الثورة- ترجمة ختام أحمد:
تحسنت وجهات النظر حول الصين وزعيمها شي جين بينغ بشكل طفيف بين العديد من الأشخاص حول العالم خلال العام الماضي، في حين كان العكس صحيحاً بالنسبة للولايات المتحدة والرئيس دونالد ترامب، وفقاً لنتائج الاستطلاع الذي قدمه مركز بيو للأبحاث.
ورغم التحسن الذي طرأ على الصين، إلا أن الآراء حولها كانت سلبية أكثر منها إيجابية في الدول الست عشرة ذات الدخل المرتفع والتسع دول ذات الدخل المتوسط التي شملها الاستطلاع.
وفي معظم الدول، افتقر الناس أيضاً إلى الثقة في قدرة شي على اتخاذ القرار الصائب في الشؤون العالمية، وذكر مركز بيو أن الناس في العديد من البلدان الخمسة والعشرين ينظرون بشكل متزايد إلى الصين باعتبارها القوة الاقتصادية الأكبر في العالم.
وتشير الدراسة التي أجريت على أكثر من 30 ألف شخص في 25 دولة- بما في ذلك فرنسا وكندا والبرازيل والمكسيك وكينيا ونيجيريا وتركيا وإسرائيل والهند واليابان- إلى تحول في الموقف تجاه أكبر اقتصادين في العالم منذ تولي ترامب منصبه مع التركيز على أجندته “أميركا أولا”، بما في ذلك التعريفات الجمركية، ولكن الصين لا تقل حرصاً على تحقيق مصالحها الأمنية والاقتصادية، ولكنها تصوغ سياساتها على أساس ما تسميه مبادئ “الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون المتبادل والمنفعة”.
إن تغير وجهات النظر بشأن القوى المتنافسة يمكن أن يكون له آثار واسعة النطاق في المجالات الدبلوماسية والاقتصادية وغيرها، وقال مركز بيو للأبحاث في نتائجه التي أجراها في الفترة من الـ8 من كانون الثاني إلى الـ26 من نيسان: إن نسبة الأشخاص الذين لديهم وجهة نظر إيجابية تجاه الصين زادت منذ العام الماضي في الـ15 من الدول الـ25، مضيفة أن الثقة في قدرة شي على “فعل الشيء الصحيح فيما يتعلق بالشؤون العالمية” زادت أيضا في العديد من البلدان التي شملها الاستطلاع، “ولكن على الرغم من هذه التغييرات، فإن وجهات النظر تجاه الصين وشي تظل سلبية على نطاق واسع”، بحسب تقرير المركز.
قال مركز بيو: “إن عدد الأشخاص الذين لديهم وجهة نظر إيجابية تجاه الولايات المتحدة أكبر من عددهم تجاه الصين، ومع ذلك، فإن هذه الفجوة آخذة في التقلص، إذ أصبحت الآراء تجاه الولايات المتحدة أكثر سلبية، بينما أصبحت الآراء تجاه الصين أكثر إيجابية”، وأضاف مركز بيو للأبحاث: إن الصين ورئيسها حصلا على درجات إيجابية أكثر في الدول التسع ذات الدخل المتوسط التي شملها الاستطلاع مقارنة بالدول الـ16 ذات الدخل المرتفع، مضيفا أنه وجد أيضا اختلافات إقليمية. كانت الآراء حول الصين من بين الأكثر سلبية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
ففي اليابان، لم يكن لدى سوى 13% من الناس رأي إيجابي تجاه الصين، وكذلك الحال في أستراليا والهند وكوريا الجنوبية، حيث كان لدى حوالي الربع أو أقل رأي إيجابي، وكانت إندونيسيا استثناءً، حيث كان لدى حوالي ثلثي الناس رأي إيجابي.
كان ميزان الآراء تجاه الصين في أوروبا سلبياً، ولم يكن لدى الأغلبية رأي إيجابي إلا في اليونان.
وفي الدول الأفريقية الثلاث جنوب الصحراء الكبرى التي شملها الاستطلاع- كينيا ونيجيريا وجنوب أفريقيا- أبدت الأغلبية نظرة إيجابية تجاه الصين، وفي كل دولة من دول أمريكا اللاتينية الثلاث التي شملها الاستطلاع- الأرجنتين والبرازيل والمكسيك- تفوقت نسبة من لديهم نظرة إيجابية تجاه الصين على نسبة من لديهم نظرة سلبية.
وفقاً للبيانات في سؤال حول الحلفاء والتهديدات، لم تُعتبر الصين التهديد الأكبر في أيٍّ من الدول متوسطة الدخل، بينما كانت الولايات المتحدة هي التهديد الأكثر شيوعاً في الأرجنتين والبرازيل وإندونيسيا والمكسيك وجنوب أفريقيا.
وقال الجنوب أفريقيون وإندونيسيون: إن الصين هي حليفهم الأبرز، وفي أميركا اللاتينية، كانت الولايات المتحدة هي الحليف الأكثر شيوعاً، وأفاد مركز الأبحاث أن استطلاعه وجد أيضاً اختلافاً ملحوظاً عن نتائج استطلاع عام ٢٠٢٣، حيث رأى عدد أكبر من الناس أن الصين هي القوة الاقتصادية الرائدة عالمياً، وبلغ متوسط 41% ممن شملهم الاستطلاع أن الصين هي الاقتصاد الأبرز، مقارنةً بمتوسط 39% ممن رأوا الولايات المتحدة، وتم النظر إلى الصين باعتبارها الاقتصاد الأكبر في 12 دولة، بما في ذلك ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا، في حين تم النظر إلى الولايات المتحدة باعتبارها الاقتصاد الأكبر في تسع دول، بما في ذلك الولايات المتحدة نفسها.
وقال مركز بيو للأبحاث: “على الرغم من الشعور المتزايد بأن الصين هي الاقتصاد الأكبر في العالم، فإن الناس في كل البلدان التي شملها الاستطلاع تقريباً يعطون الأولوية للعلاقات الاقتصادية القوية مع الولايات المتحدة على الصين”، وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو للصحفيين في 11 تموز بعد محادثات في ماليزيا مع نظيره الصيني وانغ يي: “نحن دولتان كبيرتان وقويتان، وستكون هناك دائماً قضايا نختلف عليها”.
ومن المرجح أن تشكل سياسات التعرفات الجمركية التي ينتهجها ترامب عاملاً رئيسياً في كيفية نظر الدول الأخرى إلى الولايات المتحدة، وخاصة بعض أقرب حلفاء أميركا.
المصدر _ News week