الثورة – سومر الحنيش:
يتوجّه منتخبنا الوطني لكرة القدم اليوم إلى الإمارات، لخوض مواجهة ودية أمام المنتخب الإماراتي يوم الخميس المقبل، قبل أن يحط رحاله في الدوحة للقاء المنتخب الكويتي يوم الإثنين القادم، في فترة التوقف الدولي، في إطار استعداداته للتصفيات الآسيوية المؤهلة للنهائيات القارية، وهاتان المباراتان الوديتان، تحملان قيمة فنية كبيرة، إذ تشكلان بروفة فنية أخيرة، قبل الاختبار المهم والصعب الشهر القادم أمام ميانمار، في صراع صدارة المجموعة والتأهل للنهائيات الآسيوية.
وجوه جديدة وغيابات
دعوة المدرب الإسباني خوسيه لانا لم تحمل تغييرات جذرية، لكنها شهدت دخول أسماء جديدة: آلان أوسي (من الدوري اللوكسمبورغي) ومالك جنعير (من الدوري الإماراتي) وطلال الحسين (حارس الفتوة المنتقل حديثاً من الوحدة) وعبد الرزاق محمد (من أهلي حلب).
في المقابل، سيفتقد المنتخب خدمات المهاجم بابلو صباغ والحارس إلياس هدايا، والمدافع أيهم أوسو للإصابة في مباراة فريقه شاليروا البلجيكي، لكن الجهاز الفني لم يتأخر في إيجاد البديل، حيث وجّه الدعوة لكل من عبدالرزاق محمد، ومحمد عنز للانضمام إلى قائمة المنتخب، وذلك لتعويض هذا الغياب المفاجئ، إضافةً إلى غياب بعض لاعبي المنتخب الأولمبي، وعلى رأسهم محمود الأسود بسبب ارتباطهم بالتصفيات الآسيوية.
معادلة المحلي والمغترب
من بين الدعوات حافظ “لانا” على التوازن بين اللاعبين المحليين والمحترفين في الخارج، والذي يعكس قناعة الجهاز الفني بأن المنتخب بحاجة إلى دمج خبرة المحترفين مع حضور اللاعبين المحليين، فمن الدوري السوري برزت أسماء مثل: مصطفى جنيد، شاهر الشاكر، زكريا حنان، مارديك ماردكيان، ضياء الحق محمد، وعبد الله الشامي، أما المغتربون فحضروا عبر أسماء قوية: أحمد فقا، سيمون أمين، عمار رمضان، نوح شمعون، وغيرهم، ومن الدوريات العربية، يبرز حضور كل من: عمر خريبين، عمر السومة، محمود المواس.
مكاسب فنية منتظرة
فنياً الفائدة الكبرى من مواجهتي الإمارات والكويت كبيرة للغاية، فالمباريات الودية تمنح المدرب فرصة ذهبية لاختبار التشكيلة، والوقوف على مدى انسجام العناصر الجديدة مع باقي المجموعة، إضافة إلى تقييم الخطط التكتيكية في مواجهة منتخبات قوية تملك خبرة وواقعية، فالمراقبون يعتقدون أن هذه اللقاءات ستكشف مكامن الخلل، خاصة في خطوط الدفاع والوسط، وستتيح أمام الجهاز الفني فرصة لتجريب خطط تكتيكية قبل الدخول في أجواء المنافسات الرسمية، ويبقى التحدي الأكبر بالارتقاء بمستوى المنتخب، في ظل ضعف مستوى الدوري السوري، وتراجع مستوى اللاعب المحلي، وغياب الاستقرار الفني، نتيجة تدوير الأسماء ذاتها دون تجديد كافٍ بالدماء الشابة، إضافة إلى العائق المالي الذي يقف في وجه استدعاء جميع المحترفين.
ختاماً.. اليوم يقف منتخبنا على مفترق طرق، بين واقع مليء بالعقبات الفنية والإدارية، وطموح جماهيري لا حدود له بالحضور القوي في النهائيات الآسيوية.
ورغم كل الصعوبات، يبقى الأمل قائماً بقدرة لاعبينا ومواهبنا على صناعة الفارق، ورسم ابتسامة جديدة على وجوه عشاق الكرة السورية.