الثورة – لينا شلهوب:
شهدت منطقة كشكول بريف دمشق اليوم حملة تشجير شاركت فيها العديد من الفعاليات الاجتماعية والخدمية، بالتعاون مع لجنة تنمية كشكول، بدعم من المجتمع المحلي وعدد من المغتربين .
وبيّن عضو المكتب التنفيذي في مجلس مدينة جرمانا في ريف دمشق رامي عزام لصحيفة الثورة، أن هذه الحملة تأتي في إطار الجهود المجتمعية الرامية إلى تحسين البيئة المحلية، وتعزيز الوعي بأهمية المساحات الخضراء، حيث انطلقت الحملة بمشاركة واسعة من الأهالي، والشباب المتطوعين، وعدد من المؤسسات المحلية، وجرى خلال الفعالية غرس عشرات الأشجار في الشوارع العامة والساحات المفتوحة وبعض المرافق الخدمية، وقد جاءت هذه الخطوة في إطار رؤية محلية تهدف إلى تحويل كشكول إلى منطقة أكثر خضرة وجمالاً، بما يعكس وعي سكانها والتزامهم تجاه البيئة والمجتمع.
تعزيز ثقافة العمل التطوعي
وأشار عزام إلى أن الحملة ركزت على مجموعة من الأهداف، منها زيادة الرقعة الخضراء داخل المنطقة، بما يسهم في تحسين جودة الهواء والحدّ من التلوث، وتعزيز ثقافة العمل التطوعي بين فئات المجتمع المختلفة، لا سيما الشباب، بالإضافة إلى إبراز روح التعاون والتكافل الاجتماعي بين المقيمين داخل المنطقة والمغتربين الداعمين لها، فضلاً عن تحفيز المجتمع المحلي على الاهتمام بالصيانة المستمرة للأشجار المزروعة والحفاظ على النظافة العامة.
ولفت إلى أن أهمية التشجير لا تقتصر على الناحية الجمالية فحسب، بل تمتد لتشمل جوانب بيئية وصحية واقتصادية عديدة، فالأشجار تعمل على تنقية الهواء من الغازات الضارة، وتقلل من آثار الاحتباس الحراري عبر امتصاص ثاني أكسيد الكربون وإطلاق الأوكسجين، كذلك تسهم في تخفيف درجات الحرارة في المناطق الحضرية، وتقلل من الغبار والضجيج، ناهيك عن دورها في حماية التربة من الانجراف وتحسين التنوع الحيوي المحلي.
ومن الجانب الاجتماعي، تعزز المساحات الخضراء الترابط بين السكان وتخلق بيئة أكثر راحة وجمالاً و تشجع على الأنشطة الثقافية والترفيهية، أما اقتصادياً، فإن المناطق المشجرة تشهد ارتفاعاً في قيمتها العقارية، وتستقطب المزيد من الزوار والمستثمرين، مما ينعكس إيجاباُ على التنمية المحلية.
عضو المكتب التنفيذي بين أن حملة التشجير في كشكول تعد نموذجاُ يحتذى به في المسؤولية المجتمعية والعمل التطوعي، إذ جمعت بين الجهد المحلي والدعم الخارجي في مبادرة تسهم في بناء مستقبل بيئي أفضل، ويأمل القائمون على الحملة أن تكون هذه الخطوة بداية لمشروعات بيئية مستدامة، تشمل صيانة الأشجار المزروعة، وتوسيع نطاق التشجير ليغطي مناطق أخرى، لافتاُ إلى أن مثل هذه المبادرات تؤكد أن التنمية الحقيقية تبدأ من وعي الإنسان بمحيطه، واستعداده للمساهمة في تحسينه، وأن التشجير ليس مجرد عمل بيئي، بل هو استثمار في الحياة نفسها.
لتكن مشروعاً مستداماً
من جهة أخرى أكد عدد من اهالي المنطقة على أهمية استمرار هذه المبادرات، وتوسيع نطاقها لتشمل أحياء وشوارع أخرى تحتاج إلى التشجير والتجميل، مطالبين الجهات المعنية ولجنة التنمية بمواصلة التنسيق مع المغتربين والداعمين، لتكون الحملة مشروعاً مستداماً لا يقتصر على موسم واحد، بل يمتد ليشكل نهجاً بيئياً دائماً في المنطقة.
كما دعا بعضهم إلى إشراك المدارس والطلاب في المراحل القادمة من الحملات، بهدف تعزيز الوعي البيئي لدى الأجيال الناشئة وترسيخ قيم المحافظة على البيئة في نفوسهم.