الثورة- ترجمة رشا غانم:
تنبأ نموذج حديث بأنّ عدد الأنهار الجليدية على كوكب الأرض بحلول عام 2100، قد ينخفض بنسبة 80 بالمئة.
ومن جهتهم، حذّر خبراء المناخ في جامعة كارنجي ميلون في الولايات المتحدّة من أنّ تراجع الجليد على كوكب الأرض سيعرّضه لسيناريوهات انبعاثات مختلفة، واقترحت نتائج دراستهم أنّه حتّى في حال السّيطرة على الزيادة في معدل متوسط الحرارة العالمية بنسبة 2.7 فهرنهايت، فسيبقى لدينا خسارة بكتلة الأنهار الجليدية الإجمالية للكوكب بمقدار النّصف تقريباً، ويمكن لهذه الخسارة أن تؤثر سلباً على الدّورات الهيدرولوجية المحلية، وسينجم عنها زيادة في مخاطر الأنهار الجليدية مثل الانهيارات الثلجية والفيضانات.
هذا وقد أظهرت دراسات عديدة بأنّ الأنهار الجليدية حول العالم تذوب بشكل سريعٍ وذلك بسبب الاحتباس الحراري، ففي تشرين الثاني 2022، وصف العلماء نهر ثويتس الجليدي في القارة القطبية الجنوبية بأنّه متشبّث، بعد أن اكتشفوا أنه تراجع بسرعة ضعف ما كان يُعتقد سابقاً على مدار الـ 200 عام الماضية، وقد يؤدي هذا إلى ارتفاع مستويات سطح البحر العالمية بمقدار 10 أقدام (3 أمتار) وحدها، لكن باحثين آخرين توقعوا الزيادة التي ستتولد عن كتل جليدية كبيرة أخرى.
وعلى سبيل المثال، يمكن أن يتسبب الجرف الجليدي لجزيرة الصنوبر في القارة القطبية الجنوبية في ارتفاع 1.6 قدم (0.5 متر).
في حين أن الغطاء الجليدي لشرق القارة القطبية الجنوبية قد يساهم في ارتفاع هائل يبلغ 16 قدماً (4.9 متر) بحلول عام 2500، حيث يهدد ارتفاع مستوى سطح البحر مدناً مثل شنغهاي ولندن، ومساحات منخفضة من فلوريدا وبنغلاديش، وحتى دول بأكملها مثل جزر المالديف، وفي المملكة المتحدة، على سبيل المثال، قد يتسبب ارتفاع 6 أقدام و7 أقدام أو أكثر في حال تعرض مناطق وأجزاء من شرق لندن ومصب نهر التايمز لخطر الغمر، كما تمّ ربط ارتفاع مستويات سطح البحر بالتآكل الساحلي المدمر وعامل العواصف وتأثيرات الأمواج التي تحركها الرياح.
هذا وبالإضافة إلى لعب دور في هذه الكوارث البيئية، فإن فقدان الأنهار الجليدية سيؤثر سلباً أيضاً على السياحة والقيم الثقافية في مناطقها، وبالنسبة للدراسة الجديدة، وضع الفريق تنبؤات حول عدد الأنهار الجليدية الجبلية البالغ عددها 215000 على الأرض التي ستضيع إذا استمرت درجات الحرارة العالمية في الارتفاع.
لقد أخذوا في الاعتبار كميات كبيرة من البيانات المصممة لأنواع مختلفة من الأنهار الجليدية، بما في ذلك مياه المد والجليد المغطاة بالحطام، حيث تتلامس الأنهار الجليدية لمياه المد والجزر مع المحيط، مما يؤدي إلى تفاقم الذوبان، بينما يمكن أن يكون للحطام تأثير إيجابي أو سلبي على ذوبان الأنهار الجليدية اعتماداً على سماكته، وفي حين أنه لم يتم العثور على هذه الاختلافات الدقيقة لتأثيرها على إسقاطات الأنهار الجليدية العالمية، إلا أنها لعبت دوراً كبيراً في فقدان الكتلة للأنهار الجليدية الفردية.
يشكل ثلثا الأنهار الجليدية على الأرض 41 في المائة من إجمالي كتلتها الجليدية، حيث أن معظمها صغير نسبياً – أقل من كيلومتر مربع واحد، ووفقاً للدراسة، سيضيع كل هذا إذا واصلنا الاستثمار في الوقود الأحفوري كما نفعل حالياً.
بدورهم، وضّح المؤلفون أن الزيادة الكبيرة في درجة الحرارة لها عواقب وخيمة فيما يتعلق بمساهمة الأنهار الجليدية في ارتفاع مستوى سطح البحر، وفقدان الأنهار الجليدية حول العالم، والتغيرات في الهيدرولوجيا والبيئة والمخاطر الطبيعية.
ومع ذلك، ونظراً لأن الأنهار الجليدية تستغرق وقتاً طويلاً للاستجابة للتغيرات في المناخ، فإن خفض الانبعاثات لن يوقف فجأة ذوبان الأنهار الجليدية، يقول قائد الدّراسة د. ديفيد رونس: إنّه حتى لو تخلينا عن الوقود الأحفوري اليوم، فسيظل الأمر يستغرق ما يصل إلى 100 عام حتى ينعكس في معدلات ذوبان الأنهار الجليدية، وإذا تمكنا من الحد من زيادة درجة الحرارة العالمية إلى 2.7 درجة فهرنهايت (1.5 درجة مئوية)، كما تم تحديده في اتفاقية باريس في عام 2015، فسنظل نفقد 26 في المائة من كتلة الأنهار الجليدية العالمية.
ومن الجدير بالذّكر بأنّ أوروبا الوسطى وغرب كندا والولايات المتحدة الأمريكية تعدّ موطناً للأنهار الجليدية الأصغر، والتي ستتعرض لخطر الاختفاء تماماً إذا ارتفعت درجة حرارة العالم بمقدار 5.4 درجة فهرنهايت (3 درجات مئوية).
المصدر: ديلي ميل
