الثورة- نعيمة إبراهيم:
على الرغم من المخاطر المحيطة بالعديد من المباني، وانتشار الذخائر غير المنفجرة في غزة، يواصل أهالي القطاع المنكوب العودة إلى بيوتهم المدمرة، وسط افتقار الخدمات الأساسية، والحاجة الماسة إلى الماء والغذاء.
وفي هذا السياق، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا): إن الناس في غزة استمروا في التحرك خلال اليومين الماضيين عبر القطاع، إذ تم منذ وقف إطلاق النار، تسجيل أكثر من 470 ألفاً تنقل باتجاه الشمال.
ونقل موقع أخبار الأمم المتحدة عن المكتب الأممي قوله في بيان اليوم: إن عملية دخول المساعدات إلى القطاع، مستمرة في هذه الأثناء، إذ تم جمع أكثر من 300 شاحنة محملة بالمساعدات من الجانب الفلسطيني – معظمها من معبر كرم أبو سالم – بين يومي الجمعة والسبت.
وتضمنت المساعدات في تلك الشاحنات دقيق القمح، وإمدادات للوجبات الساخنة، ومعلبات، بالإضافة إلى الأرز، وصفائح مياه، بالإضافة إلى الإمدادات الصحية. ودخلت إلى غزة أيضاً أغطية بلاستيكية وخيام وملابس شتوية، بالإضافة إلى مجموعات النظافة ولوازم المأوى ومجموعات ما بعد الولادة.
من جانبه قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك: إن شركاء الأمم المتحدة واصلوا عملهم للحد من خطر الذخائر غير المنفجرة، إذ وصلوا إلى ما يقرب من 3200 شخص في وسط وجنوب غزة.
وقال: “هذا أمر مهم بشكل متزايد مع تنقل الناس”.
وأفاد بأنه منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، سجل العاملون في المجال الإنساني 150 حادثة ذخائر متفجرة أدت إلى إصابات، بما في ذلك الأطفال.
ورغم انتهاء الحرب، لا تزال نحو 20 ألف قذيفة، وصاروخ إسرائيلي غير منفجر، هذا ما يشكل تهديداً مباشراً وحقيقياً لحياة 2.4 مليون فلسطيني يعيشون في قطاع غزة.
بدوره، قال المدير الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للأطفال “اليونيسيف” إدوار بيغبيدير: إن “أكثر من مليون طفل في غزة يعيشون أهوالًا يومية في أخطر مكان في العالم، وفتح المعابر ضرورة عاجلة لإنقاذ الأرواح”.
وأضاف في بيان نقلته وكالة وفا: إن وقف إطلاق النار المؤقت أتاح للأطفال “فرصة للبقاء على قيد الحياة”، لكنه شدد على أن “ما يدخل غزة من مساعدات لا يلبي 20% من الاحتياجات الحقيقية”.
وأكد أن المنظمة تعمل على إعادة 650 ألف طفل إلى مقاعد الدراسة، لكن الطريق طويل وسط دمار شامل للبنية التحتية.
على التوازي، أصدرت منظمة العمل الدولية موجزاً جدياً يُحلل أثر الحرب على مدى عامين في غزة على اقتصاد الضفة الغربية وسوق العمل فيها.
وتظهر النتائج تدهوراً حاداً في سبل كسب العيش مع ارتفاع معدلات البطالة وتراجع الدخل وتفاقم الفقر بين الفلسطينيين في الأرض الفلسطينية المحتلة.
ووفق المنظمة الدولية، فإنه على الرغم من أن الحرب على مدى عامين كانت لها آثار اجتماعية وإنسانية واقتصادية مدمرة على غزة، إلا أن عواقبها امتدت إلى الضفة الغربية، كما قالت المنظمة، إذ أدى تشديد القيود الإسرائيلية على الحركة – بما في ذلك أكثر من 800 نقطة تفتيش وبوابة – إلى تعطيل الحياة الاقتصادية اليومية، ما حدّ من الوصول إلى الوظائف والأسواق والخدمات.
هذا وقد أعلنت مصادر طبية، اليوم الثلاثاء، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 68531، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأضافت المصادر الطبية، وفق وكالة وفا، إن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 170402، منذ بدء العدوان، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.