الثورة – ناديا سعود:
وقعت نقابة المهندسين في مقرها اليوم اتفاقية تعاون أكاديمي مشترك بين النقابة وجامعة كولومبيا كولِج الأمريكية، وذلك في خطوة تمهّد لافتتاح أول فرع للجامعة في سوريا، بما يفتح آفاقاً جديدة للتعاون العلمي بين البلدين في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي.
وأوضح نقيب المهندسين، المهندس مالك حاج علي، في تصريح خاص للثورة، أن توقيع الاتفاقية يأتي تتويجاً لجهود المهندسين السوريين المقيمين في الخارج، وخاصة في الولايات المتحدة، الذين بادروا إلى مدّ جسور التعاون بين المؤسسات الأكاديمية السورية ونظيراتها الأمريكية.
وقال حاج علي: عدد من زملائنا المهندسين الذين غادروا البلاد في السنوات الماضية عادوا اليوم ليكونوا جسراً للتواصل الأكاديمي. وبفضل جهودهم، تمكّنا من إبرام أول اتفاق تعاون أكاديمي بين الجمهورية العربية السورية وجامعة أمريكية معترف بها، هي جامعة كولومبيا كولِج، وذلك تحت إشراف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ووفق أسس قانونية وأكاديمية واضحة.
وأشار النقيب إلى أن الاتفاقية تأتي بصيغة اتفاقية توءمة بين جامعة قرطبة التابعة للنقابة وكلية كولومبيا كولِج في الولايات المتحدة، موضحاً أن المرحلة المقبلة ستشهد خطوات عملية في مجالات تبادل الأساتذة والطلاب، وتطوير البرامج الأكاديمية بما يرفع كفاءة الخريجين السوريين ويرفد السوق المحلية بالخبرات والمهارات الحديثة في مجالات التكنولوجيا والإدارة والهندسة.
من جانبه، عبّر مدير جامعة كولومبيا كولِج، الدكتور جون كيم، عن سعادته بتوقيع الاتفاقية، مشيراً إلى أن الكلية، وعلى مدى ثلاثين عاماً، خرّجت آلاف المهنيين في مختلف التخصصات، وتسعى اليوم إلى توسيع حضورها العالمي عبر فتح فرع في سوريا.
وقال كيم: نؤمن بأن التعليم هو جسر للتنمية وإعادة الإعمار. سوريا تمتلك طاقات شبابية مميزة وإصراراً على النهوض، ونحن نرى في هذا التعاون فرصة لبناء شراكة تعليمية طويلة الأمد تسهم في تطوير القدرات المحلية، وتمكين الطلاب السوريين من الحصول على تعليم بمعايير عالمية دون مغادرة بلادهم.
وأكد كيم أن الفرع السوري سيطبّق المعايير الأكاديمية الأمريكية المعتمدة في المقر الرئيسي، مع تكييفها بما يتناسب مع البيئة الثقافية والتعليمية في سوريا، وبالتعاون مع خبراء محليين وأعضاء هيئة تدريس سوريين. وأضاف: نسعى إلى أن يكون هذا المشروع بوابة لتبادل الخبرات وإعداد جيل جديد من المهنيين القادرين على الإسهام في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
بدورها، أوضحت آمل أسامة الداية، ممثلة جامعة كولومبيا كولِج في سوريا، أن الاتفاقية تشمل تعاوناً في ثلاثة برامج أساسية هي: تقنيات المعلومات، إدارة الأعمال، وتعليم اللغة الإنجليزية، مشيرةً إلى أن هذه التخصصات تُعدّ من أدوات العصر وتمهّد للطلاب فرص اندماج أوسع في سوق العمل المحلي والعالمي.
وأضافت الداية: نهدف من خلال هذا التعاون إلى تطوير مهارات الشباب السوري وتزويدهم بشهادات معترف بها دولياً، ما يقلّل من هجرة الكفاءات ويُسهم في بناء الوطن، كذلك سيتم إدخال برامج اختبار TOEFL لرفع كفاءة اللغة الإنجليزية لدى الطلاب وتمكينهم من متابعة دراساتهم العليا في الخارج أو داخل سوريا ضمن بيئة تعليمية متطورة.
وختمت الداية بالقول: إيماننا العميق أن التعليم هو المفتاح لإعادة البناء، و توقيع هذه الاتفاقية ليس مجرد حدث أكاديمي، بل خطوة في طريق طويل نحو بناء جيل جديد من المهندسين والمفكرين القادرين على صنع مستقبل أكثر إشراقاً لبلدهم.