السياسة الخارجية الأميركية بين الاستراتيجية طويلة الأمد والمرونة قصيرة الأجل 

الثورة – منهل إبراهيم:

تعتبر السياسة الخارجية الأميركية موضوعاً معقداً ومتعدد الأوجه، ويتعرض لانتقادات من جهات مختلفة، يرى البعض أن الولايات المتحدة تستخدم قوتها العسكرية والاقتصادية للتدخل في شؤون الدول الأخرى، بينما يرى آخرون أن الولايات المتحدة تلعب دوراً حيوياً في تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي ودعم الديمقراطية والأمن في العالم.

وفي مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز، استعرضت فيه ملامح السياسة الخارجية الأمريكية، أشارت إلى انسحاب الولايات المتحدة “الفوضوي” من أفغانستان، وغزو روسيا لأوكرانيا، وتصاعد الصراعات بين إسرائيل وكل من غزة ولبنان وإيران، لتصل في تحليلها إلى الصين التي تصفها بـ”أشد خصوم أمريكا”.

وتشير  نيويورك تايمز إلى أنه في حال اندلاع حرب بين الولايات المتحدة والصين، فإن هذه الأزمات الإقليمية، من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط، ستُعاد قراءتها في كتب التاريخ “كمقدمات لحرب عالمية ثالثة”.
ورغم أن الصحيفة الأميركية ترى أن الوضع الحالي لم يبلغ بعد مستوى “الانفجار الكارثي”، إلا أنها تؤكد على أهمية النظر إلى واقع الولايات المتحدة من منظور عالمي، حيث تشكل كل من روسيا وإيران والصين، في رأيها، تحالفاً يسعى لاختبار النفوذ الأميركي.

وتلفت نيويورك تايمز إلى أن الولايات المتحدة شهدت تقلبات ملحوظة في السنوات الأخيرة، لافتة إلى أن الفترة بين عامي 2021 -2022 أظهرت الولايات المتحدة في موقع “الضعف”، خاصة بعد انسحابها من أفغانستان و”المبالغة”، حسب تعبيرها، في الوعود المقدمة لأوكرانيا.

في المقابل ترى الصحيفة الأميركية أن “الانتكاسات” التي تعرضت لها روسيا في أوكرانيا، إلى جانب النجاحات الأميركية وقدرتها على حشد الدعم الدولي لأوكرانيا، قادت إلى موجة من الفخر وتجدد الثقة في استمرار الهيمنة الأميركية، على حد تعبير نيويورك تايمز.

غير أن هذا التفاؤل استمر حتى “فشل” آخر هجوم أوكراني، وهجمات حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول 2023، حيث عاد المزاج العام إلى التشاؤم.

ويفسر مقال نيويورك تايمز النظرة التشاؤمية بتراجع قدرة أميركا على حماية حلفائها، تحت قيادة رئيس “منهك بسبب تقدمه في السن”، في إشارة إلى الرئيس الأميركي السابق جو بايدن.

وترى الصحيفة أن الشعور بالأزمة ساهم في عودة ترامب إلى السلطة، لكن بداية ولايته أثارت مخاوف من إنهائه الصراع العالمي عبر التخلي عن الحلفاء وعقد صفقات مع الخصوم.

وتقول نيويورك تايمز إن قصف ترامب للبرنامج النووي الإيراني جاء تتويجاً لفترة تراجع فيها نفوذ طهران، لكن التهديد لايزال قائماً، كما أن أزمة غزة مستمرة بلا حل، و تراجع ترامب عن تقنين السلاح لأوكرانيا لا يخفي محدودية الترسانة الأميركية، ولا يلغي استمرار روسيا في كسب الأراضي ببطء.

وتؤكد الصحيفة أن الصين تمثل خصماً أكثر جدية من روسيا أو إيران، لكنها في الوقت نفسه لاعب شديد الحذر، يكتفي بمراقبة تحركات حلفائها دون أن تتدخل مباشرة.

وتخلص نيويورك تايمز إلى أن السياسة الخارجية الأميركية بحاجة إلى استراتيجية طويلة الأمد لمواجهة الصين، بالإضافة إلى مرونة قصيرة الأجل، تجمع بين الانفتاح على السلام والاستعداد للحرب، في ظل صراع عالمي، على حد تعبير الصحيفة.

ولاشك أن السياسة الخارجية الأميركية بغض النظر عن إدارتها المتعاقبة المختلفة تهدف بالدرجة الأولى إلى تحقيق مصالح الولايات المتحدة في الخارج، والتي تشمل الأمن القومي، والازدهار الاقتصادي، ودعم الحلفاء.

آخر الأخبار
الشرع يبحث مع مساعد وزير الاستثمار السعودي التعاون المشترك إجراء نوعي للعيادة القلبية بمستشفى حماة الوطني وزير الدفاع لرجال الجيش: أوصيكم بحماية أهلكم المواطنين في السويداء نقاشات اقتصادية إيجابية بين سوريا والأردن ..  فتح آفاق جديدة للتعاون والاستثمار الداخلية: دورنا حفظ الأمن وحماية المدنيين في السويداء الشيباني يبحث مع كالاس تعزيز العلاقات بين سوريا و"الأوروبي" تفعيل التعاون بين حسياء الصناعية ومؤسسة الخبراء الألمان بين الشرق والغرب.. مفاجأة لوجستية في قلب الساحل السوري العمل الحكومي المؤسساتي.. ضرورة تنموية في ظل التحديات خارطة طريق لتعزيز التشارك بين الوزارات الغابات رئة سوريا .. كيف نحميها؟ أحدث الطرق لاكتشاف الحرائق لحظة حدوثها تراجعت زراعته إلى النصف.. التبغ هل سيبقى محصولاً استراتيجياً ؟ الظروف المناخية وصعوبة ترحيل الخلايا تخفض إنتاج العسل بطرطوس فيرشينين: الاتصالات بين دمشق وموسكو حول القواعد الروسية مستمرة المملكة المتحدة: سوريا تلتزم بشكل كامل بتدمير بقايا برنامج "الكيميائي" "مجازر الكيميائي".. جرائم لا تسقط بالتقادم.. هبوط حاد بالأسعار وانتعاش لقطاع الموبايلات بطرطوس الثروة الحيوانية في طرطوس.. تحصينات وقائية ضد الأمراض وصعوبات تواجه المربين اقتصاد سوريا الأزرق.. القبطان محمد جمال عثمان لـ"الثورة": استثمار "موانئ دبي" مقدمة لنهضة في صناعة ... وزير التربية يطمئن: لا يُهضم حق أي طالب وزير الداخلية الكويتي: لن يكون هناك وجود لحزب الله في بلدنا