الثورة- فؤاد الوادي:
“قصة نجاح”.. هكذا أصبح العالم ينظر إلى سوريا، ومن تعاطيه بإيجابية مع الدولة السورية، وهو الأمر الذي شرع الأبواب على مواصلة الدعم السياسي والمادي والمعنوي، وسط زخم كبير من الاهتمام الإعلامي والسياسي بكل ما يتعلق بالشأن والحدث السوري.
الباحث السياسي المحامي جواد خرزم، حدثنا عن أبرز أسباب رؤية العالم إلى سوريا كقصة نجاح مستمرة بإرادة وجهود أبنائها، من خلال لقاء مع صحيفة الثورة، حيث قال: إن الاستراتيجية التي اتبعتها دمشق خلال المرحلة الماضية كانت سبباً في تغيير رؤية العالم وتسارع الخطا نحوها، لجهة تكثيف دعمها واحتضانها ورفع العقوبات عنها، ومساعدتها على الوقوف بعد مرحلة طويلة من العزلة والشتات والضعف، مشيراً إلى أن إقرار مجلس الشيوخ الأميركي إلغاء قانون قيصر، يمثل ذروة الواقعية الإيجابية التي تجسد رؤية العالم للدولة السورية الجديدة.
وأكد خرزم أن القيادة السورية كانت واضحة في توجهاتها منذ البداية، وعلى لسان الرئيس أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني، حيث كانت تصريحاتهم ومواقفهم وقراراتهم تؤكد أن الدولة اتخذت قراراً بالبدء بعملية الإصلاح في كل المجالات والجوانب، التنموية والاقتصادية والسياسية، وهذا ما تجسد بالجهود الكبيرة التي قامت بها الدبلوماسية السورية، والتي أثمرت انفتاحاً وتعاوناً مع دول المحيط والجوار والعالم على أسس المصلحة الوطنية العليا.
الحكمة والاحتواء وأوضح أن الإجراءات التي قامت بها الحكومة السورية على المستوى الداخلي كانت كفيلة أيضا بتغيير نظرة ورؤية العالم للدولة الناهضة من تحت ركام الطغيان والاستبداد والفساد، ولاسيما في قضايا العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية، والملفات الأكثر تعقيداً كملفات “الكيماوي”، والسويداء، و”قسد”، حيث تحاول الدولة بذل كل الجهود لاحتواء هذين الملفين انطلاقاً من الحرص والحفاظ على وحدة الأرض والنسيج السوري، ولعل ما حصل منذ يومين في السويداء من حملة دعم المحافظة وتخصيص الرئيس الشرع صندوق تبرعات لدعمها، يعكس ويؤكد توجهات الحكومة السورية الإصلاحية التي فرضت على دول العالم تغيير نظرتها بالاتجاه الإيجابي.
كما أن سياسة الدولة السورية تجاه الممارسات الإسرائيلية العدوانية، لجهة الشجاعة والحكمة والاحتواء وعدم التصعيد وتغليب لغة العقل والسياسة ثبتت صورة الدولة الهادئة والمتوازنة أمام الرأي العام الدولي الرسمي والشعبي أيضا.
وأضاف أن كل تلك الجهود والإجراءات التي لا تزال تقوم بها سوريا، حولتها من بيئة كانت أيام النظام المخلوع منفرة وغير آمنة ومضطربة ومصدراً للتوتر والخطر- ولاسيما لدول الجوار، نتيجة سياسات المحاور والمشاريع الإيديولوجية التي كان ينتهجا نظام الأسد- إلى بيئة مستقرة وهادئة وجاذبة للاستثمارات ورؤوس الأموال ومستقطبة لرجال الأعمال والشركات.
وختم الباحث السياسي حديثه بالقول: إن تغير السردية الإعلامية الغربية عن سوريا، من بلد للتوترات والفوضى وانعدام الأمن، إلى بلد يريد النهوض والإعمار، من شأنه أن يدفع بعجلة الاقتصاد والاستثمار والتنمية، وأن يسهم في دفع الدولة إلى اتخاذ قرارات داعمة للنهوض والتعافي، ولعل اجتماع الرئيس الشرع أمس الأول مع الحكومة ورؤساء الهيئات العامة والمحافظين كان في هذا الاتجاه، وقد عبر عنه وزير الخارجية أسعد الشيباني بالقول :” إن سوريا انتقلت من كونها بلداً يُنظر إليه بعين الشفقة إلى قصة نجاح وطنية بفضل جهود جميع أبنائها ومؤسساتها”.
يذكر أن السيد الرئيس أحمد الشرع ترأس أمس الأول اجتماعاً للحكومة، وأكد الوزير الشيباني خلال الاجتماع أن مشاركة الرئيس الشرع في القمم والمحافل الدولية أسهمت في تعزيز مكانة سوريا الإقليمية والدولية، وأن الزيارات الرسمية الأخيرة كانت ناجحة ومثمرة على مختلف الصعد.
وأوضح الشيباني أن وزارة الخارجية، وبدعم من الرئيس الشرع والشعب السوري، حققت تقدماً ملموساً في ملف العقوبات الخارجية، وأطلقت خطة استراتيجية للدبلوماسية المتوازنة، إضافةً إلى توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم مع دول لم يكن هناك تعاون رسمي معها سابقاً، وفيما يتعلق بالعلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، أكد الشيباني أنها تشهد تحسناً تدريجياً، مشدداً على ضرورة الاستفادة من الانفتاح الدولي في دعم عملية إعادة الإعمار وتعزيز الاستقرار الوطني.
وأضاف الشيباني: إن الوزارة تمكنت من حل عدد من القضايا القنصلية العالقة، مشيراً إلى أن عدداً من الدول ستقدم سفراءها الجدد إلى الرئيس الشرع خلال الفترة المقبلة وفق البروتوكول المعتمد.
وفي التاسع من الشهر الجاري، أعلنت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، أن المجلس أقر، “إلغاء العقوبات البالية لقانون قيصر على سوريا بمبادرة من السيناتور جين شاهين”.
ووصفت اللجنة القرار بأنه “إنجاز تاريخي في العلاقات الأمريكية السورية وخطوة مهمة نحو استقرار سوريا”، مشيرةً إلى أن “المرحلة التالية تتمثل في تمرير التشريع داخل مجلس النواب الأمريكي”.
كما رحبت الحكومة السورية بتصويت مجلس الشيوخ الأمريكي على إلغاء قانون قيصر، واعتبرت القرار بمثابة نجاح دبلوماسي كبير وخطوة تفتح آفاقاً جديدة أمام التعافي الاقتصادي والسياسي للبلاد.
وأكدت دمشق أن إلغاء القانون، الذي فُرض خلال حكم النظام المخلوع، هو نتاج جهود مكثفة، حيث صرّح وزير الخارجية أسعد الشيباني، عبر منصة “إكس” بأن هذا الإلغاء هو ثمرة “توجيه من الرئيس أحمد الشرع” وعزيمة فريقه، واصفاً قانون قيصر بأنه “أحد أثقل الأعباء التي كبلت وطننا اقتصادياً وسياسياً”.