الثورة- تقرير أسماء الفريح:
أعلن الرئيس البرازيلي لويس إيغناسيو لولا دا سيلفا تطبيق “مرسوم التدخل الفيدرالي” لضمان السلامة العامة في برازيليا في أعقاب اقتحام أنصار الرئيس اليميني السابق جايير بولسونارو مبنى الكونغرس والمقر الرئاسي ومبان حكومية أخرى في العاصمة أمس.
وأكد لولا داسيلفا في تصريح له من مدينة أراراكوارا الجنوبية الشرقية حيث كان يزور منطقة اجتاحتها فيضانات قوية أن اقتحام المباني الحكومية في برازيليا عمل “همجي” وأمر باستخدام القوات الفيدرالية لإعادة النظام في العاصمة حتى نهاية الشهرالجاري.
وقال: “لا بد أنكم كنتم تشاهدون الهمجية اليوم التي حصلت في العاصمة فهؤلاء الأشخاص الذين نسميهم الفاشيين،وهم أكثر المخلوقات إثارة للاشمئزاز في السياسة، اجتاحوا القصر ومبنى الكونغرس” مضيفا أن ” كل من فعل هذا سيتم العثور عليه ومعاقبته فالديمقراطية تضمن الحرية الصحيحة للتعبيرولكنها تتطلب أيضا من الناس احترام المؤسسات الحكومية فلا توجد سابقة في تاريخ البلد لما فعلوه لهذا يجب معاقبتهم.. وسنكتشف من قام بتمويل أولئك الذين فعلوا ذلك في برازيليا اليوم وسيحاسب كل منهم وفقا للقانون”.
وأعلن لولا داسيلفا عن تعيين ريكاردو غارسيا كابيلي الذي يشغل منصب سكرتير ونائب رئيس وزارة العدل كرئيس جديد للأمن العام في العاصمة برازيليا بينما قرر القاضي بالمحكمة العليا البرازيلية ألكسندر دي موراييش عزل حاكم العاصمة إيبانيز روتشا.
من ناحيته أصدر المدعي العام البرازيلي أوغوستو أراس بيانا أعرب فيه عن قلقه من “أعمال التخريب المتعمد للمباني العامة” و قرر “فتح تحقيق جنائي لمحاسبة المتورطين “بينما أعلن رئيس الكونغرس رودريغو باشيكو رفضه أعمال الاقتحام التي نفذها أنصار بولسونارو باعتبارها “أعمالا مناهضة للديمقراطية”.
هذا وتمكنت قوات الأمن البرازيلية من إخلاء مقار الكونغرس والمحكمة العليا وقصر بلانالتو الرئاسي من أنصار بولسونارو واعتقلت 150 شخصا منهم.
وفي إطار الإدانات الدولية ندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش باعتداء أنصار بولسونارو على مقار مؤسسات حكومية وكتب غوتيريش في تغريدة على “تويتر”، “أدين الهجوم على المؤسسات الديمقراطية في البرازيل ويجب احترام إرادة الشعب البرازيلي ومؤسسات الدولة.. أثق بأن الأمر سيكون كذلك فالبرازيل دولة ديمقراطية عظيمة”.
كما أدان الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو “الجماعات الفاشيّة الجديدة” التي تسعى إلى الانقلاب على لولا دا سيلفا فيما أعرب الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل عن تضامنه مع الرئيس البرازيلي ودان الأعمال المناهضة للديمقراطية التي تهدف إلى “إثارة الفوضى وعدم احترام الإرادة الشعبيّة”.
من جانبه, قال الرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرنانديز إن “دعمه ودعم الشعب الأرجنتيني للولا داسيلفا غير مشروط في مواجهة هذه المحاولة الانقلابيّة”بينما أكد الرئيس التشيلي غابرييل بوريك عبر تويتر إن “الحكومة البرازيليّة تحظى بدعمنا الكامل في مواجهة هذا الهجوم الجبان والدنيء على الديموقراطيّة” في حين أعرب الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور عن دعمه للرئيس البرازيلي وكتب على تويتر أن “محاولة الانقلاب في البرازيل مستهجنة وغير ديمقراطيّة” مضيفا أن “لولا ليس وحده فهو يحظى بدعم القوى التقدّميّة لبلاده والمكسيك والأميركيّتين والعالم”.
بدوره، قال وزير خارجية بوليفيا روخيليو مايتا إن الأحداث في البرازيل أظهرت أن أمريكا اللاتينية تواجه تحديا يتمثل في “الدفاع عن ديمقراطيّاتنا عبر منع انتصار خطاب الكراهية” بينما دان الأمين العام لمنظمة الدول الأمريكية لويس ألماغرو “الاعتداء على المؤسّسات في برازيليا والذي يشكّل عملًا مرفوضًا واعتداءً مباشرًا على الديمقراطيّة وقال إن “هذه الأفعال لا تُغتفَر وهي فاشيّة بطبيعتها”.
من ناحيته قال نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشيوف إن ماشهدته مؤخرا البرازيل “محاولة انقلابية كتب لها الفشل و جاءت بعد انتخابات رئاسية شفافة ونزيهة.”
وكتب كوساتشيف في قناته على “تلغرام”، أن “انتخاب الرئيس الجديد للبرازيل “لولا دا سيلفا” كان نظيفا ومعترفا به من قبل المجتمع البرازيلي والمجتمع الدولي” وقال: “نتمنى للبرازيل استعادة القانون والنظام والاستقرار والازدهار”، وللرئيس المنتخب أن يكون على ثقة بمشروعيته ويواصل خطواته”.
وأعرب الاتحاد الأوروبي عن دعمه للرئيس البرازيلي وفقا لمنسق السياسة الخارجية بالاتحاد جوزيب بوريل بينما أدان رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل ماحدث في البرازيل بينما نشر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن تغريدة قال فيها “ندين الهجوم على مقر الرئاسة والكونغرس والمحكمة العليا في البرازيل فاستخدام العنف لمهاجمة المؤسسات الديمقراطية غير مقبول ونؤيد الرئيس البرازيلي في الدعوة إلى وقف تلك الأعمال فورا”.
وكان لولا دا سيلفا “77” عاما أدى في الأول من كانون الثاني الجاري اليمين الدستورية رئيسا للبرازيل لولاية ثالثة بعد تغلبه على منافسه بولسونارو في انتخابات نظمت في تشرين الأول الماضي وتعهد في خطاب تنصيبه: ” بالحفاظ على الدستور والدفاع عنه والوفاء به والالتزام بالقوانين وتعزيز الصالح العام للشعب البرازيلي ودعم وحدة وسلامة واستقلال البلاد”.