التعليم في عندان .. الطلاب بالآلاف والكتب بالعشرات ومعلمون لا يكفون !

الثورة – حسان كنجو:

رغم مرور شهر على افتتاحها، ما زالت مدارس شمال حلب بشكل عام ومدارس عندان بشكل خاص، ترزح تحت وطأة ضعف الخدمات والبنى التحتية.
إذ يعاني مئات الطلاب حتى الآن، من مشكلات عدة، على رأسها قلة عدد المدارس، وعدم وجود أماكن لطلاب كافة المراحل، إضافة لمسألة ندرة الكتب والمقاعد وعدم تجهيز المدارس بشكل كامل، بما يلبي سير العملية التعليمية.
تلك المشكلات أدّت إلى عرقلة العملية التعليمية بشكل كبير، وبشكل يؤثرمباشرة على مستقبل الطلاب، الذين ما زالوا في مرحلة خسارة سنوات من حياتهم بانتظار إتمام دراستهم، بعد سنوات من القصف والتهجير والتدمير.

صعب للغاية

“واقع التعليم في عندان صعب للغاية، حتى الآن لا يوجد سوى مدرستين، تمّ تجهيزهما لبدء العام الدراسي، وتمرداً على الواقع، أُجبرنا على استخدام مدرستين أُخريين غير مؤهلتين بسبب العدد الكبير للطلاب الذي تجاوز الـ 2000 طالب”، ويتحدث مسؤول المجلس التعليمي في عندان عمر ليله لـ “الثورة”، مشيراً إلى أن نقص المدارس وتجهيزاتها من أبرز المشكلات التي يعاني منها القطاع التعليمي في المدينة ومدن وبلدات الريف بشكل عام.

وأضاف: المدارس الجاهزة حالياً، هي مدرستا البنين والبنات (المحدثتان)، أما المدرستان غير المجهزتين، ومع ذلك يتم استخدامهما، فهما مدرستا البنين القديمة (الشرقية) و البنين الشمالية (المحدثة)، مشيراً إلى أنه لا يزال هناك 5 مدارس غير مؤهلة نهائياً وهي “ثانوية الذكور – مدرسة عندان للبنين – المدرسة الجنوبية – المدرسة الغربية -مدرسة الصاخور.

وبخصوص توفرالمعلمين بعد انتشار أشرطة مصورة، تظهر قيام المدارس بإرجاع الطلاب إلى منازلهم بسبب عدم وجود معلمين، أكد ليله أن مسألة المعلمين بالنسبة للمرحلة الابتدائية قد تمّ حلها، إلا أن المعضلة قائمة بالنسبة لطلاب الثانوي حتى الآن.

20 بالمئة

وبخصوص الكتب والمقاعد، ذكر ليله أنه تمّ تأمين الحدّ الأدنى من المقاعد بشكل لا يتناسب مع عدد الطلاب، أما بخصوص الكتب فقد تمّ استلام جزء بسيط من النسخ المطلوبة لا يتعدى الـ 20 % من العدد المطلوب، كما أن هناك نقصاً حاداً في كافة المعدّات اللازمة للمدارس من ألواح وأقلام وغيرها.

كما أكد أن طلاب المرحلتين الابتدائية والثانوية، ما زالوا يعانون من نقص المعلمين في بعض المواد، ما يضعهم في مواجهة توقف تدريس بعض المواد بشكل نهائي.

“تربية حلب” تتابع

بدورها، أكدت مديرية التربية في حلب لـ “الثورة”، أن عمليات طباعة الكتب مستمرة بالتعاون مع مؤسسة الوحدة، لتأمين احتياجات جميع المدارس، وأنها تشرف بشكل مباشر على عملية توزيع الكتب، مشيرة إلى أن استمرار عمليات الطباعة وتزايد أعداد الطلاب في بعض المناطق، قد أدى إلى بعض التأخير في التوزيع، وهو أمر تعمل الوزارة والمديرية على تلافيه في أقرب وقت ممكن، لضمان وصول الكتب إلى جميع الطلبة.

وأضافت المديرية على لسان معاون مديرها محمد عبد الرحمن لـ “لثورة”، أن زيادة عدد الطلاب الهائل من الوافدين، ودمار العدد الأكبر من المدارس على يد النظام البائد، سبّبا نقصاً في احتياجات المقاعد، والعمل جارٍعلى تأمينها.

بحاجة لبعض الإجراءات

وبالنسبة للمعلمين، ذكرت المديرية أنه تمّ تكليف احتياجات المدارس من المعلمين التي تمّ افتتاحها حديثاً بعد عمليات الترميم، وأيضا المدارس التي كانت خارج الخدمة على زمن النظام المخلوع.

أما بالنسبة للمعلمين في مدارس الريف، فقد نفت وجود نقص في الوقت الحالي، بعد تكليف المعلمين في المدارس التي تمّ افتتاحها حديثاً، والتي كانت مدمرة سابقاً وأُعيد تأهيلها وترميمها، إلا أن بعض المدارس التي هي قيد الإحداث بشكل رسمي، فإن تكليف المعلمين فيها بحاجة لبعض الإجراءات القانونية فقط.

ويجسد واقع عندان التعليمي، أنموذجاً مصغّراً عن الواقع التعليمي في أغلبية مدن وبلدات الريف بحلب، التي هُجّر أهلها بفعل آلة النظام المخلوع العسكرية، ونالت ما نالته من قصف وتدمير، ليبقى السؤال الوحيد المطروح على لسان أهالي تلك المناطق: متى ستكون الظروف ملائمة لعودة جميع المهجّرين إلى منازلهم؟

آخر الأخبار
الرئيس الشرع خلال جلسة حوارية في الرياض: السعودية تشكل أهمية كبرى للمنطقة وسوريا ركيزة أساسية لاستقر... 2500 فرصة عمل في ملتقى بوابة العمل الرابع بدمشق "الرياض 2025".. ضوء أخضر لجذب الاستثمارات العالمية إلى سوريا الشرع يلتقي السواحة وأبو نيان والجاسر في الرياض خبير نفطي يقترح خطوات إنقاذية لقطاع النفط المتهالك الوفد السوري يشارك في لقاء النخب الاقتصادية بالرياض عاصم أبو حجيلة: زيارة الشرع للرياض تعيد رسم خريطة النفوذ في المنطقة دمشق الذكية.. من ماروتا وباسيليا إلى مدينتين خضراوين "تقانة المعلومات": خطوات ثابتة نحو أمن رقمي متكامل مشاركة سوريا في "مبادرة الاستثمار" رسالة اطمئنان للمستثمرين إطلاق مشروع الإشارات المرورية الذكية ضمن حملة "لعيونك يا حلب" تنظيم الساحات في دمشق.. خطوة نحو استعادة رونق العاصمة افتتاح دائرة النقل في جامعة حلب بعد إعادة تأهيلها زراعة الفطر في جبلة فرصة بديلة عن المحاصيل التقليدية شراكة سعودية - سورية تقود التحول الرقمي التعليم في عندان .. الطلاب بالآلاف والكتب بالعشرات ومعلمون لا يكفون ! المليحة وشبعا بين الخصب ومكبات القمامة.. ومدير نظافة دمشق لا يجيب! "العربية أبوظبي" تبدأ رحلاتها المباشرة إلى دمشق سوريا في "FII9 ".. مشاركة في صياغة المستقبل لا الاكتفاء بمتابعته من بعيد منظومة طاقة شمسية لمشروع المجمع الحكومي الجديد بدرعا