الثورة – أحمد حاج علي:
تواصل سلة أهلي حلب استعداداتها المكثفة، تحضيراً للموسم المحلي القادم، وسط طموحٍ كبير لإعادة الأمجاد التي لطالما ارتبطت بتاريخ السلة الأهلاوية، وذلك بعد تعيين عثمان قبلاوي مشرفاً عاماً على اللعبة في خطوةٍ تهدف إلى تنظيم العمل الإداري والفني، ووضع أسس واضحة للموسم المقبل.
انطلقت تدريبات الفريق الأسبوع الماضي بقيادة المدرب التونسي منعم عون، ومساعده مواطنه الدخلاوي، حيث ركز الجهاز الفني منذ الأيام الأولى على رفع الجاهزية البدنية وتحسين الانسجام التكتيكي بين اللاعبين، مع إيلاء اهتمام خاص بالشقين الدفاعي والهجومي، وتنويع أساليب اللعب، بما يتناسب مع فلسفة الجهاز الفني الجديد.
مشاركة إيجابية
يشارك الفريق ضمن بطولة درع وزارة الرياضة والشباب التي استحدثتها الوزارة هذا الموسم، وجاءت مشاركة أهلي حلب في المجموعة الجنوبية إلى جانب فرق الحرية والهومنتمن والشبيبة والنواعير، وقد خاض الفريق أربع مباريات في الدور الأول، حقق خلالها ثلاثة انتصارات، مقابل خسارة واحدة أمام الشبيبة في ديربي حلب، وهي خسارة لم تكن متوقعة بعد سلسلة من الانتصارات، لكنها لم تمنع الأهلي من التأهل إلى الدور الثاني، بعدما حلّ ثانياً في مجموعته.
ورغم النتائج الجيدة، فإن الأداء لم يرتقِ بعد إلى المستوى الذي تطمح إليه الجماهير التي ترى أن الفريق يمتلك العناصر القادرة على تقديم الأفضل، خاصة في ظل التحضيرات الطويلة والاهتمام الإداري الكبير، ويعتبر الجهاز الفني أن هذه الملاحظات طبيعية في مرحلة الإعداد، وأن البطولة تُعدّ محطة تقييم مهمة قبل انطلاق الموسم الرسمي.
وبحسب نظام البطولة، سيلتقي أهلي حلب في الدور ربع النهائي مع الكرامة، في مواجهة قوية تشكل اختباراً جديداً لقدرات الفريق وطموحه في المنافسة على اللقب.
تدعيم الصفوف
بالتزامن مع مشاركة الفريق في البطولة، أعلن النادي عن تعاقده مع محترفين أجنبيين لدعم صفوفه قبل انطلاق الاستحقاقات الرسمية المقبلة، حيث يسعى الجهاز الفني إلى خلق مزيجٍ متوازن بين الخبرة والسرعة والمهارة الفردية.
اللاعب الأول هو الأمريكي روس سميث، أحد الأسماء المعروفة في عالم كرة السلة، إذ لعب في دوري الجامعات الأمريكي (NCAA)، وخاض تجربة في دوري الـ(NBA) مع فريقي نيو أورلينز بيليكانز (2014 – 2015) وممفيس غريزليز (2016 – 2017) كما ارتدى قميص غلطة سراي التركي في الدوري الممتاز، وخاض تجارب احترافية في الصين وإيطاليا (الدرجة الثانية) فيما كانت آخر محطاته الموسم الماضي مع فريق الطبيعة الإيراني، حيث قدّم مستويات لافتة كصانع ألعاب يمتاز بسرعة الارتداد ودقة التسديد من خارج القوس.
أما المحترف الثاني فهو جوناثان كوماجوم من أوغندا الذي يمتلك تجربة متنوعة بين دوري الجامعات الأمريكي، والدوري البريطاني الممتاز مع فريق لندن لايونز، إضافة إلى تجربة أخيرة في الدوري اليوناني للدرجة الثانية، ويُتوقع أن يشكل إضافة قوية تحت السلة بفضل طوله وقدرته على التقاط الكرات المرتدة والدفاع على المحورين.
بطولة مرتقبة وطموح
تلقى النادي مؤخراً دعوة رسمية للمشاركة في بطولة دبي الدولية لكرة السلة، وهي بطولة عريقة تشهد حضور أندية عربية وآسيوية كبيرة، حيث من المنتظر أن تشكّل هذه المشاركة محطة اختبار حقيقية للفريق قبل الدخول في المنافسات المحلية، ويرى الجهاز الفني أن هذه المشاركة تمثّل فرصة مثالية للاحتكاك واكتساب الخبرة، ولرسم الهوية الفنية النهائية للفريق، ورفع مستوى التجانس بين اللاعبين المحليين والمحترفين الأجانب.
ويستعد أهلي حلب لموسمٍ جديد يحمل في طيّاته الكثير من الطموحات والتحديات، بين رغبة جماهيرية باستعادة المكانة التاريخية، وسعيٍ إداري وفني لتثبيت الهوية الجديدة للفريق، وبين التطلّع والواقعية، تبقى الأنظار موجّهة إلى ما سيقدمه الأهلي في قادم المراحل، أملاً في موسم يعيد للسلة الأهلاوية حضورها الذي لا يليق إلا بالقمة.