الثورة – علاء الدين محمد:
رؤى وأفكار خلاقة جسّدها شباب وشابات من سوريا وتركيا عبر مجسمات تحاكي أحلامهم وميولهم الإبداعية في بناء الوطن وتنميته. تضيء هذه المجسمات على جوانب متعددة من ثقافات متنوعة، وتمازج مفرداتها مع مفردات الطبيعة، حين تُحرك أوتارها بهجة وشغفاً بهذا الإبداع.
هذا الإبداع الذي رعته ودعمته منظمة “كرم” في ورشة عمل أقيمت اليوم في المكتبة الوطنية بدمشق تحت عنوان “صناع الغد: إبداع الشباب والابتكار في بناء مستقبل سوريا”.

تهدف ورشة العمل هذه إلى عرض أعمال منظمة “كرم” وتمكين المتابعين والمهتمين من أفراد وجماعات ومؤسسات ووزارات من مشاهدة هذا الإبداع الشبابي.
تتضمن الورشة استوديو مزوداً بمعدات فنية لتمكين الشباب والشابات، ويمكن أن يتجول هذا الاستوديو بين المدارس لرعاية المواهب والطاقات الإبداعية.
كما تتضمن الورشة أيضاً أكشاكاً تضم شباباً منخرطين في منظمة “كرم”، لديهم مشاريع إبداعية قد تكون طموحات أو أحلاماً أو مهارات معينة.
أما الجزء الأخير من الورشة فهو جلسة حوارية بين مجموعة من الشباب والشابات، يتركز نقاشهم حول النظرة إلى الوطن وطموحاتهم وآمالهم.

على هامش الورشة، كانت لنا هذه الوقفة مع عدد من المشرفين عليها في لقائهم مع صحيفة الثورة، بداية نوهت لينا سجية مؤسسة “كرم”، بأنها بدأت العمل منذ عام 2011م، وأكدت قائلة: كان لدينا برامج تعليمية إبداعية. سنعرضها في هذه الورشة من خلال مشاريع الطلاب الإبداعية الذين جاؤوا من تركيا وسوريا، وجلّ غايتهم رعاية المواهب الشابة، والأخذ بيدهم إلى مجالات أوسع وفضاءات أرحب، وتوفير خبرات من داخل وخارج سوريا.
فراس شعشع، المدير الإقليمي لمنظمة “كرم”، أكد أن الورشة تقدم كرنفالاً متنقلاً يحتوي على مساحة عمل تضم إطارات ثلاثية الأبعاد لتمكين الطلاب من صناعة مشاريعهم.
وأضاف قائلاً: إن المشروع مهم جداً لأنه نتاج خبرة تسع سنوات في تركيا، من خلال هذا المشروع، استطعنا تسجيل قصص نجاح كبيرة في تركيا، فقد شارك العديد من الشباب في مسابقات عديدة، نأمل نقل هذه التجربة إلى سوريا، ونتمنى أن تترك هذه الورشة أثراً طيباً، وأن تفتح أمام الشباب منحى جديداً وطريقة جديدة للتفكير والتعليم في سوريا، ليتمكنوا من التفكير خارج الصندوق، إضافة إلى مواكبة الخبرات الخارجية.
أما محمد إبراهيم فقد كانت مشاركته في تجسيد استوديو الروبوتات القتالية التي تم تصنيعها في تركيا، بمنطقة الريحانية. وقال: المشروع عبارة عن روبوتات قتالية استفدنا منه في البرمجة، وتصميم آلات حادة، وكتابة الأكواد، هو مشروع ينشط الخيال ويشجع الإبداع، إضافة إلى ابتكار طرق جديدة في القتال والمنافسة بينها. كما يركز على كيفية تحطيم المنافس أو إخراجه من منطقة معينة إلى أخرى.
بتول حاج موسى، شاركت مع زملائها في عرض ستة مشاريع، وكل مشروع مستمد من ثقافة معينة، لكل ثقافة طابعها الخاص، حيث جسدت مجسمات العمارة الثقافية والمعاصرة وطرحتها عبر طاقة متجددة وفكر متجدد.
شكلُ المجسمات وعصرنتها وتنوعها بين الطابع العربي والأوروبي لا يلغي الثقافة المحلية للبلد، بكل عاداته وتقاليده. لكننا نريد لهذه المجسّمات أن تكون جميلة ومعاصرة، ومتناسقة مع الثقافات الأخرى.