الثورة – لميس عودة:
في السياسة والاقتصاد تعزز سوريا حضورها إقليمياً ودولياً، وترسم خرائطها الحالية والمستقبلية بأقلام التعاون البناء والشراكات المثمرة التي تمهد لإعادة دوران عجلة تعافيها وإعمارها عبر فتح بوابات الاستقطاب الاستثماري بما يعود بالفائدة والخير العميم والتنمية المستدامة على الشعب السوري، وينفض عن كاهله أثقال ما خلفته سياسات النظام البائد من عزلة وتهميش وحصار خانق.
من هنا تكتسب زيارة السيد الرئيس أحمد الشرع إلى المملكة العربية السعودية برفقة وفد رفيع المستوى يضم وزراء ومسؤولين كبار، وخبراء في مجالات متعددة للمشاركة في النسخة التاسعة من مبادرة مستقبل الاستثمار (Fll)، إحدى أبرز الملتقيات العالمية للاستثمار والتعاون الدولي، تكتسب أهمية كبرى وتبعث برسائل عديدة فحواها أن سوريا بدأت تعود بقوة واتزان إلى مكانتها المرموقة وحضورها الفعال على المستويين الإقليمي والعالمي.
وللإضاءة أكثر على دلالات ومعاني المشاركة السورية في مؤتمر الاستثمار بالرياض كان لصحيفة الثورة حديث مع الدكتور في العلاقات التجارية الخارجية غالب دللول الباحث في الشأن الاقتصادي والمهندس ماهر الرفاعي نائب رئيس لجنة الصناعات التجميلية في غرفة الصناعة.
خطوة اقتصادية مهمة
بداية أكد الدكتور غالب دللول أن للمشاركة السورية في مؤتمر استثماري دولي ضخم أهمية كبرى تتعلق بمساعي الدولة السورية لتوطيد وتعزيز علاقات قديمة مع محيطها العربي ورسم خرائط شراكات جديدة اقتصادية وسياسية، بما ينعكس إيجاباً على الشعب السوري الذي عانى من حصار اقتصادي خانق، وعزلة سياسية قادت إليها سياسة نظام بائد أوغل في عذابات السوريين واستنزف خيرات بلدهم وعوق نهضتهم.
ولفت الدكتور دللول إلى أن هناك فكرة مشروع للدراسة والنقاش بين البلدين سوريا والسعودية تتعلق بالربط الطرقي بين دمشق والرياض عبر شبكة مترو سريع ومتطور بمدة زمنية لا تستغرق خمس ساعات فقط تختصر المسافة بفترة قياسية، ما يعكس حجم تقارب البلدين سياسياً واقتصادياً بما يخدم المصالح الوطنية المشتركة.
وأوضح د.دللول أن الزيارة ببعدها السياسي ترسخ متانة العلاقات الاستراتيجية السورية السعودية، وترسل بمضامينها رسالة واضحة أن سوريا اليوم تفتح بوابات اقتصادها للشراكات وللاستثمارات التي تعيد تدوير عجلة نماء الاقتصاد السوري، خاصة أن المؤتمر يشارك فيه نخبة من كبار المستثمرين وصناع السياسات الدولية والرؤساء التنفيذيين لكبرى الشركات في العالم لمناقشة التحديات ومعالجة المعوقات ووضع استراتيجيات فاعلة لتحقيق عملية التنمية الاقتصادية.
خطوة رائدة نحو التعافي
المهندس ماهر الرفاعي رئيس رابطة صناعيي وتجار الميدان، أكد من جانبه أن زيارة السيد الرئيس أحمد الشرع إلى الرياض للمشاركة في النسخة التاسعة من مؤتمر “مبادرة مستقبل الاستثمار”، الذي يُعقد تحت شعار “إطلاق الازدهار” زيارة تاريخية على تقويم تعافي سوريا ونهضة الشعب السوري وحدث اقتصادي مهم ونوعي على روزنامة دعم وتعزيز مكانة الاقتصاد السوري، وعودته إلى قلب الاقتصاد العربي والعالمي بعد سنوات من حرب أنهكت الاقتصاد السوري، وعزلة وحصار خانق أنهك السوريين واستنزف مقدراتهم، موضحا أن أهمية الزيارة تكمن في تعزيز وتوطيد الشراكة الاستراتيجية مع المملكة العربية السعودية التي أبدت دعماً قوياً لإعادة إعمار سوريا والإسهام في نهضتها وتعافيها.
ولفت الرفاعي إلى أن الرئيس الشرع سيناقش مع ولي العهد السعودي سمو الأمير محمد بن سلمان ومستثمرين عالميين فرص استثمار في البنية التحتية التي دُمرت بنسبة كبيرة، إضافة إلى الصناعات التحويلية التي تحتاج إلى إحياء.
كما ستُركز الزيارة على نقل التكنولوجيا وتدريب الكوادر السورية، مستفيدة من تجربة السعودية في التنويع الاقتصادي ورؤية 2030 وختم المهندس ماهر الرفاعي حديثه للثورة بالقول: إن هذه الزيارة تكتسب أهمية استثنائية بعد تحرير سوريا وخطوة رائدة على طريق تسريع إعادة البناء وتطوير الصناعة ودعم الإنتاج وجذب استثمارات بمليارات الدولارات في قطاعات مختلفة، أبرزها الطاقة والنقل ما يؤكد إنها بداية عهد جديد يعيد الأمل للشعب السوري بأن دولته تخطو خطوات واثقة ومسؤولة لضمان نهضته بتوفيرعوامل تنمية مستدامة، وتعبيد طرقات مستقبله بما يحقق رخاءه ونماء اقتصاده .