زيارة الرئيس أحمد الشرع إلى الرياض للمشاركة في “مؤتمر مستقبل الاستثمار”، لا تأتي في سياقها الاقتصادي والمالي البحت، بل تحمل في طياتها أبعاداً سياسية بالغة الأهمية.
في لحظة تاريخية تشهد تحولات جيوسياسية عميقة، تبرز هذه الزيارة كعلامة فارقة على صعيد تحالفات جديدة تقوم على شراكات الاقتصاد وجغرافيا الاستثمار، بعيداً عن المحاور التقليدية.
استقبال المملكة العربية السعودية للرئيس الشرع تحت مظلة المؤتمر الاقتصادي الأبرز عالمياً هو رسالة تؤكد أن الرياض أصبحت عاصمة دولية نحو شراكات استراتيجية حقيقية، تُظهر أن المملكة، وبقوة صندوقها الاستثماري الضخم وسياستها الخارجية المتزنة، باتت قادرة على استضافة وتوحيد قوى إقليمية ودولية متنوعة تحت مظلة مصالح اقتصادية مشتركة.
هذه الزيارة ليست مجرد بروتوكول دبلوماسي، بل هي إعلان عملي عن ولادة “دبلوماسية الاستثمار” السعودية، إذ تتحول العلاقات من إطارها التقليدي إلى شراكات استراتيجية طويلة الأمد.
إنها تأكيد أن الرياض أصبحت محور جذب مهم، وقوة ناعمة لا تُغفل في معادلة المنطقة والعالم.
الرسالة من هذا الحدث واضحة: المستقبل يُبنى على اقتصاد قوي وسياسات خارجية توازن بين المصالح، وليس على العزلة أو المحاور المتصارعة، ويشكّل نموذجاً يحتذى به في إدارة الأزمات وبناء السلام الاقتصادي.