الثورة – سيرين المصطفى:
شهدت عدة مناطق في محافظة إدلب، يوم الثلاثاء 15 تموز/يوليو الجاري، حراكاً شعبياً واسعاً تمثل بتنظيم وقفات تضامنية عبّر خلالها الأهالي عن دعمهم الكامل لقوات الأمن العام، وتقديرهم لتضحيات عناصرها في مواجهة التحديات الأمنية التي تشهدها البلاد، وعلى رأسها الأحداث المتصاعدة في محافظة السويداء.
وتوزعت الوقفات في مدن وبلدات عدّة منها إدلب المدينة، معرة النعمان، أريحا، جسر الشغور، ومنطقة باب الهوى، حيث احتشد الأهالي رافعين أعلام الثورة السورية ويافطات تؤكد وقوفهم إلى جانب مؤسسات الدولة في مواجهة المجموعات الخارجة عن القانون. كما ندد المشاركون بالهجمات الإسرائيلية الأخيرة على الجنوب السوري، مؤكدين أن مثل هذه الاعتداءات لن تنال من إرادة السوريين في الدفاع عن سيادتهم.
وأكد المحتجون خلال الوقفات على رفضهم القاطع للمشاريع الانفصالية أو الطروحات التي تهدد وحدة البلاد، مشددين على التزامهم الوطني بوحدة الأراضي السورية ودعمهم للجيش السوري في جهوده لضبط الأمن والاستقرار.
واعتبر منظمو الفعاليات أن الحراك الشعبي في إدلب يعكس وعي الأهالي تجاه خطورة المرحلة، ويعبّر عن التمسك بخيار الدولة ومؤسساتها، في مواجهة محاولات الفوضى والتقسيم، كما وجّهوا رسائل تضامن واضحة إلى أبناء السويداء المتضررين من العنف والانفلات الأمني.
وفي السياق ذاته، نعت محافظة إدلب عدداً من أبنائها الذين استشهدوا خلال تأدية واجبهم الوطني ضمن قوات الأمن العام والدفاع المدني، أثناء مشاركتهم في مهام ميدانية بمحافظة السويداء.
وقال محافظ إدلب، محمد عبد الرحمن، في بيان رسمي: “ببالغ الحزن، نودّع اليوم نخبة من شبابنا الأبطال الذين ارتقوا وهم يحمون حياة المدنيين ويمنعون انزلاق البلاد نحو الفوضى. لقد قدّموا أرواحهم فداءً لأمن الوطن وسلامة مجتمعه، وإدلب كانت وماتزال في مقدمة المدن التي تحتضن الثورة السورية وتدفع من دم أبنائها ثمن الكرامة والحرية”.
وتشهد محافظة السويداء منذ أيام تصاعداً خطيراً في وتيرة الاشتباكات بين قوات الجيش وقوى الأمن الداخلي من جهة، ومجموعات مسلحة من أبناء المحافظة وعشائر البدو من جهة أخرى، وسط تدخلات إسرائيلية تمثلت بغارات جوية استهدفت مواقع حكومية سورية، ما أدى إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى، وتفاقم الأوضاع الأمنية والإنسانية في المدينة.
وتأتي هذه الوقفات في إدلب كرسالة شعبية واضحة تؤكد على أن السوريين، رغم الظروف الصعبة، ما زالوا متمسكين بوحدة بلادهم، ورافضين لأي تدخل خارجي أو مشاريع تقسيم تستهدف كيان الدولة ومستقبل أبنائها.