الثورة – منهل إبراهيم:
بعث تصريح وزارة الخارجية الأميركية كماً كبيراً من القلق والتساؤلات حول احتمال عودة الحرب مجدداً لقطاع غزة، الذي يعيش سلاماً قلقاً وهشاً بطبيعة الحال، مصدره الخوف من ذرائع واتهامات وافتعالات تستخدمها “إسرائيل” لاستئناف العدوان والإجهاز على الأنفاس الأخيرة التي تلتقطها غزة، وما تبقى من حياة، ومدنيين فوق وتحت الأنقاض. وبحسب شبكتي الأخبار البريطانية “بي بي سي” والأميركية “سي إن إن” أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، أنها أبلغت الدول الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بوجود “تقارير موثوقة” تفيد بأن حركة “حماس” قد تنتهك الاتفاق. وقالت الوزارة في بيان: إن “الولايات المتحدة تتابع عن كثب التطورات على الأرض”، مضيفة: “في حال مضت “حماس” قدماً في هذا الهجوم، فسيتم اتخاذ إجراءات لحماية سكان غزة والحفاظ على سلامة وقف إطلاق النار”.
ويجري حالياً تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين “حماس” و”إسرائيل”، والتي تم خلالها الإفراج عن جميع الرهائن الأحياء، فيما لا تزال عملية تسليم جثامين القتلى إلى الجانب الإسرائيلي مستمرة. ويرى محللون ومراقبون أن تصريح الخارجية الأميركية مريب ويبعث على القلق، في ظل الرغبة الإسرائيلية في استئناف الحرب على قطاع غزة، وهكذا تصريحات ربما تكون وسيلة تستخدمها قوات الاحتلال لالصاق خرق وقف إطلاق النار في غزة بحركة “حماس”، والمضي قدماً في الحرب. وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي، أكد أنه تسلّم نعشين يشتبه في أنهما يعودان لرهينتين إسرائيليين، مشيراً إلى أنهما نُقلا إلى مركز الطب الشرعي للتعرف على هويتهما، موضحاً في بيان أن عملية التحقق من الهوية ستجرى وفق الإجراءات المتبعة، دون تقديم مزيد من التفاصيل حول مكان العثور على الجثمانين أو ظروف استعادتهما.
وفي السياق أكدت شبكة الأخبار البريطانية “بي بي سي” أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن في وقت متأخر من مساء السبت، أن الصليب الأحمر تسلم رفات رهينتين كانتا محتجزتين في غزة، وذلك في إطار اتفاق وقف إطلاق النار، ووفقاً للمعلومات المقدمة من الصليب الأحمر، فقد تمّ نقل نعشي رهينتين متوفيتين إلى عهدته وهما في طريقهما إلى جهاز الأمن العام (الشاباك) في قطاع غزة”.
ولفتت “بي بي سي” إلى أن حركة حماس أعلنت أنها ستسلم اليوم جثتين إضافيتين من جثث الرهائن الإسرائيليين، في إطار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة. وجاء في بيان الحركة أنه “ضمن إطار صفقة طوفان الأقصى، ستقوم كتائب الشهيد عز الدين القسام بتسليم جثتين لأسيرين من أسرى الاحتلال التي تم استخراجها اليوم في قطاع غزة عند الساعة 10 مساء بتوقيت غزة”.
وأوضحت الشبكة البريطانية أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن أن معبر رفح في غزة سيظل مغلقاً حتى إشعار آخر، وذلك بعد وقت قصير من إعلان السفارة الفلسطينية في مصر إعادة فتحه يوم الاثنين الماضي. وأضاف مكتب نتنياهو في بيان: “سيتم النظر في فتح المعبر بناءً على كيفية قيام حماس بدورها في إعادة الرهائن المتوفين وتطبيق الإطار المتفق عليه”. وتعليقاً على ذلك قالت حركة “حماس” : “إن قرار نتنياهو بمنع فتح معبر رفح حتى إشعار آخر يعد خرقاً فاضحاً لبنود اتفاق وقف إطلاق النار”، مضيفة: ” إن استمرار إغلاق معبر رفح، ومنع خروج الجرحى والمرضى وحركة المواطنين في الاتجاهين، ومنع إدخال المعدات الخاصة اللازمة في عمليات البحث عن المفقودين تحت الأنقاض، ومنع دخول التجهيزات والفرق المختصة بفحص الجثث والتأكد من هويتها، سيؤدي إلى تأخير عمليات انتشال وتسليم الجثث” ما قد تتخذه حكومة الاحتلال ذريعة لاستئناف الحرب على غزة.