الثورة _ حلب _ فؤاد العجيلي:
تعزيز مشاركة المرأة في المجالس المحلية بات ضرورة أكثر من أي وقت مضى، لأن المرأة السورية أثبتت خلال سنوات الحرب الإرهابية على سورية أنها قادرة على تحقيق الانتصار والمساهمة في إعادة الإعمار وبناء المستقبل.
بهذه الكلمات بدأ عدد من نساء حلب الحديث إلى صحيفة الثورة، عسى ولعل أن يلقى صوت المرأة استجابة من النساء بالدرجة الأولى ومن الأحزاب والهيئات والمنظمات لتشجيع المرأة أن تتقدم بطلب ترشيحها وأن تلقى دعماً من المجتمع من خلال منحه الصوت الذي تستحق في صناديق الانتخاب.
رئيسة شعبة العزيزية لنقابة المعلمين رمزة شحادة أوضحت أن المرأة السورية أثبتت خلال العقود الماضية ومنذ فجر التصحيح أنها تمتلك من القدرة والكفاءة ما يؤهلها لقيادة العديد من المفاصل السياسية والإدارية والمجتمعية وحتى المفاصل ذات الشأن الاقتصادي والخدمي، وهاهي اليوم تتطلع إلى زيادة نسبة تمثيلها في مجالس الإدارة المحلية كونها تمثل نصف المجتمع، بل أحياناً تمثل المجتمع كله، وهذا ما تجلى خلال سنوات الحرب الظالمة على وطننا، حيث أصبحت المرأة السورية أم شهيد– زوجة شهيد– أخت شهيد– ابنة شهيد.
الأديبة والكاتبة ناديا سراقبي- والدة شهيد: نلاحظ حضوراً خجولاً ومحدوداً لتمثيل المرأة في المجالس المحلية والمكاتب التنفيذية قياساً مع نسبة تمثيل الرجل، وكان تدني نسبة المرشحات عنوان المرحلة السابقة وفرص النجاح أمامها أصبحت طفرات فردية، لكننا نطمح إلى حضور أكبر وأكثر يؤسس لتمثيل واسع الطيف وتغيير الصبغة الذكورية على المجالس المحلية.
وأوضحت أن المرأة لعبت دوراً محورياً في فترة الحرب الظالمة على وطننا الحبيب سورية، وأثبتت من خلال الدور الذي أسند إليها قدرتها على التغيير الإيجابي في هذه الفترة، فحضورها اللافت في مختلف جوانب الحياة وإصرارها على الوقوف بجانب الرجل ومساندتها له دليل على كونها عنصراً أساسياً في إحداث عملية التغيير في نهوض المجتمع وعنصراً هاماً ورديفاً للجيش العربي السوري على الجبهات، فهي أم الشهيد والمرأة العاملة والمديرة بمدرستها ومؤسستها وعضو البرلمان ووزيرة والسفيرة وكلها مواقع أثبتت فيها جدارتها، فهي المرأة التي يقف العالم بأسره ليرى هذا المخلوق المقدس.
الدكتورة المهندسة فاطمة مصطفى عبد الرحمن: لقد استطاعت المرأة السورية بالفعل إثبات نفسها وتغيير ذهنية المجتمع بعد النجاحات الكبيرة التي حققتها في أعتى سنوات الحرب العدوانية على سورية، الأمر الذي دفع الجهات المسؤولة لتمكين مشاركتها الفعالة وتوجيهها المهني للانخراط في العمل السياسي بشكل أوسع وخاصة عن طريق تمثيلها من خلال مجلس الشعب ومجالس الإدارة المحلية.
وأوضحت أنه لابد من زيادة فرص مشاركتها في الحياة السياسية ومؤسسات المجتمع المدني، وذلك بتعيين النساء في بعض المجالس والهيئات، ومساعدتها في الوصول إلى مناصب قيادية سياسية والمشاركة في عملية صنع القرار، ويتم ذلك بالتأكيد على الأهمية القصوى لتأهيل النساء لخوض الانتخابات المحلية، وتدريبهن مسبقاً على كيفية العمل داخل المجالس المحلية، ليصبحن قادرات على حل مشكلات المجتمع المحلي بصورة تضمن نجاح تجربة دخول النساء إلى المجالس المحلية، وفتح الباب لمشاركة أكبر، وتحقيق المساواة بين الجنسين في إقرار السياسات.
المعلمة التربوية مريم العجيلي بينت أن زيادة تمثيل المرأة في مجالس الإدارة المحلية ومكاتبها التنفيذية هو خطوة في الاتجاه الصحيح لبناء المجتمع، لأن المرأة السورية بشكل عام وبشكل خاص العاملة في المجال التربوي هي على تماس مباشر مع جميع فئات الشعب وبمختلف مراحله العمرية وتموضعه الجغرافي، الأمر الذي يمكنها من دراسة أوضاع المجتمع ومعالجة قضايا الشعب ، ومن هذا المنطلق علينا أن نشجع دخول المرأة إلى هذه المجالس وزيادة تمثيلها وتوسيع دائرة مشاركتها.
الطالبة الجامعية نسرين علو أشارت إلى أنه أولاً التمثيل قليل والمرأة لا فرق بينها وبين الرجل بالعمل القيادي والإداري سوى القدرة على تأدية العمل بالشكل الأمثل بما يخدم الوطن أولاً ومن ثم المواطن، والمرأة هي التي تربي الرجل الذي يقود المجتمع، والقضايا التي يجب أن تناقشها من خلال كيفية رفع المستوى التعليمي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، فلا فرق بين الرجل والمرأة سوى العمل وتطويره وكيفية الوصول إلى جميع شرائح المجتمع، والسعي لتحديث الأدوات التي تساعد على رفع وعي المواطن نحو العمل بروح واحدة من أجل سورية ومكانتها العالمية، وإعادة الرونق إليها.