الثورة-أسماء الفريح:
في الوقت الذي أطلق فيه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عمليات واسعة النطاق لإزالة الأنقاض من الطرق الرئيسية في مدينة غزة في محاولة لإعادة فتحها جراء العدوان الإسرائيلي المدمر، تزداد التحذيرات من خطر الذخائر غير المنفجرة التي يستغرق رفعها وقتا طويلاً وموارد كبيرة.
ونقل مركز أنباء الأمم المتحدة عن ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في فلسطين جاكو سيليرز قوله خلال زيارته مع وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر أحد مواقع العمل وسط مدينة غزة أمس، إن البرنامج يتولى الخطوة الأولى الحيوية لإزالة الأنقاض، “التي تُمثل تحدياً كبيراً في غزة، حيث يتراوح حجم الأنقاض المُقدر بين 55 و60 مليون طن”.
ولإعطاء فكرة عن حجم المشكلة، أوضح سيليرز: “إذا بنيت جداراً بطول 12 متراً حول سنترال بارك، وهي الحديقة الشهيرة في نيويورك، وملأته بالركام، فهذه تقريباً كمية الركام التي يجب إزالتها” علماً أن مساحة سنترال بارك، تبلغ حوالي 3.41 كيلومترا مربعا، وهي تغطي حوالي 6% من مساحة جزيرة مانهاتن في مدينة نيويورك.
وأضاف أن الهدف الأول هو تنظيف الطرق وتسهيل الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل المستشفيات والمدارس وبقية البنى التحتية المدمرة جراء الحرب، مبينا أنه تتم إعادة تدوير الأنقاض التي ترفع وسحقها واستخدامها في رصف الطرق وبناء قواعد للخيام والمرافق المؤقتة، كجزء من جهود أوسع لإعادة تدوير الموارد وتقليل الأثر البيئي.
وأشار إلى أنه ينظر إلى المشروع كخطوة أولى حاسمة في الطريق الطويل نحو إعادة إعمار غزة، حيث يواجه المجتمع الدولي تحديات هائلة في إدارة هذه الكميات الضخمة من الركام.
ويأمل البرنامج الأممي في أن تمهد هذه الجهود الطريق لتسريع مشاريع التعافي، إلا أن المسؤولين يُحذّرون من أن العملية ستتطلب الكثير من الموارد والوقت، ويقول سيليرز: “إنها عملية مرهقة للغاية، وستستغرق سنوات طويلة لإتمامها”.
وفي السياق، حذر رئيس بعثة دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام في الأراضي الفلسطينية المحتلة لوك إيرفينغ من الانتشار الواسع للذخائر غير المنفجرة في قطاع غزة، قائلاً إن خطر هذه الذخائر زاد مع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وعودة العديد من السكان إلى المناطق التي نزحوا منها بعدما تعرضت لحرب مدمرة.
وأشاد بالعمل الحيوي الذي تقوم به منظمات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية الفلسطينية لرفع الوعي، مشددا على ضرورة دعمها مالياً وتقنياً.
وعل الرغم من إشارته إلى أن إزالة هذه الذخائر ستستغرق وقتاً طويلاً، لكنه شدد على أن هذا العمل ضروري لإعادة الحياة تدريجياً إلى طبيعتها في القطاع، مؤكدا أن فريق الدائرة سيبذل قصارى جهده لتحقيق ذلك وقال: “علينا اتخاذ خطوات صغيرة، وكل يوم سيكون أحسن”.
وتابع إنه لا يمكن الحصول على معلومات دقيقة ومفصلة حول المدة التي سيستغرقها هذا العمل حتى يتاح لفريقه الوصول الكامل وإجراء مسح فني مفصل، مما سيقدم فهماً أعمق للمشكلة.
وجدد التأكيد على أن دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام تعمل في غزة منذ عام 2009، كما أنها تعمل مع بقية وكالات الأمم المتحدة في غزة طوال الحروب الماضية وقامت بأنشطة في ظل استمرار الحرب الأخيرة، مشيرا إلى أنها توسع نطاق عملها مع ازدياد تنقل الناس وعودة الكثيرين إلى المناطق التي اضطروا للفرار منها، ولذلك من المهم جدا توعية الناس بمخاطر الذخائر المتفجرة، والتخفيف من وطأتها بنشر فرق لإزالة الألغام قادرة على تحديد هذه المواد، وشرح مخاطرها، ووضع علامات عليها.