الثورة – تقرير أسماء الفريح:
كشفت وكالة “بلومبيرغ” أن تكلفة تخلي أوروبا عن الغاز الروسي في إطار عقوباتها ضد موسكو بلغت تريليون دولار وهي البداية فقط في الوقت الذي جددت فيه روسيا التأكيد على أن تحديد سقف سعر غازها يتناقض مع قواعد السوق وسيؤدي إلى تدهورها.
وقال السفير المتجول بوزارة الخارجية الروسية يوري سينتيورين بأن مبادرة الاتحاد الأوروبي بشأن تحديد سقف سعر الغاز الروسي ستؤدي إلى عواقب سيئة مثل تدهور الأسواق إضافة إلى أنها تشكل انتهاكاً للقانون الدولي”.
وأضاف سينتيورين أن مثل هذه المبادرات وبحثها “تزعزع استقرار الأسواق وترفع مستوى الغموض ويمكن القول إن الحديث يدور عن حجم كبير من القرارات السياسية التي تؤثر على العملية الاقتصادية”.
ووفقاً لوسائل إعلام فإن التشيك التي تترأس حالياً مجلس الاتحاد الأوروبي اقترحت خفض السقف المحتمل لسعر الغاز الروسي من 275 يورو لكل ميغاواط ساعة إلى 188 يورو لكل ميغاواط ساعة، ومن المقرر أن يبحث وزراء طاقة بلدان الاتحاد الأوروبي في وقت لاحق اليوم مسألة تحديد سقف لسعر الغاز الطبيعي الروسي.
هذا وأعلنت “بلومبيرغ” أن تكلفة تخلي القارة العجوز عن الغاز الروسي بلغت تريليون دولار في مرحلة أولى من أزمة طاقة لم تشهدها منذ عقود موضحة أن سبب هذه التكلفة ارتفاع أسعار الكهرباء للشركات والمستهلكين الأوروبيين.
وحذرت بلومبرغ من أن هذا ليس سوى البداية لأكبر أزمة طاقة تواجهها القارة الأوروبية حيث أنه بعد فصل الشتاء ستكون مخازن الغاز فارغة وحتى في ظروف الحد الأدنى من إمدادات الغاز الروسي سيكون من الصعب ملء هذه المخازن.
وتوقعت أن يستمر الوضع المتوتر حول توريد الغاز المسال إلى أوروبا حتى عام 2026 على الأقل لتتمكن دول مثل الولايات المتحدة وغيرها من زيادة إنتاجها من الغاز.
ونقلت الوكالة عن المحلل بيارن شيلدروب قوله إن “سباق الاتحاد الأوروبي لتجديد احتياطيات الغاز قد بدأ” مؤكداً أن المنفعة لبائعي الغاز ستستمر لمدة 12 شهراً على الأقل.
وحذر محللو “بلومبيرغ” من أنه إذا ارتفعت أسعار الغاز في الاتحاد الأوروبي مرة أخرى إلى 210 يوروات لكل ميغاواط في الساعة، فإن أوروبا ستواجه هبوطاً اقتصادياً حاداً بدلاً من الركود.
وفي ذات السياق أظهرت معطيات معهد Gas Infrastructure Europe أن استجرار الغاز من مرافق التخزين تحت الأرض في الاتحاد الأوروبي يبقى أعلى بنسبة 14.5٪ من المتوسط المسجل لمنتصف كانون الأول خلال عدة سنوات.
ووفقاً لمعطيات المعهد فقد بلغ استجرار الغاز من المنشآت تحت الأرضية في دول الاتحاد الأوروبي قبل يومين 501 مليون متر مكعب بينما تجاوزت عمليات سحب الغاز من المستودعات على مدى أكثر من أسبوع متوسط المؤشرات المتعددة السنوات.
ومنذ بداية موسم التدفئة في أوروبا في الرابع عشر من تشرين الثاني الماضي استجرت دول الاتحاد الأوروبي 13.26 مليار متر مكعب من مرافق التخزين.
يشار إلى أن شركة “غازبروم” الروسية كانت حذرت من أنه حتى لو تم تخزين الحد الأقصى من احتياطيات الغاز في منشآت التخزين في الدول الأوروبية الكبيرة فإن ذلك لن يضمن لها قضاء فترة الخريف والشتاء بدون مشاكل.