الثورة- هنادة سمير:
في مرحلة دقيقة من إعادة بناء الاقتصاد السوري بعد سنوات من الأزمة، عقد امس الاثنين اجتماع الطاولة المستديرة بين الجانب السوري والسعودي بحضور وزراء ومسؤولين رفيعي المستوى، لبحث سُبل تعزيز التعاون الاستثماري في سوريا، مع التركيز على قطاع الاتصالات والخدمات المالية، جاء الاجتماع ليعكس رغبة الطرفين في تأسيس شراكات استراتيجية تدعم التحول الرقمي وتعزز البنية التحتية الرقمية والخدمات المصرفية.

علاقات تعاون مستمرة
شهدت العلاقات الاقتصادية بين سوريا والمملكة العربية السعودية تحولات ملحوظة منذ تحرير البلاد من سيطرة النظام السابق، إذ بدأ التركيز على دعم القطاعات الحيوية التي يمكن أن تساهم في إعادة تنشيط الاقتصاد، وكان قطاع الاتصالات من أبرز هذه القطاعات، حيث تم توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بهدف تطوير شبكات الاتصال، تحديث البنية التحتية الرقمية، ودعم الخدمات المالية الرقمية.
فرص وأهداف
وركز اجتماع الطاولة المستديرة على تحديد الفرص الاستثمارية الجديدة، وتسهيل تنفيذ المشاريع القائمة بين الجانبين، بالإضافة إلى بحث إنشاء صناديق استثمارية مشتركة لتمويل مشاريع نوعية في مجال الاتصالات والخدمات المالية.
كما تم مناقشة تطوير بيئة الأعمال الرقمية، بما في ذلك تهيئة الأطر التنظيمية والتشريعية اللازمة لتسهيل دخول رؤوس الأموال السعودية والمستثمرين الأجانب، وتعزيز الشفافية وضمان استدامة المشاريع على المدى الطويل.
وشدد الجانب السوري خلال الاجتماع على أهمية تفعيل المشاريع الاستثمارية لتطوير البنية التحتية الرقمية، بما يسهم في دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة وتحفيز الاقتصاد الوطني. من جهته، أكد الجانب السعودي حرص المملكة على أن تكون شريكًا فاعلًا في مرحلة إعادة الإعمار والتنمية، ودعم التحول الرقمي باعتباره أداة محورية لتسريع النمو الاقتصادي وتحسين جودة الخدمات العامة والخاصة.

فرصة حقيقية للتطور الرقمي
يرى خبير الاتصالات المهندس سعيد محمد أحمد أن هذا الاجتماع يمثل فرصة حقيقية لدخول سوريا مرحلة جديدة من التطور الرقمي وأوضح أن الاستثمار في الاتصالات والخدمات المالية الرقمية ليس مجرد تطوير للبنية التحتية، بل يشمل تدريب الكوادر المحلية وتأهيلها، ورفع مستوى الخدمات الرقمية للمواطنين والشركات، إضافة إلى تعزيز الأمن السيبراني وحماية البيانات.
وأضاف: إن الشراكات مع المملكة العربية السعودية توفر خبرات فنية وإمكانات مالية كبيرة، ما يمكن سوريا من تقليص الفجوة الرقمية التي خلفتها سنوات الأزمة، كما أكد أن التركيز على الخدمات المالية الرقمية سيساعد في دمج الاقتصاد السوري مع الشبكات المالية الإقليمية والدولية، وفتح المجال أمام حلول مبتكرة مثل الدفع الإلكتروني والتحويلات المصرفية المباشرة، ما يرفع كفاءة الاقتصاد ويسهّل حركة رؤوس الأموال.
وبين خبير الاتصالات أنه من المتوقع أن تساهم نتائج الاجتماع في تسريع مشاريع التحول الرقمي في سوريا، بما يشمل تحديث شبكات الاتصالات، تحسين خدمات الإنترنت، وتوسيع نطاق الخدمات المالية الرقمية مؤكدا أن التعاون السعودي‑السوري في هذا المجال يعزز من فرص الاستثمار في مشاريع مستقبلية، خاصة تلك المتعلقة بالابتكار التقني والتحول الرقمي
وتأتي هذه الفعالية ضمن رؤية استراتيجية لتعزيز الشراكات الاقتصادية، وتوفير بيئة استثمارية مواتية، وتشجيع القطاع الخاص على المشاركة في إعادة الإعمار والتنمية، بما يضمن استدامة النمو وتحقيق عوائد طويلة الأمد.
وبحسب خبراء يشكل اجتماع الطاولة المستديرة بين سوريا والسعودية خطوة نوعية نحو تعزيز التعاون الاستثماري في قطاع الاتصالات والخدمات المالية، مع التركيز على التحول الرقمي كعنصر أساسي لتطوير الاقتصاد الوطني كما تفتح هذه الشراكة المجال أمام مشاريع مبتكرة، وتوطيد العلاقات الاقتصادية بين البلدين، بما يساهم في دعم التنمية المستدامة وتحقيق نقلة نوعية في جودة الخدمات الرقمية في سوريا.