الثورة – ناديا سعود:
في أعقاب موجة الحرائق الكبيرة التي اجتاحت مناطق متفرقة من محافظة اللاذقية خلال الأسابيع الماضية، اتخذت نقابة المهندسين خطوات فورية واستباقية للمساهمة في دراسة أسباب هذه الكارثة البيئية والعمل على الحد من تكرارها مستقبلاً، وذلك بالتعاون مع الجهات الرسمية المختصة.
وصرّح نقيب المهندسين، المهندس مالك حاج علي، لصحيفة الثورة أن النقابة سارعت إلى تشكيل لجنة استشارية هندسية تضم أربعة مهندسين متخصصين في مجالات البيئة والطاقة، وذلك من أجل دراسة الظاهرة بشكل علمي دقيق.
وأوضح حاج علي أن اللجنة، التي تم تنسيق عملها مع فرع النقابة في اللاذقية، وبالتعاون المباشر مع محافظ اللاذقية ومدير المنطقة، قامت بزيارة ميدانية شاملة إلى المواقع المتضررة، واطّلعت عن كثب على حجم الدمار الذي خلفته الحرائق، وقدّمت الدعم الفني والمعنوي للعاملين في الدفاع المدني الذين كانوا في الخطوط الأمامية لمواجهة هذه الكارثة.
وأشار نقيب المهندسين إلى أن اللجنة وعدت بإعداد تقرير علمي متكامل خلال الأيام القليلة القادمة، سيتضمن تحليلاً فنياً لأسباب نشوب الحرائق، واقتراحات لآليات الحد منها والتعامل معها بشكل أكثر فعالية في المستقبل.
وحول الأسباب الأولية التي توصلت إليها اللجنة، بيّن المهندس حاج علي أن ارتفاع درجات الحرارة كان أحد أبرز العوامل المساهمة في اندلاع النيران، إلى جانب الانبعاثات الحرارية الناتجة عن الازدحام المروري وزيادة عدد السيارات، خاصة في ظل التسهيلات الأخيرة المتعلقة بحركة المركبات، كما لعب الجفاف وانخفاض معدلات الأمطار الموسمية دوراً كبيراً في تفاقم الوضع.
وأضاف أن التقرير المنتظر سيشتمل على أسباب علمية وفنية أوسع، سيتم الكشف عنها فور استلامه من اللجنة، مؤكداً أن هذه الجهود تأتي ضمن خطة عمل متكاملة تقوم بها النقابة بالتنسيق مع وزارة الإدارة المحلية ووزارة الإسكان والبيئة.
وفي ختام حديثه، شدد نقيب المهندسين على أن التقرير العلمي سيُسلّم إلى الجهات الحكومية المختصة، وفي مقدمتها وزارة الطوارئ، لوضعه موضع التنفيذ واتخاذ التدابير الوقائية اللازمة للحد من ظاهرة الحرائق مستقبلاً، لافتاً إلى أن نقابة المهندسين مستمرة بلعب دورها المهني والوطني في خدمة المجتمع، وخاصة في ظل التحديات البيئية المتزايدة.