الثورة – نيفين أحمد:
في زمن تتسارع فيه التكنولوجيا لتغيّر وجه العالم لم تعد الشهادة الجامعية وحدها كافية لفتح أبواب المستقبل، بل أصبح التدريب العملي والقدرة على تحويل المعرفة إلى تطبيق هو الجسر الحقيقي بين مقاعد الدراسة وسوق العمل.
هذا ما جسّده الملتقى الأول للتكنولوجيا الذي نظمته الأونروا في مركز تدريب دمشق اليوم بمشاركة جامعات ومعاهد وشركات تقنية سورية جمعتهم رؤية واحدة وهي تحويل الأفكار إلى فرص.
منذ اللحظة الأولى بدا الملتقى مساحة نابضة بالحيوية، مشاريع طلابية، روبوتات، تطبيقات طبية، ومنصّات رقمية طوّرها طلاب ما زالوا في بداية الطريق، حيث يلتقي الأكاديمي بالمهني، والطالب بصاحب الشركة الباحث عن كفاءات جديدة.
يقول الدكتور فراس عيسى المدرّس في كلية الهندسة المعلوماتية بجامعة الجزيرة الخاصة إن هذا النوع من المبادرات يشكّل حافزاً حقيقياً للطلاب ليدركوا أن مشاريعهم الجامعية يمكن أن تتحول إلى منتجات قابلة للتسويق”.
ويضيف نريد أن نربّي فيهم روح الفريق والابتكار وأن يتعلموا كيف يقدّمون أفكارهم بثقة أمام السوق لأن المعرفة بلا تطبيق تبقى نظرية لا تغيّر الواقع.
“نائب مدير شؤون الأونروا للبرامج في سوريا اكدبرافولا أشار إلى أن الهدف هو إعداد جيل يمتلك المهارات الرقمية والمعرفة التقنية التي تمكّنه من مواكبة سوق العمل العالمي المتسارع”.
وأضاف أن أكثر من 210 متدربين يتلقّون تدريباً عملياً ضمن أربعة مسارات تخصصية تشمل الإلكترونيات ونظم المعلومات الحاسوبية والاتصالات والذكاء الاصطناعي لتجهيزهم بما يتناسب مع متطلبات الاقتصاد الرقمي.
الربط المباشر بسوق العمل
أما من جهة الشركات فقد جاءت المشاركة لتؤكد أهمية الربط المباشر بين التعليم والإنتاج، يقول مدير إحدى شركات الحلول التقنية المهندس محمد شاغوري: هناك فجوة بين الخريجين وسوق العمل، لذلك أطلقنا برامج تدريبية خاصة بالمهندسين الجدد تحت اسم (Bridge Up) نهدف من خلالها إلى تأهيلهم مهنياً، وتهيئتهم للانخراط الفوري في سوق العمل.
ويشير إلى أن الشركة خرّجت ثلاث دفعات حتى الآن تم توظيف 90 بالمائة منهم في شركات محلية، مما يعكس فعالية الدمج بين التدريب والممارسة العملية.
التشخيص عن بعد
في الجهة المقابلة كان تمام قاسم أحد طلاب معهد دمشق المتوسط يقدم نموذجاً حياً لهذا التكامل من خلال مشروعه التطبيقي الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي لتشخيص الأمراض الجلدية عبر الصور يقول: الفكرة وُلدت خلال جائحة كورونا حين تعذّر وصول المرضى إلى المستشفيات فقررنا أن نطوّر تطبيقاً يساعد في تقديم تشخيص أولي آمن عن بُعد.
مشروع تمام ورفاقه ليس مجرد تجربة أكاديمية بل صورة عن جيلٍ يحاول إيجاد حلول عملية من رحم الأزمات.