الثورة – هناء ديب:
فتح الحادث المروري المروع على طريق دير الزور الحسكة قبل أيام والذي راح ضحيته ثلاثة من الكوادر الأكاديمية والعلمية في جامعة الفرات باب الحديث مجدداً على موضوع واقع الطرق المتهالك في غالبية المحافظات السورية وتدني مستوى الأمان فيها وطبعاً لا يمكن إغفال السرعات الزائدة والرعونة عند بعض السائقين مع ضعف تطبيق القانون.
وتعالت الأصوات سواء من المواطنين عبر سلسلة التعليقات على أخبار الحوادث في المواقع وصفحات التواصل الاجتماعي أو المختصين بالشأن المروري المطالبة بالتدخل الفوري من الجهات المعنية والعمل بأي طريقة لوقف نزيف الطرقات وفرض قوانين سير صارمة والتوجه لاعتماد خطة وطنية شاملة محددة بجدول زمني لإصلاح الطرقات والتدقيق بشكل أكبر في السلامة الفنية للسيارات المستوردة.
تعددت الأسباب
وتأكيداً على خطورة الوضع أظهرت بيانات الدفاع المدني السوري أن سوريا شهدت أكثر من 726 حادث سير خلال الربع الأول فقط من العام الحالي نتج عنها 46 حالة وفاة وإصابة 667 من مختلف الفئات العمرية، فيما أظهرت البيانات تصاعد معدلات الحوادث على الطرق الحيوية والمزدحمة مثل طريق حمص – دمشق وطريق حلب – اللاذقية ومنطقة منبج في ريف حلب الشرقي ووفقاً لنفس البيانات استجابت فرق الدفاع المدني منذ بداية العام وحتى نهاية شهر تموز الماضي لـ 1504 حوادث سير أسفرت عن وفاة 85 شخصاً وإصابة 1398.
الخبير في شؤون هندسة الطرق المهندس عاطف ديب بين في تصريح لـ”الثورة “: أنه كان لافتاً خلال الأيام الأخيرة حسب مصادر مرورية مختصة ليس فقط ارتفاع نسبة حوادث السير سواء داخل المدن أو على الطرقات السريعة بين المحافظات وإنما تسجيل حالات وفيات عديدة بكل حادث مما يؤكد أن مسؤوليات الأفراد حاضرة بقوة، كالسرعة الزائدة والانشغال بالحديث على الهاتف وغيرها من المؤشرات على عدم مسؤولية أو التزام بأدنى معايير القيادة، موضحاً أن المسؤولية الأكبر تقع بمسبباتها على الجهات المعنية التي أهملت ومنذ سنوات الصيانة الدورية للطرق وعدم توفر عناصر السلامة من الإنارة ليس على الطرق السريعة وإنما داخل المدينة وبأهم مناطقها حساسية إلى العاكسات الضوئية، إضافة لقلة تواجد شرطة الطرق العامة وتفعيل مراقبتها للطرق السريعة بين المحافظات وغياب اللوجستيات التي يفترض توفرها في مركز الطرق العام وأهم أدوات التدخل الاسعافي التي يمكن أن تشكل فرقاً كبيراً في تقليل نسبة الوفيات بحال تقديم اسعاف سريع للمصاب.
“النقل” مهتمة
وأضاف الخبير ديب: من هنا ندرك خطورة حوادث السير التي دون أدنى شكل سجلت مزيداً من الضحايا والإصابات بالأشهر الأخيرة وضرورة تضافر جهود وإمكانيات وقدرات الجهات المعنية كافة.
ضمن هذا السياق تؤكد وزارة النقل من خلال المؤسسات التابعة لها أنها تولي أهمية بالغة لإجراءات السلامة المرورية في مختلف مشاريعها بهدف الحد من الحوادث وتحقيق أعلى مستويات الأمان لمستخدمي الطرق، وترجمة لاهتمام الوزارة جاءت اجتماعاتها التي تمت مؤخراً مع محافظ ريف دمشق لوضع خطط تطويرية تهدف إلى رفع جودة الطرق والبنية التحتية بما يتناسب مع متطلبات الحركة المرورية والتنمية العمرانية والاقتصادية في المنطقة، إضافة لاجتماعها مع شركة ايطالية لبحث سبل الاستفادة من الخبرات الدولية في تطوير النقل الجماعي عبر السكك الحديدية واستعرضت نتائج الدراسة الأولية المستندة الي بيانات وزارة النقل التي شملت تصورات لأنظمة نقل بين المحافظات وأنواع القطارات المناسبة وفق الكثافة السكانية وحركة التنقل بين المدن وتحليل بدائل النقل داخل المدن وتشمل رؤية الوزارة المستقبلية تطوير البنية الطرقية ورفع مستوى الأمان والسلامة المرورية.