الثورة – ابتسام الحسن :
نظمت محافظة حمص، اليوم، في فندق سفير حمص، بالتعاون مع مجلس المدينة ومنظمة “هابيتات”، ورشة عمل تشاركية بعنوان “إعادة بناء مدينة حمص.. من تقييم الواقع إلى تحديد الرؤية والأولويات”.
تناولت الورشة عرض الواقع الحالي لمدينة حمص، والرؤية المستقبلية لإعادة إعمارها وتجاوز التحديات والعقبات التي تعترض عملية إعادة الإعمار ، وأهمها العقبات القانونية وضرورة تعديل القوانين والتحديات الاقتصادية والاجتماعية المتمثلة ببناء اللحمة المجتمعية بين السكان العائدين، بالإضافة للتحديات الهندسية والتمويلية أيضاً. ولتحقيق ذلك، لا بد من وجود دعم حكومي فاعل وإشراك المجتمع المحلي في إعادة الإعمار .
رؤية مستقبلية طموحة
رئيس مجلس مدينة حمص المهندس بشار السباعي بدا متفائلاً بطرحه رؤية مستقبلية طموحة، تضمنت مسألة تحديد الملكيات وتنظيم مناطق المخالفات السكنية، وإعادة تأهيلها بما ينسجم مع المخطط التنظيمي، وضرورة تقسيم المدينة إلى سبعة قطاعات رئيسية، تغطي أحياء المدينة كافة، وتخصيص يوم لكل قطاع، إضافة لمعالجة الإشغالات وتنظيم عمل البسطات وعمل الباعة الجوالين.
وأكد على خطة النقل الجماعية المشتركة “ضمن آلية تنسيقية بين المحافظة والمنظمات”، منوهاً بالخدمات التي يقدمها المجلس، وتعد النواة الأولى في إعادة الإعمار من جمع للنفايات تقدر بـ1500طن يومياً و إجراء عمليات الصيانة.
ورغم الأعباء الكبيرة المترتبة نتيجة عودة 270 ألف مواطن إلى المحافظة حتى تاريخه، مع توقع وصول دفعات لاحقة وقلة الإمكانيات المتوفرة، أوضح أن المجلس يبذل جهوداً إضافية للنهوض بالواقع الخدمي في المدينة. مؤكداً على وضع خطوط عامة للرؤية المستقبلية والعمل على تحقيقها لعودة حمص “درة سوريا”.
استعداد لتقديم الدعم
مديرمنظمة “هابيتات” في سوريا ولبنان، هيروشي تاكابايشي، أكد أن المنظمة تعنى بتخطيط المدن وفهمها وقطاع الإسكان، وهي تعمل في سوريا منذ عام 2014 وتدعم مدينة حمص تحديداً، وبعد 8كانون الثاني 2024 ونجاح الثورة، يتم الحديث عن سوريا الحديثة، وهو الوقت المناسب لاجتماع الشركاء ومناقشة الرؤية المستقبلية وبناء المدينة من جديد.
وأوضح أن الورشة هي الأولى التي تعبر عن المشاركة مع كافة أطياف المجتمع، ويمكن أن تكون نموذجاً يتم تطبيقه في كافة المحافظات.
وذكر أن والدته من هيروشيما التي تعرضت لدمار شامل وأعيد بناؤها خلال ثلاثين عاماً فقط، وعبر عن تفاؤله بإعادة إعمار حمص سريعاً بمشاركة جميع أطياف المجتمع مع وضع رؤية واضحة لبناء المدينة، مبدياً استعداد المنظمة، بالتعاون مع منظمات أخرى، لتقديم الدعم وصولاً لإعادة إعمار صحيحة.
وأشار إلى أن المنظمة تنفذ حالياً مشاريع عدة في القصور والخالدية وجورة الشياح والبياضة، إضافة لمشاريع في الرستن بريف حمص ومشروع صرف صحي بتلبيسة، ولديها مشاريع في حماة و الساحل.
وأكد أنه بناء على توصيات ومقترحات ورشة اليوم، سيتم توفير التمويل اللازم للمساهمة في إعادة إعمار حمص.
مساحة للحوار
معاون محافظ حمص، المهندس فارس الأتاسي أشار إلى أن الورشة تجمع اختصاصيين من الجهات الرسمية والأهلية لتقديم اقتراحات حلول منطقية وواقعية للصعوبات التي تواجه عملية البناء، وأكد على تضافر الجهود والسعي لتطبيق الأفكار والرؤى على أرض الواقع.
رئيسة دائرة التنظيم العمراني في مجلس المدينة، المهندسة رنا داؤود، بينت أنه تم استعراض تطور المخططات التنظيمية لمدينة حمص ومناطق التوسع بالنسبة للمدينة، منوهةً بضرورة الاهتمام بالمدينة القديمة التي تضم معالم تاريخية وأثرية ودينية مهمة، واقتراح مشروع “الترام” كوسيلة نقل كهربائية بوصفه حلاً اقتصادياً للوضع المروري المتردي في المدينة.
من جهته، لفت عضو المكتب التنفيذي في مجلس المدينة، ناجي النهار إلى أن الورشة أتاحت مساحة للحوار بين مختلف أطياف المجتمع لتقديم الأفكار حول شكل حمص المستقبلي، ودور المجتمع المحلي في تحقيقها.
وبين مسؤول تقييم احتياجات حي الخالدية محمد سبيع الضاهر، أن من الضروري تحليل الوضع الحالي للبنية التحتية، والمباني، والشوارع، والخدمات العامة لتحديد أولويات إعادة الإعمار والتنمية، ووضع خطة واضحة للمشاريع الأكثر إلحاحاً، كتحسين الخدمات من مياه وكهرباء وصحة وتعليم.