الثورة – ابتسام هيفا:
توفر زراعة الفطر في ريف جبلة فرصة جديدة للإنتاج الزراعي في ظل الظروف الراهنة، حيث بدأ المزارعون يتجهون لزراعته، لأنه محصول جديد ومربح، ولاسيما أن الطلب عليه مستمر، ويمكن أن يكون بديلاً عن المحاصيل التقليدية.
هذه الزراعة تشهد حالياً ازدهاراً ملحوظاً، إذ رأى العديد من المزارعين أن الفطر يمثل إضافة جيدة لمجموعة المحاصيل الزراعية، فهو يتمتع بعدد من المزايا التي تجعله خياراً مثالياً.
المزارع أيمن مهنا من قرية سيانو، بين لصحيفة الثورة أن الفطر منتج ذو قيمة غذائية عالية، وتتميز زراعته عن غيرها من المحاصيل الأخرى بأنها تتطلب وقتاً أقل للحصاد، ما يجعل المزارعين قادرين على تحقيق عوائد أسرع، على الرغم من أن زراعته تحتاج إلى مراقبة دقيقة للبيئة الزراعية المناسبة.
وأشار المزارع ربيع عيسى من قرية عين شقاق إلى أن الفطر يعد مشروعاً مربحاً، ولكنه يحتاج إلى رعاية دقيقة ولا يحتاج للكثير من الأسمدة أو المياه مثل المحاصيل الزراعية الأخرى، إلا أنه يحتاج إلى مراقبة دقيقة لدرجة الحرارة والرطوبة، وإلا قد يؤدي ذلك إلى فشل المحصول.
فرص استثمارية جيدة
من جانبه، أكد المهندس الزراعي تمام محمد أن زراعة الفطر، تحتاج إلى تقنيات متخصصة واهتمام مستمر بالبيئة المحيطة، وهي ليست مجرد فكرة سهلة، حيث تحتاج إلى دراسة دقيقة للظروف البيئية التي يزرع فيها.
بدوره، أوضح المهندس الزراعي محمد جمعة أن زراعة الفطر في سوريا بشكل عام، وجبلة بشكل خاص، قد تصبح أحد الخيارات الاستراتيجية إذا تم تحسين تقنيات الزراعة وزيادة الوعي حول الفوائد الصحية لهذا المنتج، لافتاً إلى ضرورة الاعتماد على التقنيات الزراعية الحديثة معه، إذ يمكن أن يكون مصدراً رئيسياً للاستهلاك المحلي وحتى التصدير.
تحديات
الدكتور المهندس مجد العلي صاحب صيدلية زراعية في مدينة جبلة، أكد لـ”الثورة”، أنه على الرغم من الفوائد والفرص العديدة التي توفرها زراعة الفطر، إلا أن المزارعين يواجهون بعض التحديات التي قد تؤثر على نجاح الزراعة، أهمها صعوبة تمييز الأنواع السامة، مضيفاً: إن الفطر البلدي يعتبر آمناً، إلا أن هناك أنواعاً سامة يجب الانتباه إليها أثناء جني المحصول.
وأكد العلي أن زراعة الفطر يجب أن تتخللها التوعية الزراعية من قبل المعنيين في زراعة اللاذقية، وأن المزارع يحتاج إلى تدريب أكبر على زراعته، بالإضافة إلى توفير تقنيات حديثة حتى نتمكن من تحقيق أفضل إنتاجية من هذا المحصول الجديد.
فوائد اقتصادية وصحية
ولفت إلى أنه على الرغم من التحديات التي قد يواجهها المزارعون، إلا أن الفرص العديدة التي يوفرها هذا المحصول، تجعله خياراً مغرياً للكثير من الأسر الزراعية في المنطقة، ومع استمرار الدعم والتوجيه من الخبراء، يتوقع أن تستمر هذه الزراعة في النمو مقدمة فوائد اقتصادية وصحية للمجتمع المحلي.
ويعرف الفطر البلدي بكونه مصدراً غنياً بالفيتامينات والمعادن التي تعزز من مناعة الجسم وتسهم في تحسين الصحة العامة.
ذات مردود جيد
وعن أهمية هذه الزراعة ومردوها، أوضحت المهندسة أسماء علي أنها داعم قوي لاقتصاد الأسرة الريفية، وهي زراعة رابحة وذات مردود جيد على المزارع، ومن الناحية الاقتصادية تكاليفها بسيطة ورأسمالها خفيف، والمتطلبات البيئية سهلة ومتوافرة في منطقة الساحل عموماً، كما أن المواد الأولية متوافرة في المنطقة وبأسعار مقبولة جداً.
والآن هناك تطور واضح في انتشار زراعة الفطر وأصبحت رائجة إلى حد كبير، و خصوصاً أن الأهالي والمزارعين لمسوا عن قرب الفائدة وعدم صعوبة هذه الزراعة.