حماة – سرحان الموعي:
دعا مزارعو حماة إلى استدراك الفجوة الحاصلة على مستوى المكننة الزراعية التي أنتجتها سنوات الحرب الإرهابية على سورية وأعمال التخريب التي أتت على أعداد كبيرة من الآليات والمعدّات الزراعية، مؤكدين ضرورة تبسيط آلية تمويل الجرارات الزراعية للفلاحين تقسيطاً، وأن يكون مباشرة من المصرف الزراعي وبسقف أعلى من 50 مليون ليرة، لأن ما يزيد عن 50 مليون ليرة يحتاج إلى موافقة الإدارة المركزية للمصرف الزراعي أو المصرف المركزي، وهذا الأمر يستغرق وقتاً وإجراءات طويلة تنعكس بشكل سلبي على المزارع.
وسائل تقليدية بالزراعة
وأوضح المزارعون علي البكور ومحمد عاصي وعلي الجاسم وحسان قويدر ومحمد نور الحسين من منطقة محردة، أن الفلاحين اليوم يعانون من ارتفاع أسعار الجرارات بشكل يفوق إمكانياتهم، مع معاناة من قلة الآليات الزراعية لأن القطاع الزراعي خسر آلاف الجرارات خلال السنوات الماضية من دون أن تعوض هذه الخسارة، فيما عاد الكثير من الفلاحين خلال العامين الأخيرين لاعتماد الوسائل التقليدية بالزراعة، متسائلين عن جدوى الاستيراد في ظل انعدام المقدرة الشرائية، فالفلاح عاجز عن شراء الجرار بسعر وصل إلى ما يتراوح مابين 100 و140 مليون ليرة بغياب التسهيلات المصرفية والقروض الميسرة.
دعم القروض الميسرة
وبين صاحب شركة الهدى التجارية بمنطقة سلحب مهدي العلي أنه لا يخفى على أحد أن حماة محافظة زراعية بالدرجة الأولى، إضافة إلى كونها تتوسط عدداً من المحافظات الزراعية ولاسيما إدلب وحمص وحلب، ومع عودة الأمن والاستقرار وتعافي القطاع الزراعي بدأ المزارعون في العودة إلى أراضيهم التي هجّرهم منها الإرهاب وهم اليوم بحاجة إلى دعم وقروض ميسرة ولاسيما المتعلق منها بالتقانات والجرارات الزراعية، التي تشكل عامل رفع لكفاءة الإنتاج، ولكن هذا الأمر صعب للفلاحين الذين تضرروا نتيجة الحرب العدوانية على سورية بسبب ارتفاع أسعار المعدات الزراعية.
وأوضح أنه كون المصرف الزراعي لا يغطي سوى 30 بالمئة من قيمة قرض شراء جرار، والسقف المحدد هو 50 مليون ليرة وما يزيد عليه يحتاج إلى موافقة إدارة المصرف الزراعي بدمشق أو المصرف المركزي، إضافة إلى موضوع الكفالات، وهذا الأمر يحتاج إلى إجراءات طويلة الأمد، واليوم نحن بحاجة لتجاوز تلك العقبات وتسهيل كل ما يتعلق بالمزارع والاكتفاء بكفالة الجرار من دون الحاجة إلى كفالات أخرى.
مبادرات وتسهيلات
ونوه بأنه تم إطلاق عدة مبادرات لدعم المزارعين الذين تضررت آلاتهم ومعداتهم الزراعية جراء الأعمال الإرهابية وتقديم التسهيلات وتأمين كل ما تحتاجه الجرارات المتضررة من قطع تبديل وصيانة بشكل مجاني وفي بعض الأحيان استبدال الجرار بآخر جديد، فضلاً عن التعاون مع المصرف الزراعي والتسهيلات التي تقدمها إدارة الشركة للراغبين باقتناء الجرارات والمتمثلة بمتابعة إجراءات الاكتتاب والتسجيل حتى عملية تسليم الجرار.
تعديل سقف القروض
وأكد رئيس اتحاد فلاحي حماة حافظ سالم أن الاكتتاب لشراء الجرارات الزراعية يتم عن طريق فروع المصرف الزراعي، حيث يكتتب كل مزارع على الجرارات بمختلف الأصناف والطرازات ويدفع سلفة مالية قيمتها 30 بالمئة من قيمة الجرار، منوهاً بأهمية تقييم هذه القروض وتعديلها مع ارتفاع أسعار الجرارات والمعدات الزراعية.
ولفت مدير المصرف الزراعي التعاوني في حماة بسام الحلبي إلى أن كل مزارع بإمكانه شراء الجرارات والحصادات بقرض طويل الأجل ضمن جدول الاحتياج المعمول به لدى المصرف، حيث يتقدم المستفيد بطلب استقراض للمصرف يحدد فيه اسم الشركة أو وكيلها التي يرغب بشراء الجرار منها سواء القطاع العام أم الخاص مع تحديد نوعه ومواصفاته، والمصرف الزراعي التعاوني يقدم جميع التسهيلات لشراء الجرار.
ونوه بأن سقف القرض هو 50 مليون ليرة، وإذا كان أعلى من ذلك فهو يتطلب إعداد بطاقة استعلام للمستفيد ومراسلة الإدارة المركزية للمصرف الزراعي بدمشق أو موافقة المصرف المركزي حتى منح القرض مع تأمين الكفالات من موظفين، وأيضاً رهن الجرار حتى يتم تسديد القرض.
ولفت إلى أن إجمالي القروض الممنوحة للغايات الطويلة والمتوسطة الأجل تجاوزت 15 مليار ليرة وهي تشمل قروض شراء الجرارات الزراعية والطاقة البديلة لمياه الري والمداجن وشراء الأبقار.