الثورة- منذر عيد
جملة من المواقف والرؤى تضمنها حديث وزير الخارجية أسعد الشيباني في مقابلته مع قناة الإخبارية السورية يوم أمس، لجهة الدبلوماسية السورية الجديدة وعلاقات دمشق السياسية مع دول الجوار والقوى الإقليمية، وموقف الحكومة من الاعتداءات الإسرائيلية، وتدخل الكيان في الوضع الداخلي السوري، إضافة إلى تعامل الحكومة السورية مع ملف السويداء كقضية إنسانية داخلية بعيداً عن أي استغلال سياسي، والتأكيد أن أبناء السويداء جزء أصيل من النسيج الوطني السوري، الأمر الذي لاقى صداً ايجابياً في الشارع السوري.
وفي هذا الإطار قال الباحث والإعلامي منذر الأسعد في تصريح لـ”الثورة”: ” من الطبيعي جداً أن يحظى حديث وزير الخارجية والمغتربين بهذا الاحتفاء الشعبي والثقافي لدى الأوساط الشعبية ومتابعي السياسة والمهتمين بالشأن العام”.
وأوضح الأسعد أن الشعبية الكبيرة للوزير الشيباني لدى جمهور الناس نتيجة لما حققته السياسة الخارجية من نجاحات، وبفضل الهدوء والرزانة والحكمة في صنع السياسة الخارجية الثورية البديلة لما كان من إجرام وتقزيم النظام البائد لدور سوريا ومكانتها.
وأكد الأسعد أن سوريا خلال أشهر استعادت دورها العربي والإقليمي وأخذت مكانة دولية رائعة جداً تثلج صدر المواطن السوري الحر، مشيراً إلى أن حديث الشيباني كان شاملاً وفيه مكاشفة ومصارحة، وبداية حديث شفاف، حتى باعتراف انه أخطأنا هنا، أصبنا هناك، وهذا احترام أيضاً لرأي المواطن وقناعته، وليست سياسة “ما أريكم إلا ما أرى”، وهذا نجاح أيضاً إضافي. وتابع الأسعد:” كمواطن سوري اعتز بمثل هذا الحديث الذي يشعرني بأني مهم لدى الحكومة، لدى صاحب القرار، لأنه واضح بأنه يهمه أن يتفهم الناس ماذا تريد الدولة، والدبلوماسية فيها إصرار، والمكاشفة في الأمور العامة والخطوط الرئيسية هذا شيء ايجابي جداً”.
وبين أن “إسرائيل” لم تستطع بعد زوال نظام الأسد المخلوع أن تدخل إلى سوريا كما كانت تدخل سابقاً عبر التصدي للدور الإيراني، الذي كان أصلاً متفقاً عليه بين الطرفين، أو فيه تخادم على الأقل بينهما، فلجأت إلى أسلوبين واضحين تماماً وهما متكاملان، أولاً قضم المنطقة العازلة وهو استغلال غير أخلاقي وغير مشروع، وانتهاك صارخ للقانون الدولي واعتبار اتفاقية 1974 كأنها من طرف واحد، وتدمير قدرات الجيش العربي السوري، الأسلوب الثاني هو استغلال أي سوء تفاهم داخلي في سوريا، حيث هناك أناس لديهم طموحات شخصية على حساب البلد وأمنه وعلى حساب وحدة الشعب السوري ووحدة البلاد واستقرارها واستقلالها.
وقال:”قد تقع الحكومة ربما في تقدير خاطئ، لكن الأصل لولا الاستغلال الإسرائيلي الاستفزازي ما كانت لتتفاقم مثل هذه الأمور، واضح تماماً أن إسرائيل لا تخفي أنها تريد تمزيق سوريا بالحديث العلني حماية الدروز، حماية الدروز ممن؟ الدروز مواطنون سوريون، وهذا يعني اختلاق المشكلة واختلاق عدو من الداخل، وكأن “الدروز” مهددون، بينما النسيج الاجتماعي السوري عمره مئات السنين على هذه الحالة”.
ونوه بأن سوريا لا تستطيع أن تواجه مثل هذه السياسة القبيحة إلا بحكمة في الداخل وبالضغط الخارجي لكبح دور الإسرائيلي التخريبي، خاصة أن العلاقة بين سوريا والولايات المتحدة الآن، وهي الراعي الأكبر للسياسات الإسرائيلية، وهذه العلاقة يمكن الرهان عليها بأن تساهم في احتواء جنون بنيامين نتنياهو، هذا الرجل الذي يهرب من مشاكله الداخلية إلى الأمام عبر اختلاق المشكلات، يضرب في غزة، يضرب في لبنان، ويضرب في كل مكان، حتى لو أُنهي مثلاً دور حزب إيران في لبنان، لكن حتى الآن مستمر، باعتراف الجهات الدولية التي تراقب الموقف، بانتهاك القانون الدولي وانتهاك القرارات وانتهاك وقف إطلاق النار.
وختم الأسعد بالقول:”الضغط الأمريكي له سقف لأننا نعلم طبيعة تركيبة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وطبيعة العلاقة بين واشنطن و”تل أبيب”، لكن إضافة إلى ذلك يجب توظيف الدعم الدولي والعربي لزيادة الضغط حتى على الولايات المتحدة بصورة غير مباشرة ومنها مثلاً زيارة الرئيس أحمد الشرع إلى روسيا، فهذا واضح أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين الزيارة، ولو بشكل غير معلن، وبين التحرك السوري لاحتواء السياسة الإسرائيلية التوسعية العدوانية.