الثورة – مهند الحسني:
لم يكن أشد المتشائمين بمنتخبنا الوطني الأول، يتوقع أن ينتهي شهر العسل بين المدرب هيثم جميل، واللجنة المؤقتة لاتحاد السلة بهذه الطريقة التي لا تنم عن عقلية احترافية متنورة، فاللجنة التي نجحت في كسب رضا المدرب الجميل في قيادة المنتخب في النافذة الآسيوية الثالثة من التصفيات، ونجح، رغم الظروف الصعبة والقاهرة، في الفوز على منتخبي البحرين والإمارات، وخطف بطاقة التأهل للنهائيات عن جدارة واستحقاق، هي نفسها اللجنة التي أدارت ظهرها لطلبات المدرب الجميل، وقامت في طريقة لا تمت للاحتراف بصلة، بإغفال طلباته، وسعت للتعاقد مع المدرب الأمريكي، في خطوة وجدها الكثيرون مجحفة بحق مدرب وطني مجتهد.
قرار مجحف
يبدو أن أفكار أديبنا الكبير الراحل حنا مينة في روايته المشهورة (نهاية رجل شجاع) ليست بعيدة عن أجواء سلة منتخبنا الوطني، بعدما وصلت رحلة مدرب شجاع إلى طريق مسدود، فالمعاملة التي تبديها اللجنة المؤقتة لاتحاد السلة، لمدرب قاد المنتخب في أصعب الظروف، غير مفهومة، إذ راح البعض بوضع العصي أمام طموحات مدرب لم ينبس بكلمة واحدة عن شروط مالية أو مقدم عقد، وبات همه إحداث نقلة نوعية بالمنتخب، لكن هذه الطريقة وحالة اللامبالاة لا تصلح إلا كمثل في قلة الوفاء ونكران الجميل؟!
المدرب هيثم جميل تعب ودأب وأعطى كل ما لديه من خبرة للمنتخب، وصفق له جمهور السلة السورية مراراً وتكراراً بفضل خبرته، وحقق نتائج أكثر من إيجابية، وتحوّل المنتخب في عهده من قط أليف تستبيح سلته جميع الفرق، إلى فريق عنيد وقوي، فبات رقماً صعباً في المعادلة السلوية.
حقائق
لم يحظ قرار اللجنة المؤقتة باستبدال الجهاز الفني لمنتخب الرجال بالقبول لدى عدد كبير من الفنيين والمتابعين، وأبدى البعض استغرابه من هذا القرار المتناقض، مع الدور المميز للجهاز السابق الذي ترأسه المدرب الوطني هيثم جميل، والذي حقق نقلة نوعية بمستوى المنتخب، وحقق نتائج جيدة، إضافة للأداء المميز الذي ارتفع بشكل ملموس خلال فترة قيادة الجميل.
الغريب في الأمر أن اللجنة المؤقتة لاتحاد كرة السلة بدأت تتعامل مع كرة السلة وكأنها لجنة منتخبة أو دائمة، وبدلاً من تسيير أمور المرحلة، وصولاً لمرحلة انتخاب اتحاد دائم، تجاوزت اللجنة صلاحياتها وسلكت طريقاً خاطئاً بإعفاء واحد من أفضل المدربين الوطنيين الذين قادوا منتخب الرجال دون تقديم أسباب مفهومة، ويبدو أن اللجنة المؤقتة لاتحاد كرة السلة قد استطابت الكرسي، وتعمل على اتخاذ قرارات استراتيجية، في رسالة واضحة أن القائمين عليها لا يفصلون بين الدائم و المؤقت، وأن رغبتهم عارمة في قيادة دفة اللعبة، سواء عبر اللجنة المؤقتة أم من خلال التحضير لانتخابات.
كل ما سبق يدل على تخبط واضح، وجهل في طبيعة المهام المنوطة باللجنة، وتدخل في قرارات إستراتيجة، كبناء أو تجديد منتخب الرجال، كل ما سبق يضاف إليه قرار متطرف، نسف جهود المدرب الذي قاد المنتخب، وحقق معه أفضل النتائج، وتم استبداله من دون سبب مفهوم أومقنع سوى همسات من هنا و هناك.
إن حبل الانسجام قد انقطع بين اللجنة المؤقتة والمدرب، بعد رفض المدرب أي نوع من أنواع التدخل في مهامه.