طرطوس – ربا أحمد:
قد يعتبر قطاع الاتصالات “الموبايلات” من أكثر القطاعات الاقتصادية التي تأثرت بعد سقوط النظام البائد، هذا كلام تجار طرطوس الذين وصفوا التغيير بالانقلاب الجذري للقطاع ومن كل النواحي، سواء نتيجة إلغاء الاحتكار الذي كان موجود سابقاً أم منع دوريات الجمارك التي كانت تعيث بالأسواق خراباً.
ففي لقاء لـ”الثورة” مع تجار الموبايلات بطرطوس أكد علي موسى أن أول تأثير كان بانخفاض سعر الصرف، ما أدى لهبوط حاد في أسعار كل البضائع سواء أجهزة أو إكسسوارات، وبالتالي شراء كميات أكبر وبأسعار أقل، فالأجهزة التي كانت تباع بملايين الليرات، إضافة إلى الجمركة أصبحت اليوم بمئات الألوف وهذا كان حلماً للمستهلك.
كما أوضح التاجر عمار أحمد، أن أفضل خير حل على تجار الاتصالات هو اندثار دوريات الجمارك التي كانت تسرق البضاعة زوراً، وتلقي القبض على التجار بحجة التهريب، الأمر الذي كان يؤدي لاختفاء البضائع وارتفاع أسعارها بشكل جنوني من دون أي منطق اقتصادي، بينما اليوم التاجر يبيع ويشتري ويستورد دون أي أتاوات لأي جهة كانت.
وهنا لفت التاجر فادي سليمان إلى أن سوق الاتصالات اليوم يشهد تجدداً ودخول بضائع من دول عديدة وبأنواع مختلفة وأسعار مقبولة جدا، وبالتالي أصبح التاجر يعمل على شراء الجديد منها والبدء بعروض تسويقية للقديمة خوفا من كسادها.
هذا الكلام أكده التاجر غدير غنوم، مشيراً إلى أن الاحتكار انتهى وهو كان سمة النظام المخلوع، وأصبح الجميع يستطيع استيراد وشراء البضاعة مما أدى إلى منافسة كبيرة وتنوع، وبات العرض أكبر من الطلب بالسوق، وبالتالي انخفاض الأسعار بشكل كبير، فشاشة الموبايل التي كانت تباع بـ 400 ألف أصبحت 125 ألفاً، والشاحن الذي كان يباع بـ 40 ألفاً أصبح 20 ألفاً، والراوتر كان 400 ألف أصبح 180 ألفاً، وهكذا الحال على جميع البضائع ما أدى لتنشيط السوق بشكل كبير.ونوه بأن القدرة الشرائية للمواطن تبقى محدودة بالرغم من هذا الانخفاض، ولكن الأمل أن يتحسن الحال مع زيادة الرواتب الجيدة، والتي ستنعش الاقتصاد الوطني بكل فئاته.
وأكد التجار أن توجه الحكومة نحو الدفع الالكتروني، وتطبيقات الحكومة الالكترونية له دور في الطلب، لأنه يحتاج إلى أنظمة أندرويد وبات يعلم الموظف والمواطن أن اللحاق بالتكنولوجيا أصبح أمراً ضرورياً.