الأدوية العامَّة وتسميتها.. ماذا تعرف عن تفاصيلها؟

الثورة – الصيدلانية سارة محمد شاهر أبو سمرة
يكون للأدوية عدّة أسماء غالبًا، يُعطى الدواءُ عندَ اكتشافه للمرة الأولى اسمًا كيميائيًّا يصف التركيب الذري أو الجزيئي للدواء، وبذلك، يكون الاسم الكيميائي شديد التعقيد وصعبًا للاستخدام العام؛ ثمَّ تُطوَّر بعد ذلك نسخة مختصرة من الاسم الكيميائي أو الاسم الترميزي (مثل رو 486 RU 486) لتسهيل الرجوع إليه بين الباحثين.
يُعطى الدواءُ بعدَ الموافقة عليه من قِبَل هيئة الغذاء والدواء (FDA – الهيئة الحكومية المسؤولة عن ضمان أنَّ الأدويةَ المُسوَّقة في الولايات المتحدة آمنة وفعَّالة): اسمًا عامًا (رسميًا) واسمًا تجاريًا (مُسَجَّل المِلكِيَّة أو ذو علامة تجارية).
فعلى سبيل المثال، الفينيتوين phenytoin هو الاسم العام، بينما ديلانتين Dilantin هو الاسم التجاري للدواء نفسه، الذي يُستَعملُ كدواء مضاد للاختلاج عادةً.
يُحدَّد الاسم العام في بعض البلدان كالولايات المتحدة، من قبل هيئة رسمية – مجلس الأسماء المعتمدة في الولايات المتحدة.
يُطوَّر الاسم التجاري من قبل الشركة التي تطلب الموافقة على الدواء، ويُحدَّد على أنَّه ملكية حصرية لتلك الشركة.
عندما تكون الأدوية تحت حماية براءات الاختراع، تقوم الشركة بتسويقها بالأسماء التجاريَّة التي تختارها، أمَّا عندما تكون خارج براءات الاختراع (غير محمية ببراءات اختراع)، يجوز للشركة عندها تسويق منتجاتها إمَّا تحت اسمٍ عام أو اسمٍ تجاري، ويجب على الشركات الأخرى، التي حصلت على موافقة تسويق الأدوية خارج براءات الاختراع، أن تستخدمَ الاسمَ العام نفسه، ولكن يمكنها استحداث اسم تجاري جديد خاص بها، ونتيجة لذلك، يمكن بيعُ نفس الدواء العام إمَّا تحت الاسم العام (مثل إيبوبروفين ibuprofen) أو تحت أحد الأسماء التجارية العديدة (مثل أدفيل Advil أو موترين Motrin).
يجب أن تكون الأسماء العامة والتجارية مُميَّزة لمنع حدوث خطأ مع دواءٍ آخر عند وصف الأدوية، وعندَ صرف الوصفات الطبية، ولمنع حدوث هذا الالتباس المُحتمل، يجب على هيئة الغذاء والدواء الموافقة على كلّ اسمٍ تجاريٍّ مُقتَرَح.
يستخدم الموظَّفون الحكوميون والأطباء والباحثون، وغيرهم ممن يكتبون عن المركَّب الجديد، الاسم العام للدواء لأنه يُشير إلى الدواء بالتحديد، وليس إلى اسم تجاريٍّ مُحدَّد من الأدوية أو إلى مُنتَجٍ مُعيَّن؛ إلا أنَّ الأطباء يستعملون الاسم التجاريَّ على الوصفات الطبية غالبًا، لسهولة تذكُّرهم له، ولأنَّهم يتعرَّفون إلى الأدوية الجديدة من خلال أسمائها التجاريَّة عادةً.
تكون الأسماءُ العامة أكثر تعقيدًا وصعبة التَّذكُّر مقارنةً بالأسماء التجارية عادةً.كما يكون الكثير من الأسماء العامة نسخةًٌ مختصرةٌ من الاسم الكيميائي للدواء أو من تركيبه أو من مُستَحضره.
وفي المقابل، تكون الأسماءُ التجاريَّة لافتة للنظر عادةً، حيث ترتبط بالغاية من استعمال الدواء غالبًا، وتكون سهلة التذكُّر نسبيًّا؛ لذلك، فإنَّ الأطباء يستعملونها في وصف الدواء ويبحث عنها المستهلكون بالاسم.
تشير الأسماءُ التجاريَّة إلى صفةٍ من صفات الدواء غالبًا؛فعلى سَبيل المثال، يُخفِّض دواء لوبريسور Lopressor ضغط الدم، ويضبط غلوكوترول Glucotrol ارتفاع مستويات السكر في الدَّم (الغلُوكُوز)، ويرخي سكيلاكزين Skelaxin العضلات الهيكلية، ويمكن أن يكون الاسمُ التجاري مجرد نسخة مختصرة من الاسم العام للدواء في بعض الأحيان – مثل، مينوسين Minocin للاسم العلمي مينوسكلين minocycline.
يُستَعمل مصطلح عام عند تطبيقه على مواد مثل الأطعمة والمنتجات المنزلية، لوصف مادة أقل تكلفة وأحيَانًا أقل فعالية أو أقل جودة لنسخة مُقلَّدة من مُنتج له اسم تجاري معروف؛ إلا أنَّ معظم الأدوية العامَّة، رغم انخفاض تكلفتها مقارنةً بتكلفة الأدوية ذات الاسم التجاري المماثل، تكون فعَّالةً وتتمتَّع بنفس نوعية الدواء الذي يحمل الاسم التجاري (انظر التكافؤ الحيوي وقابليَّة تبادل الأدوية العامَّة).
وفي الواقع، تقوم شركاتُ الأدوية العامة بتصنيع عددٍ من المنتجات ذات الأسماء التجارية للشركات التي تتحكم في الأسماء التجارية، ويتوفَّر أكثر من نسخة عامة من الدواء في بعض الأحيان؛فعلى سبيل المثال، تبيع الكثير من الشركات المصنِّعة نسخًا من الأسيتامينوفين acetaminophen، وهو دواء يُصرَف من دون وصفة طبية لتخفيف الألم والحمّى.
حماية براءات اختراع الأدوية
في الولايات المتَّحدة، يمكن منحُ براءة اختراع لدواءٍ جديدٍ قامت شركةٌ بتطويره؛ كما تُمنَح البراءة لطريقة تصنيع الدوِاء، ولطريقة استعماله، وحتى بالنسبة لطريقة توصيل وتحرير الدوِاء في مجرى الدم.وبذلك، فإنَّ الشركة تمتلك أكثر من براءة اختراع للدواء الواحد غالبًا.تمنح براءاتُ الاختراعِ الشركةَ حقوقًا حصرية للدواء لمدة 20 عامًا، ويمكن في بعض الأحيان تقديم براءات اختراع إضافية لتمديد فترة البراءة، وينقضي نَحو 10 سنوات بين الوقت الذي يَجرِي فيه اكتشاف دواء (عند الحصول على البراءة) والوقت الذي يُوافَقُ فيه على الاستعمال البشري للدواء عادةً، ممَّا يترك للشركة نَحو نصف وقت البراءة لتسويق الدواء الجديد.
قد تُفضِّل هيئة الغذاء والدواء تسريعَ عملية الموافقة على الأدوية الخاصَّة بمُعالِجة متلازمة العَوَز المناعي المُكتَسَب والسرطان وغيرهما من الاضطرابات المُهدِّدة للحياة عندَ عدم توفُّر المُعالَجَة الفعَّالة الراهنة.
بعدَ انتهاء فترة صلاحية البراءة، قد تقوم شركاتٌ أخرى بإنتاج وبيع النسخة العامة من الدواء، والتي وافقت عليها هيئة الغذاء والدواء؛ حيث تبيع منتجها بسعرٍ أدنى من سعر الدواء الأصلي الذي يحمل الاسم التجاري عادةً، لأن الشركةَ المُصنِّعة للنسخة العامة لا ينبغي عليها استرداد التكاليف الأصلية لتطوير الدواء، وهي تنفقُ أقلّ بكثير على التسويق عادةً.يمكن بيعُ الدواء العام تحت اسمه العام أو تحت اسمٍ تجاري (دواء عام تجاري)، ولكن ليس تحت الاسم التجاري المُستخدَم من قبل صاحب البراءة الأصلي.
لا توجد نسخٌ أو أشكال عامَّة لجميع الأدوية التي أصبحت خارج براءات الاختراع.يَصعُبُ في بعض الأحيان تصنيع نسخةٍ مماثلة من الدواء، أو يتعذَّر إجراء اختبارات كافية لإثبات أنَّ تأثير الدواء العام يُكافئ تأثيرَ الدواء صاحبَ الاسم التجاري الأساسي، كما أنَّ صِغَرَ حجم سوق تصريف المُنتَج لا يُشجِّع من الناحية التجاريَّة على إنتاج نسخةٍ جديدة في بعض الأحيان.
الأدوية العامَّة التي تُعطى من دون وصفة طبيَّة
تُباع النسخُ العامَّة من بعض الأدوية من دون وصفةٍ طبيَّة كعلاماتٍ تجاريةٍ منزلية من قبل متاجر الأدوية أو التعاونيات، وبتكلفةٍ أدنى عادةً.تُقيَّم هذه الأدويةُ بالطريقة نفسها التي يَجرِي بها تقييم الأدوية الطبية العامة التي تُعطَى بموجب وصفة طبِّية، ويجب أن تستوفي نفس المتطلبات.

آخر الأخبار
سرقة 5 محولات كهربائية تتسبب بقطع التيار عن أحياء في دير الزور "دا . عش" وضرب أمننا.. التوقيت والهدف الشرع يلتقي ميقاتي: سوريا ستكون على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين إعلاميو اللاذقية لـ"الثورة": نطمح لإعلام صادق وحر.. وأن نكون صوت المواطن من السعودية.. توزيع 700 حصة إغاثية في أم المياذن بدرعا "The Intercept": البحث في وثائق انتهاكات سجون نظام الأسد انخفاض أسعار اللحوم الحمراء في القنيطرة "UN News": سوريا.. من الظلام إلى النور كي يلتقط اقتصادنا المحاصر أنفاسه.. هل ترفع العقوبات الغربية قريباً؟ إحباط محاولة داعش تفجير مقام السيدة زينب.. مزيد من اليقظة استمرار إزالة التعديات على الأملاك العامة في دمشق القائد الشرع والسيد الشيباني يستقبلان المبعوث الخاص لسلطان سلطنة عمان مهرجان لبراعم يد شعلة درعا مهلة لتسليم السلاح في قرى اللجاة المكتب القنصلي بدرعا يستأنف تصديق الوثائق  جفاف بحيرات وآلاف الآبار العشوائية في درعا.. وفساد النظام البائد السبب "عمّرها" تزين جسر الحرية بدمشق New York Times: إيران هُزمت في سوريا "الجزيرة": نظام الأسد الفاسد.. استخدم إنتاج الكبتاجون لجمع الأموال Anti war: سوريا بحاجة للقمح والوقود.. والعقوبات عائق