الثورة – وفاء فرج:
يرى اقتصاديون أن مشاركة سوريا في “مبادرة مستقبل الاستثمار” في الرياض 2025، تمثل خطوة استراتيجية تعبر عن إرادة الإدارة الجديدة لإخراج الاقتصاد من التحديات التي واجهها.
الباحث الاقتصادي الدكتور عصام تيزيني، أوضح أن مشاركة سوريا في المؤتمر العالمي النوعي الذي يستقطب عمالقة الفاعلين الاقتصاديين والسياسيين في العالم، تعبر عن إرادة وإصرار بالغين تمارسهما الإدارة الجديدة برئاسة السيد الرئيس أحمد الشرع.
ورأى تيزيني أن تواجد سوريا في مؤتمر كهذا هو دليل وإقرار واضح بأن سوريا الجديدة واقتصادها في الطريق الصحيح، وأن الصفحة الجديدة التي يعيشها السوريون بعد التحرير سيكون لها ما بعدها من صفحات مبشرة، وخصوصاً على الصعيد المعيشي للمواطن السوري.

وفيما يتعلق بالنتائج المتوقعة، أشار تيزيني إلى أن أهمها هو تعزيز ثقة رجال المال والمستثمرين، سواء الأجانب أو السوريين المغتربين.
وأكد أن حضور سورية ممثلة بأعلى سلطة فيها هو “رسالة اطمئنان صارخة للمشككين والمترددين”، إضافة إلى كونها رسالة مهمة لأهل الداخل وأصحاب المال الجامد المتردد في اتخاذ قرار الخوض في غمار العمل والإنتاج.
“إثبات نوايا”
بدوره، رأى النائب السابق لغرفة تجارة دمشق، محمد الحلاق، أن الاستثمارات الأجنبية، سواء كانت سعودية أو خليجية أو أوروبية، تتطلب معايير واضحة لضمان جديتها، مشدداً على أهمية أن يقدم المستثمر ما يثبت رغبته الفعلية في العمل على الأرض السورية.
وأوضح الحلاق أن الجدية في الاستثمار تُقاس بوجود “بورتفوليو” (سجل أعمال) للمستثمر، بالإضافة إلى تقديم خطوات ملموسة تعتبر بداية الطريق، مثل شراء الأرض المخصصة للمشروع أو إيداع “دفعة إثبات رغبة بالاستثمار” في حساب مصرفي.
وأشار الحلاق إلى أن زيارة السيد الرئيس أحمد الشرع إلى المملكة العربية السعودية وضعت جميع مكاتب الاستثمار والوزارات المعنية في سوريا بصورة أهمية وجدية الطروحات الاستثمارية، لافتاً إلى أن المملكة العربية السعودية تعمل على مبدأ يتجاوز “رابح-رابح”، وله هدف تنموي واجتماعي ليكون لها وجود على الأرض السورية.
وشدد الحلاق على أهمية وضع معايير للجدية لأي شخص يرغب في الاستثمار، مع منح المستثمر الداخلي أولوية في بعض الأحيان، مؤكداً على ضرورة عدم التعويل بشكل كبير على المستثمر الخارجي طالما لم يبدأ المستثمر الداخلي بالعمل والإنتاج، داعياً إلى البحث في طريقة تفعيل وإحياء دور “البرجوازية الوطنية” التي كانت في السابق وراء إنشاء مشاريع كبرى.
وختم الحلاق بالتأكيد إن سوريا لا تخلو من فرص استثمارية كبيرة جداً، وأن نجاح جذب المستثمرين من الخارج يتوقف على مدى قدرة سوريا على عرض هذه الفرص وكفاءتها ومربحيتها.