ورفض أي دعوات للتقسيم”.