الثورة – نيفين أحمد:
أكّد الجنرال الأميركي المتقاعد ديفيد بترايوس، أن الرئيس السوري أحمد الشرع يسعى إلى توحيد البلاد وإقامة نظام حكم يعكس تنوعها العرقي والطائفي، ويضمن تمثيل جميع مكوناتها في مؤسسات الدولة.
ووفقاً لمجلة “ناشيونال إنترست” الأميركية قال بترايوس الذي شغل سابقاً منصب قائد القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) في مقال نشرته المجلة: إن الشرع يطمح إلى بناء دولة حديثة تتجاوز الانقسامات القديمة، وتستوعب مختلف الفئات، مشيراً إلى أن هذه الرؤية تمثل تحولاً لافتاً في المشهد السياسي السوري. وأضاف أن الشرع يبدو اليوم منخرطاً في مشروع وطني شامل، يقوم على إعادة بناء الاقتصاد والبنية التحتية المنهكة وترميم الثقة بين الدولة والمجتمع في إطار ما وصفه بترايوس بأنه “نهج براغماتي لا أيديولوجي”. وكشف بترايوس أنه التقى الرئيس الشرع على هامش قمة “كونكورديا” في نيويورك خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول الماضي، مشيراً إلى أنه أُعجب بـ”هدوئه وتفكيره العميق وتوازنه” ووصفه بأنه “رجل دولة لا ثائر ومفكر يتحدث عن المستقبل بلغة من يسعى لإعادة صياغة التاريخ”.
وأشار القائد الأميركي السابق إلى أن انطباعه الأول عن الشرع كان خلال سنوات الحرب في العراق مرتبطاً بصورة “الخصم الأيديولوجي والخطر التكتيكي”، لكنه اليوم يرى فيه شخصية مختلفة تماماً. وقال: “أدركت خلال اللقاء أنه قومي يسعى إلى الاستقرار عبر الحوار لا المواجهة”. وختم بالقول إن من مصلحة الشعب السوري وجيرانه والولايات المتحدة أن ينجح مشروع التوحيد الذي يتحدث عنه الشرع لأن أي فشل في هذا المسار سيعيد المنطقة إلى دوامة الصراع المفتوح، والحلة السورية تستحق أن تُمنح فرصة”.
وكان الرئيس الشرع، قد أجرى في الثاني والعشرين من أيلول الماضي، حواراً مع الجنرال ديفيد بترايوس مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية (CIA) سابقاً، وذلك ضمن فعاليات قمة كونكورديا التي عقدت على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.وقال الرئيس الشرع خلال الحوار: إن المرحلة الراهنة في المنطقة تختلف كلياً عن سابقاتها، حيث إن الظروف التي مرت بها المنطقة من احتلال العراق والنزاعات المتعددة في فلسطين وسوريا، والتحديات الكبرى التي واجهتها والوعي، كل هذه الأمور أثرت على اختيارات تلك المرحلة، مبيناً أن النية كانت واضحة في حماية حقوق الإنسان والدفاع عن النساء والأطفال من الظلم الذي عايشته المنطقة.
ولفت الرئيس الشرع إلى أن أي أخطاء وقعت كانت جزءاً من مسيرة صعبة، مشدداً على أهمية التركيز على حماية المدنيين ومواجهة مخاطر عدم الاستقرار التي تهدد المنطقة، وقال: نتيجة التزامنا بهذا الخط هو ما أتى بنا إلى نيويورك حيث نجلس بين أصدقائنا وحلفائنا. وأشار الرئيس الشرع، خلال الحوار، إلى أن العلاقات بين سوريا والولايات المتحدة شهدت قطيعة خلال السنوات الماضية، لكن بعد سقوط النظام المخلوع بات هناك فرصة حقيقية للمصالح المشتركة بين السوريين والغرب والولايات المتحدة في هذه المرحلة، مبيناً أن سوريا لا تبحث فقط عن العلاقات والصداقة والتبرعات بل تحاول كسر عقود من العقوبات التي وضعت عليها، بسبب سياسات النظام المخلوع، وباتت اليوم تستهدف الشعب السوري.