الثورة -سيرين المصطفى:
تشهد مدينة معرّة النعمان في ريف إدلب، جهوداً خدمية متسارعة تهدف إلى تحسين واقع الحياة بعد الدمار الكبير الذي خلّفه نظام الأسد، ومعالجة الصعوبات التي واجهت السكان العائدين عقب سنوات طويلة من النزوح، إضافةً إلى تشجيع المزيد من العائلات على العودة والاستقرار في مدينتهم.
وتتضمن الإجراءات الجارية إزالة الأنقاض والركام من الأحياء السكنية والشوارع الرئيسية عبر فرق الدفاع المدني السوري، إلى جانب ترميم وتجهيز مدرسة بنات الفطيرة وإعادة تأهيل المستشفى الوطني بإشراف وزارة الصحة، فضلاً عن مشاريع خدمية أخرى تستهدف البنية التحتية والمرافق العامة.
وفي تصريح لصحيفة “الثورة”: أوضح المهندس محمد حسام البش، رئيس مجلس مدينة معرة النعمان، أن نسبة العائدين إلى المدينة خلال الأشهر الماضية بلغت نحو ربع السكان تقريباً، مشيراً إلى أن ذروة العودة كانت في فصل الصيف الماضي، خاصةً بين نهاية العام الدراسي السابق وبداية العام الجديد، قبل أن تتراجع الوتيرة مؤخراً مع افتتاح المدارس.
وبيّن البش أن العائدين واجهوا تحديات كبيرة، أبرزها الدمار الواسع في المنازل والبنى التحتية نتيجة القصف، إضافةً إلى نقص الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء والصرف الصحي والتعليم والرعاية الصحية، وهي أبرز المطالب التي يرفعها الأهالي اليوم لضمان عودة آمنة ومستدامة.
وأكد أن الحكومة تعمل على تنفيذ مشاريع خدمية عاجلة لتغطية احتياجات الأهالي وتأمين متطلبات الحياة اليومية، موضحاً أن جميع المشاريع تُنفذ وفق خطّة زمنية محددة لضمان إنجازها بالسرعة الممكنة، وأن المرحلة المقبلة ستشهد تحسناً تدريجياً في الخدمات الأساسية.
وشدد البش على أن نظام الأسد البائد دمّر الحجر والبشر في المدينة، وأن عملية الإعمار الحالية تمثل رداً عملياً على هذا الخراب الممنهج، مؤكداً أن الجهود الحكومية والمجتمعية مستمرة لإعادة الحياة الطبيعية إلى المدينة بكلّ قطاعاتها.
وختم رئيس مجلس المدينة تصريحه بدعوة الأهالي إلى الصبر والتعاون مع الجهات الخدمية، قائلاً: “إعادة الإعمار مسؤولية مشتركة بين الدولة والمجتمع، ونحن نسعى معاً للوصول بمدينتنا وبلدنا إلى أعلى مستويات البناء والتطور”.