الثورة – عبد الغني العريان:
التقى محافظ حلب، المهندس عزام الغريب، اليوم، مجموعة من الحقوقيات والإعلاميات والناشطات في الشأن المجتمعي، في اجتماع خُصص لبحث أبرز التحديات الراهنة التي تواجه النساء، ولاسيما في المجالات المرتبطة بالمشاركة السياسية والتمثيل المجتمعي.
شكل اللقاء، في مقر المحافظة، فرصة للحوار المباشر حول قضايا تمكين المرأة وتعزيز حضورها في مواقع صنع القرار، في ظل الظروف الاجتماعية والسياسية المتغيرة التي تعيشها البلاد.. وتمحورت المداخلات والنقاشات حول سبل تطوير مشاركة المرأة في الحياة العامة، والتحديات التي تعوق تفعيل دورها في مؤسسات الدولة والمجتمع المحلي.
طرحت المشاركات مجموعة من النقاط تعكس طبيعة الواقع الذي تواجهه النساء في عدد من القطاعات، وخاصة ما يتعلق بضعف التمثيل النسائي في اللجان الانتخابية، وغياب آليات واضحة لضمان مشاركتهن الفاعلة في انتخابات مجلس الشعب.
وناقشن أهمية تعزيز الحضور النسائي في مواقع صنع القرار على مختلف المستويات الإدارية والسياسية، سواء في المؤسسات الرسمية أم في هيئات المجتمع المدني.
سلطت المشاركات الضوء على إزالة العوائق التي تحد من وصول المرأة إلى مواقع القيادة، خاصة في ظل ما وصفنه بالفجوة القائمة بين النصوص القانونية التي تكفل حقوق المرأة، والواقع العملي الذي غالباً ما يشهد غياباً لتلك الضمانات على أرض الواقع.
وتطرقت النقاشات أيضاً إلى التحديات الخاصة بالمعلمين والمعلمات ممن تأثروا بمشاركتهم في الثورة، وما نتج عنها من تبعات مهنية واجتماعية، إذ جرى التأكيد على أهمية إعادة النظر في أوضاعهم، بما يضمن لهم حقوقهم ويعيد دمجهم في العملية التعليمية والإدارية بشكل فعّال.
من جانبه، عبّر محافظ حلب، المهندس عزام الغريب، عن تقديره للدور الذي تقوم به المرأة في مختلف ميادين العمل المجتمعي والوطني، مؤكداً أن المحافظة على استعداد كامل لتقديم التسهيلات اللازمة التي من شأنها أن تعزز حضور المرأة في الحياة العامة.
وشدد المحافظ على أهمية العمل التشاركي بين المؤسسات الرسمية والفعاليات المدنية لتحقيق خطوات ملموسة في ملف تمكين المرأة، مشيراً إلى أن تحسين تمثيل النساء في مواقع صنع القرار ليس فقط مطلباً حقوقياً، بل هو ضرورة وطنية تسهم في ترسيخ الاستقرار وتعزيز التنمية المستدامة.
وأكد أن المحافظة تنظر بإيجابية إلى مثل هذه اللقاءات التي تتيح الاستماع المباشر إلى مطالب وهموم الفئات المختلفة في المجتمع، لافتاً إلى أهمية تحويل هذه الحوارات إلى برامج عمل قابلة للتنفيذ، تأخذ بعين الاعتبار خصوصية الواقع المحلي وتراعي التوازن بين الاحتياجات والتحديات.
ودعا الغريب إلى تعزيز ثقافة الحوار والانفتاح، والعمل على تمكين المرأة من خلال التدريب والتأهيل وفتح آفاق المشاركة في مختلف القطاعات، بما في ذلك المجال الإداري والسياسي، مشيراً إلى أن نجاح المجتمعات يقترن بمدى فاعلية مشاركة جميع مكوناته، وفي مقدمتها النساء.
يُذكر أن اللقاء يأتي في سياق سلسلة من الاجتماعات واللقاءات الدورية التي تنظمها محافظة حلب مع مختلف شرائح المجتمع، بهدف رصد المشكلات وتحديد الأولويات التنموية والخدمية، وتوسيع قاعدة المشاركة الشعبية في صياغة القرارات العامة.