الثورة – ربا أحمد:
تعتمد اليوم فئة كبيرة من أبناء محافظة طرطوس على مشاريعها الصغيرة ضمن المنازل، وهي ظاهرة اقتصادية بدأت بالنمو بصورة كبيرة في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة.. فكان لنساء طرطوس حصة كبيرة من هذه المشاريع المنزلية والتي تنوعت بين الأعمال الفنية والخياطة والطبخ وغيرها، وهي اليوم تشهد تسويقاً إلكترونياً ناجحاً لها ما شجعهن على المزيد من العمل والتوسع.
وأكدت السيدة عبير أنها تتعاون مع زوجها في المنزل على إنتاج أنواع مختلفة من أصناف الأجبان والألبان والمونة المنزلية، ويقومون بإيصالها إلى المنازل، وهذه المنتجات كلها بلدية من أرض القرية، وتعمل على بيعها بأسعار تنافس بها التجار لتجد مزيداً من الزبائن.
بدورها السيدة وردة إسماعيل تعمل من منزلها على تلبية طلبات المنازل من طبخ ومأكولات منزلية، كالفطائر والكبة وتلبي جميع أنواع العزائم.
وتضيف: إن حاجتها لتلبية متطلبات أبنائها التعليمية دفعها لهذا العمل الذي تتقنه جيداً، فبدأت بكميات قليلة ونتيجة تسويقها على صفحة خاصة بالطبخات التي تقدمها زاد لديها عدد الزبائن وتوسعت ليصبح أبناؤها الثلاثة جزءاً من فريقها ويساندونها دوماً.
فيما أشارت السيدة ليالي إلى أنها مدرسة اجتماعيات، ولكن بدأت مشروعها الصغير من المنزل بخياطة بسيطة لأهالي قريتها، ومن ثم تقدمت بطلب حصول على قرض مشروع صغير لدى إحدى الجمعيات، وفعلاً بعد سنة استطاعت الحصول على مكنة خياطة متطورة، هي اليوم تدر لها دخلاً مقبولاً تساند فيه زوجها لتلبية حاجات الأسرة الكثيرة، وبنفس الوقت خطوة كبيرة في حياتها لإبراز موهبتها.
أما الفتاة دانا محفوض بدأت مشروعها الصغير بإنتاج الكونكريت، والشمع، والجبصين، وأي شيء يخص الهدايا ومناسبات التخرج والعمادات والولادات.
وأنشأت صفحة خاصة لمنتجاتها على صفحات التواصل الاجتماعي لتعرف الزبائن على الأشكال والتنوع في تلبية المناسبات، وهي تجد أنه ليس من المفترض أن يستسلم الشباب الذين لا يجدون عملاً مناسباً ضمن سوق العمل بطرطوس كون الوظائف قليلة، بل الأفضل الانطلاق بمشروع بسيط يمكن من خلاله أن يضع لهم موطئ قدم في سوق العمل للبدء بحياة عملية ناجحة.
وهو ما أكدت عليه الفتاة سهى سليمان والتي تعمل على تصنيع منتجات تجميلية في المنزل، والتي نالت شهادة الهندسة التقنية منذ سنوات ولم تجد فرصة عمل في طرطوس، فاتجهت نحو تصنيع مواد تجميلية من مواد طبيعية، كالورد، والليمون، والرز، والبابونج، وبذور الشيا، لتقدم للنساء كريمات طبيعية وبدورها يصبح لديها دخل مالي تساند أسرتها فيه، مشيرة إلى أن التسويق هو أصعب مرحلة في عمل المشاريع الصغيرة وهي بحاجة لدعم كبير من الجهات الحكومية.
وعن أهمية هذه المشاريع الصغيرة ودعمها أكد الدكتور طلال سلمان كلية الاقتصاد أن أهم مرتكزات بناء الاقتصاد هو دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة من خلال مجموعة قوانين تساهم في تخفيض معدلات الفائدة على القروض الممنوحة لهذه المشاريع والعمل على تشجيعها من خلال المزايا والإعفاءات، وتسويق منتجاتها من خلال فعاليات اقتصادية محلية ومركزية، لا سيما أن هذه المشاريع تساهم بتخفيض معدلات البطالة المرتفعة التي تشهدها المحافظة في السنوات الأخيرة.