الثورة – أسماء الفريح:
أكد رئيس مجلس الأمناء لمؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار ياسر الرميان أن قيمة الصفقات التي أبرمت منذ انطلاق المؤتمر قبل أقل من عقد من الزمن تجاوزت الـ 250 مليار دولار أميركي.
ونقلت واس عن الرميان وهو محافظ صندوق الاستثمارات العامة، رئيس مجلس إدارة أرامكو السعودية قوله في كلمته الافتتاحية لفعاليات المبادرة اليوم: إن هذا المؤتمر هو التجمّع الأهم على مستوى العالم لمن يمتلك رؤية تحوّل الأفكار والاستثمارات إلى تأثير عالمي ملموس, مشيراً إلى ضرورة رفع مستوى التأثير هذا العام إلى آفاق أعلى.
وأضاف: ” إن قوة رأس المال التي يمثلها صناع القرار الحاضرون اليوم تُحتّم علينا مسؤولية كبرى، وتمنحنا في الوقت ذاته فرصة أعظم لتشكيل مستقبل الاقتصاد العالمي، وعلينا أن نتحمّل هذه المسؤولية، وأن نغتنم هذه الفرصة دون تأخير”.
وتابع أن توحيد جهود الحكومات والقطاع الخاص بصفتهم شركاء حقيقيين يسهل عملية مواجهة الواقع الاقتصادي الجديد والتحولات التقنية المتسارعة من أجل الوصول إلى مرحلة تواكب المستقبل وإلى تعاون عالمي يواكب حقبة جديدة من الازدهار المشترك.
وشدد على أن مستقبل الاستثمار هي المنصة المثلى كونها تجمع قادة العالم والمستثمرين وصنّاع القرار من مختلف القطاعات، مبيناً أن الناتج المحلي الإجمالي العالمي تجاوز (111) تريليون دولار أميركي، ومن المتوقع أن ينمو بنسبة (2.8%) هذا العام، مفيداً أن تقرير الأولويات السنوي لمنتدى مستقبل الاستثمار لهذا العام يظهر حجم التناقضات القائمة، ففي حين أن 66% من الناس يشعرون بالإيجابية تجاه حياتهم، إلا أن 37% فقط متفائلون بمستقبل العالم، و69% من الناس يشعرون بالقلق من فقدان وظائفهم بسبب المنافسة الأجنبية، وهذه الفجوة بين الأمل الفردي والشك الجماعي تمثل إنذاراً.
وأوضح بأن التقنية يمكنها أن تُسهم في سدّ الفجوة إذا كانت في متناول الجميع، ويجب مواجهة أوجه عدم المساواة التي أعاقت التقدم، مشيراً إلى أنه في عام 2025، يعيش ما يقرب من 10% من سكان العالم، أي ما يُعادل نحو 808 ملايين شخص، في فقرٍ مدقع، مؤكداً أن مع كل تحدٍ تولد فرصة لإيجاد حلول تخدم الإنسانية جمعاء.
وبين أهمية عمل الحكومات والقطاع الخاص معاً لتسخير رأس المال العالمي في تحقيق الأمن والاستقرار واستحداث الفرص وتعزيز التفاؤل، داعياً الحكومات إلى تكثيف جهودها، نظراً للاحتياج إلى أسواق مفتوحة لا مقيدة، وإلى تنظيم ذكي لا إفراط في التنظيم.
وتحدث الرميان عن وضع المملكة العربية السعودية معياراً عالمياً جديداً في التحول الاقتصادي عبر رؤية 2030، التي فتحت آفاقاً واسعة للأجيال القادمة، مشيراً إلى أنه بعد مضي تسع سنوات على إطلاق الرؤية، فإن النتائج تبدو واضحة في كل مكان: مدن جديدة، وصناعات جديدة، ومنظومات متكاملة، وسلاسل إمداد مبتكرة، لافتا إلى أنه في العام الماضي فقط، نما الاستثمار الأجنبي بنسبة 24% ليصل إلى 31.7 مليار دولار أميركي.
وقال: “لقد قدّمنا المملكة للعالم، والآن العالم يأتي إلى المملكة، إلى مبادرة مستقبل الاستثمار كل عام، إلى إكسبو 2030، وإلى كأس العالم لكرة القدم 2034.”
وأكّد أن الثروة بالمملكة لا تُقاس بالأرقام، بل بازدهار الإنسان، موضحاً أنه تتاح في الرياض هذا الأسبوع، الفرص لإبرام شراكات عابرة للحدود تُحدث أثراً حقيقياً، وتجسّد القوة الفعلية للتعاون العالمي، مفيدًا بأن مبادرة مستقبل الاستثمار، ستواصل دورها الريادي، وستُختتم هذه النسخة فعالياتها بإعلان يوحّد قادة العالم في سعيٍ مشترك نحو التقدم للجميع.
من جانبه, أعرب رئيس اللجنة التنفيذية والرئيس التنفيذي المكلف لمؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار ريتشارد أتياس في كلمة مماثلة عن فخره بما وصلت إليه مبادرة مستقبل الاستثمار في بناء مجتمع شغوف، يتطلع إلى تغيير العالم.
وأكّد أن ما تحقق اليوم تسجيل تاريخي وانطلاقة للموضوع الرئيسي وهو “مفتاح الازدهار” الذي يشكل العالم، منوهاً بشمولية المبادرة هذا العام أكثر مع أفكار تمضي قدماً بدعم الحركة الجريئة في الصحة والذكاء الاصطناعي والتنمية البشرية.
وأفاد بأن مبادرة مستقبل الاستثمار تنتمي للجميع، وهي قوة تأتي من العمل الجماعي وتنجح إذا كان كل منا، أعضاء هذه الحركة وأفكارها مشاركين في صناعة التحول، مشيراً إلى الكشف في الأيام القادمة عن مسارات جديدة للتمويل والإبداع والشجاعة، وهذا ما تمثله المبادرة.
وانطلقت في وقت سابق اليوم جلسات النسخة التاسعة من المؤتمر بحضور رؤساء الدول، و وزراء، ومسؤولي صناديق الثروة السيادية، وكبار المسؤولين التنفيذيين، والرواد في مختلف المجالات.