الثورة – مها دياب:
يشهد معرض دمشق الدولي هذا العام مشاركة نوعية من شركات عربية متخصصة في التقنيات الحديثة، في ظل توجه متزايد نحو إدماج الذكاء الصناعي والبرمجيات في القطاعات الحيوية داخل سوريا.
ويأتي هذا الحراك في وقت تتطلع فيه المؤسسات الحكومية والخاصة إلى تحديث بنيتها الرقمية، وتوفير حلول تقنية تراعي احتياجات جميع فئات المجتمع، بما في ذلك الأشخاص ذوي الإعاقة، والطلاب، والمهندسين الشباب.
تقنيات مساندة لذوي الإعاقة
ومن بين المشاركات اللافتة، تبرز شركة “صواريخ العقل للبرمجيات” الأردنية، التي يمثلها في المعرض المهندس محمد الكيلاني، في أول حضور رسمي لها داخل السوق السوري.
وتعد هذه المشاركة خطوة أولى نحو بناء علاقات تعاون مع الشركات السورية، واستكشاف فرص العمل والاستثمار في مجالات متعددة، أبرزها تطوير المواقع الحكومية لتكون أكثر توافقا مع احتياجات ذوي الإعاقة، وتعليم برمجة الروبوتات الصناعية، وتجهيز المختبرات الهندسية المتخصصة في الميكاترونيكس.
يقول م. الكيلاني: تسعى الشركة من خلال هذه المشاركة إلى تقديم حلول تقنية تساعد الجهات الحكومية على تطوير مواقعها الإلكترونية لتكون مفهومة ومتاحة للأشخاص ذوي الإعاقة، وذلك عبر تطبيق معايير الوصول العالمية المعتمدة من قبل الأمم المتحدة.
ويؤكد الكيلاني أن هذه الخطوة ليست فقط تقنية، بل تحمل بعداً إنسانياً واجتماعياً، يهدف إلى دمج هذه الفئة في الحياة الرقمية، وتمكينها من الوصول إلى الخدمات العامة بسهولة وكرامة.
برمجة الروبوت الصناعي

وتحدث عن أبرز المشاريع التي تعمل عليها الشركة أيضاً، لدعم الجامعات السورية في تطوير التعليم الهندسي، من خلال توفير أدوات تعليمية متقدمة في مجال الروبوتات الصناعية.
وتقديم برامج تدريبية لطلاب هندسة الميكاترونيكس.
كما يشمل ذلك تجهيز مختبرات متخصصة، وتوفير تطبيقات عملية تساعد الطلاب على فهم آليات البرمجة والتشغيل، بما يواكب التطورات العالمية في هذا المجال.
وأكد م. الكيلاني أن الشركة توجه دعوة مفتوحة للشركات السورية العاملة في مجالات تقنيات المعلومات، وتطوير الروبوتات الصناعية والتعليمية، والشركات المساندة لذوي الإعاقة، والمؤسسات التي تبني وتدير مواقع إلكترونية حكومية، للتواصل معها بهدف بناء شراكات محلية. كما تهدف إلى التعاون مع الجامعات السورية لتطوير المناهج التعليمية، وربطها بالتطبيقات العملية في مجال الذكاء الصناعي والروبوتات.
اهتمام تخصصي
ويشير م. الكيلاني إلى أن جناح الشركة في المعرض شهد إقبالاً واسعاً من الزوار، خاصة من أصحاب الاختصاص والمهتمين بمجالات الذكاء الصناعي والروبوتات الصناعية، وقد دار العديد من النقاشات حول إمكانية تطوير هذه التقنيات داخل سوريا، وتوظيفها في التعليم والصناعة والخدمات العامة، مؤكداً أن هذا التفاعل يعكس وجود شريحة واسعة من المهندسين والمبرمجين السوريين الذين يمتلكون الحافز والمهارات اللازمة للانخراط في مشاريع تقنية متقدمة.
وبيَّن أنه بعد انتهاء المعرض، تعتزم الشركة تنفيذ سلسلة من الزيارات الميدانية إلى المؤسسات التعليمية والتقنية في سوريا، بهدف التعرف على احتياجاتها بشكل مباشر، وتقديم عروض تعاون تتناسب مع الواقع المحلي، لافتاً إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار التزام الشركة بالمساهمة في البناء والتطوير، وتقديم خبراتها لدعم التحول الرقمي في سوريا.
سوق واعدة وتعاون مفتوح
اختتم الكيلاني حديثه برسالة ترحيب من قبل شركة “صواريخ العقل للبرمجيات” موجهة إلى جميع الجهات السورية الراغبة في التعاون، مؤكداً أن السوق السوري يحتمل الكثير من العمل والاستثمار، وأنه سعيد بوجوده في دمشق.
وأن الشركة مستعدة لتقديم كل ما يلزم من دعم تقني ومعرفي، معتبراً أن هذه المشاركة بداية لعلاقة طويلة الأمد، تهدف إلى بناء جسور من الثقة والعمل المشترك، في سبيل تطوير البنية التقنية والتعليمية في سوريا، وجعلها أكثر شمولية وابتكاراً.