بعد رفع أسعار الأسمدة: هل سنشهد تراجعاً في الزراعة والإنتاج؟ الكوري: التحـــول إلـــى الأســـمدة البديلــــة غزالة: دعـــم المحاصيــــل الاســـتراتيجية مســــتمر
وفاء فرج:
شهدت الأسمدة ولاسيما نوع «اليوريا» زيادة على أسعارها مؤخراً، حيث وصل سعر الطن إلى ٣ ملايين ليرة ما ينعكس على الإنتاج الزراعي، حيث سيتكبد الفلاح زيادة في تكاليف إنتاجه وصعوبة في تغطية هذه التكاليف ليؤدي ذلك إلى الإحجام عن الزراعة وانخفاض كميات المنتجات الزراعية في الأسواق، فكيف يرى المعنيون في الشأن الزراعي هذا الأمر؟
عضو غرفة زراعة دمشق الدكتور المهندس محمود الكوري في تصريح خاص لـ «الثورة» لم يخفِ أن رفع أسعار الأسمدة سيؤثر في الإنتاج الزراعي، مبيناً أن هذا الارتفاع سببه عالمي الأمر الذي أدى إلى ارتفاع سعر السماد المحلي وبالتالي هذا الأمر يستدعي التحول إلى الأسمدة البديلة كالأسمدة العضوية وغيرها من الأسمدة المنتجة محلياً بحيث لا يؤثر ذلك في الفلاحين وبالتالي لن يكون هناك تراجعاً كبيراً في الإنتاج الزراعي خاصة القمح الذي يتم تسميده بالأسمدة الكلاسيكية التي يوزعها المصرف الزراعي ولا تلبي حاجة المزارعين.
وأشار الكوري أنه ونتيجة رفع أسعار الأسمدة المستوردة ليس مؤخراً فقط وإنما في العام الماضي أيضاً استغنى المزارعون عنها واستعاضوا بالأسمدة البديلة كالسماد الحيوي والعضوي والسائل والبودرة والفيري كومبست، مبيناً أن هذه الأسمدة مفيدة جداً في زيادة الإنتاج والمحافظة على استقرار التربة خاصة أن الأسمدة الكيميائية تحدث تسممات في التربة، علماً أننا في سورية لم نشهد حالات كهذه حيث يتم استخدام الأسمدة الكيميائية بالحد الأدنى.
وتحدث مدير عام المصرف الزراعي التعاوني الدكتور أحمد الزهري عن هذا الموضوع بالقول: إن المصرف الزراعي مثله مثل أي مصرف، والمعني بالإجابة هو وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي.
من جهته أوضح مدير الأراضي والمياه في وزارة الزراعة الدكتور جلال غزالة أن الوزارة تضع الخطة الزراعية السنوية بالتعاون مع الجهات المعنية وتبين فيها احتياجات المحاصيل والأشجار من جميع المستلزمات الزراعية ومنها الأسمدة، مبيناً أن تأمين هذه الاحتياجات يكون من خلال التعاون والتشاركية بين الجهات المعنية بالحكومة فيما بينها والتعاون والتنسيق مع القطاع الخاص لتأمين الاحتياجات من سماد «اليوريا» رغم ارتفاع أسعاره عالمياً، لافتاً أن وزارة الزراعة تأخذ بعين الاعتبار التكاليف التي يدفعها الفلاح للمحاصيل الاستراتيجية من خلال دراستها وتسعير المحاصيل بسعر تشجيعي، حيث قامت العام الماضي بحساب التكاليف التي دفعها الفلاح للقمح والبالغة ١٢٦٠ ليرة لكل كيلو وتم تسعيره بـ ١٧٠٠ ليرة وبذلك تكون قد منحت الفلاح نسبة ربح بلغت ٤٠% تقريبا مضافة إلى قيمة التكلفة.
وبين غزالة أنه وعلى الرغم من ارتفاع أسعار سماد «اليوريا» عالمياً إلا أنه يوزع محلياً بسعر ٣ ملايين ليرة أي بفارق مليون و ٢٠٠ ألف ليرة عن سعره العالمي الذي يبلغ ٤ ملايين وبالتالي لايزال السعر أقل من الأسعار العالمية، ومع ذلك سيتم هذا العام دراسة التكلفة وتقديرها وبناء عليه سيتم تحديد سعر مناسب للفلاحين وفق التكاليف مع إضافة هامش ربح.
وأشار إلى أن احتياج محصول القمح من سماد «اليوريا» سنوياً يبلغ ١٠٠ ألف طن ومن السوبر فوسفات الثلاثي ٥٠ ألف طن وهو منتج محلياً بنسبة 46٪ من الكميات اللازمة لذلك تقوم الدولة بالتعاون مع كافة الجهات المعنية بالتعاقد مع القطاع الخاص لتأمين واستيراد كميات كافية منه مؤكداً أن دعم المحاصيل الاستراتيجية ما زال مستمراً من قبل الحكومة أما بقية المحاصيل فتخضع للسوق حسب العرض والطلب.