الثورة-سمر حمامة:
في مشهد أثار استياء أهالي الغوطة الشرقية ومالكي المزارع، فوجئ سكان بلدتي المليحة وشبعا والمناطق المحيطة منذ عدة أيام بآليات وسيارات القمامة التابعة لمديرية النظافة في محافظة دمشق، وهي تتجه نحو أرض تقع بين البلدتين بهدف تحويلها إلى مكب للقمامة والنفايات، بدلاً من المكب الواقع ضمن المنطقة الإدارية التابعة لمدينة الكسوة التي رفض الأهالي رميها ضمن الأراضي.

مثار قلق
المكان يقع وسط مزارع وبساتين، وقريب جداً من طريق مطار دمشق الدولي والتجمعات السكنية في المليحة وشبعا وجرمانا وعقربا، ما جعل من الخطوة مثار قلق وخوف لدى الأهالي، حسب شكواهم الواردة لصحيفة ‘الثورة”.
ويقول أصحاب الشكوى: هذا التوجه لإقامة مكبات جديدة يعكس مشكلة أعمق في إدارة ملف النفايات في دمشق، حيث يتم نقل القمامة من العاصمة إلى مكبات فرعية قبل نقلها لاحقاً إلى مكب نجها المركزي ومعمل النفايات، ما يزيد من التكلفة والجهد ويترك المدينة والغوطة الشرقية عرضة للتلوث والآثار الصحية الخطيرة.
تساؤلات ملحة
ويطرح الأهالي العديد من التساؤلات الملحة، لماذا لا تعمل المحافظة ومديرية النظافة على تأهيل سيارات النظافة واستيراد آليات جديدة، أو تعهيد عملية ترحيل النفايات لشركات متخصصة تضمن سرعة نقلها وفق معايير بيئية حديثة، بدلاً من تحويل الأراضي الخصبة إلى مكبات؟
موضحين أن الغوطة الشرقية، لطالما كانت مصدراً للخضار والفواكه الطازجة، تستحق أن تعاد إليها الحياة، لا أن تتحول إلى أرض للملوثات والأوبئة، والأراضي الخصبة يجب أن تُستثمر وتُحافظ على خضرتها لتغذية دمشق، لا أن تُهدَر في مكبات للنفايات.

آلية لعدة ورديات
مصدر مطلع في محافظة دمشق قال لـ”الثورة”: يشهد نهاية كل شهر توقف عمل الآليات بسبب نفاد بطاقات المحروقات المخصصة شهرياً لآليات النظافة، فلا يعقل أن تخصص كمية من المازوت لأي آلية لوردية واحدة في اليوم، بينما تقوم مديرية النظافة بتشغيل الآلية لعدة ورديات يومياً، ما يعني نفاد الكميات المخصصة قبل نهاية الشهر، وبالتالي تراكم القمامة لعدة أيام في شوارع وأحياء العاصمة.
وبيّن المصدر أن لجوء مديرية النظافة إلى المكبات العشوائية سواء في الكسوة أو شبعا والمليحة وغيرها من المناطق، يعود إلى خروج عدد من آليات النظافة من الخدمة، وحاجة الكثير منها إلى أعمال الصيانة الدورية والدهان، رغم أن المديرية تحاول قدر المستطاع صيانة وتأهيل ما لديها من آليات إلا أن ذلك لا يفي بالغرض، فالمطلوب أسطول جديد ضمن مواصفات ومميزات فنية، يغني عن المكبات العشوائية، ويساهم في نقل آلاف الأطنان يومياً من القمامة من مدينة دمشق إلى مكب نجها.
للاطلاع على مضمون الشكوى تواصلت”الثورة” أكثر من مرة مع مدير النظافة المهندس عبدو علوش للاستفسار عن مبررات هذا الإجراء في نقل المكب إلى المليحة وشبعا، إلا أننا لم نستطع الحصول منه على أي إجابة أو رد.
“الثورة” تضع الموضوع برسم محافظة دمشق، لجهة التدخل العاجل لإعادة النظر في إدارة ملف القمامة والنفايات، التي يجب أن تُرحل يومياً إلى المكب المركزي في نجها، بدلاً من المكبات العشوائية هنا وهناك، ضماناً لحماية البيئة وسلامة المواطنين، وحفاظاً على خصوبة الغوطة الشرقية، لا أن تتحول إلى بؤرة للتلوث، ومصدر خطر على الصحة والبيئة لا يحمد عقباه.