الثورة – منهل إبراهيم:
تتهاوى اتفاقيات وقف إطلاق النار في غزة وإنهاء الحرب الإسرائيلية المجنونة عليها تباعاً، وتذهب أدراج الرياح وسط صمت دولي وتصاعد كبير في أعداد الضحايا الفلسطينيين من الأطفال والنساء.
يقول ألون بينكاس المستشار السياسي السابق لاثنين من رؤساء وزراء إسرائيل شمعون بيريز وإيهود باراك: إن الخطط المتعلقة بمستقبل غزة “مليئة بالتناقضات والمفارقات”، وإن السلام هناك يعتمد في النهاية على إرادة رجل واحد.
لكنه تساءل، هل يُمكن التوصل إلى وقف إطلاق نار مؤقت في غزة واتفاق جزئي لإطلاق سراح الأسرى خلال الأيام أو الأسابيع القادمة؟.
جاءت الإجابة إيجابية، ويرى أنّه بالفعل يمكن التوصل إلى اتفاق، لكن عاد ليتساءل، هل سيؤدي ذلك إلى إنهاء الحرب وتشكيل هيكلية “غزة ما بعد الحرب”؟، وكانت الإجابة سلبية “لا، لا يمكن هذا”.
وتحدّث بينكاس عن عدة أسباب لهذا، منها أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، “لا يريد إنهاء الحرب”.
وأكدت صحيفة الإندبندنت البريطانية عن لسان بينكاس أن نتنياهو “مفتون بأنه زعيم في زمن الحرب”، مقتنعاً بأنه “يُعيد تشكيل” المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط جذرياً في غزة وإيران وأماكن أخرى، كما أنه بحاجة إلى استمرار أجواء الحرب والطوارئ، لمصلحته وتحقيق مصالحه السياسية.
وأوضحت الإندبندنت أنّ هناك الكثير من الأسباب التي تجعل الاتفاق “وشيكاً” لكنّه “لن يدوم”، وأوضح أنّ هناك تفسيراً لذلك، وهو أنّ التفاوض يتضمن وقف إطلاق نار لمدة 60 يوماً، وتبادلاً جزئياً لعشرة أسرى إسرائيليين أحياء و18 متوفين، مقابل عدد غير معلن ولكنْ عددٌ كبير من المعتقلين الفلسطينيين، هو اتفاق جزئي، من المفترض أنْ يؤدي إلى اتفاق أوسع، وبالتالي فإنّ مبادئه ومراحل تنفيذه مستمدة من التحضير “ما بعد حرب غزة”.
وأكدت الصحيفة البريطانية أنّه لا يوجد تقارب حتى حول مرحلة ما بعد الحرب، وأي اتفاق سيتم انتهاكه كما حدث مع اتفاق الهدنة المشابه، في كانون الثاني الماضي، واستمر 58 يوماً، ثم انتهكته إسرائيل في منتصف آذار.
وأشار بينكاس عبر الإندبندنت إلى مجموعة أسئلة لم تُجب عليها المفاوضات الحالية، وقد حاول هو الإجابة عنها، وهي، هل ستبقى حماس في السلطة؟ وقال “نعم” بحكم الواقع، وفقاً للاتفاق الحالي، لكنْ وفقا لخطط ما بعد الحرب التي تدرسها إسرائيل والولايات المتحدة وبعض الدول العربية، ستكون الإجابة “لا”.
وهل ستعيد إسرائيل الانتشار وتنسحب تدريجياً من قطاع غزة؟ قال “نعم”، بحسب الاتفاق، لكنْ وفقاً لإسرائيل، التي تُصرّ على مناطق عازلة وسيطرة كاملة على رفح في غزة، ستكون الإجابة “لا”.
ثم يأتي السؤال الأهم: ما هي الضمانات التي قدمتها الولايات المتحدة لحماس تحديداً بأنّ إسرائيل لن تستأنف الحرب بعد 60 يوماً؟- ويجيب: “الأمر غير واضح”، مَن المسؤول عن المساعدات الإنسانية وإمدادات الغذاء والدواء إلى غزة؟، “الأمر غير واضح”.
أما عن السؤال الأخير، وهو ما الذي تتضمنه ما يُسمى بالخطة السياسية وهيكل السلطة في “غزة ما بعد الحرب”؟، توضح الإندبندنت أن الولايات المتحدة تدرس بإيجابية خطة إماراتية، ساهمت فيها جهات أخرى، باستثناء إسرائيل، تتضمن انتقالاً تدريجياً إلى حكم “فلسطينيين بدون حماس” بدعم من خمس دول عربية: السعودية، مصر، الأردن، قطر، والإمارات، ونشر قوة أمنية من بعض هذه الدول، بدعم من متعاقدين أميركيين من القطاع الخاص، وربما مركز قيادة وتحكم أميركي، يقع خارج غزة، وستدعو السلطة الفلسطينية لتنفيذ هذه الخطة، وسيقوم الشركاء العرب باختيار وتجنيد وتدريب قوة أمنية جديدة، وجمع الأموال اللازمة، أكثر من 60 مليار دولار، لإعادة إعمار غزة.
