قمة منظمة شنغهاي للتعاون .. اختبار قوة في عالم مضطر

بالثورة- نور جوخدار:

تتجه أنظار العالم إلى مدينة تيانجين الصينية، حيث تنعقد قمة “منظمة شنغهاي للتعاون” في توقيت حساس يشهد تصاعد التوترات العالمية من النزاعات التجارية بين الولايات المتحدة والصين والهند إلى الحرب الروسية على أوكرانيا، مروراً بالملف النووي الإيراني، ما يجعلها محطة محورية لإعادة رسم موازين القوى في المنطقة والعالم.

يشارك في القمة نحو عشرين قائداً من قادة دول العالم، في مقدمتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، إضافة إلى قادة إيران وباكستان ودول آسيا الوسطى.

ويشارك في تغطية القمة أكثر من ثلاثة آلاف صحفي، ترافق القمة إجراءات أمنية وعسكرية مشددة ونشر لمركبات مصفحة في بعض الشوارع وقطع للحركة المرورية في أجزاء كبيرة من تيانجين، ونشر لافتات في الشوارع بالماندرية والروسية تشيد بـ”روحية تيانجين” و”الثقة المتبادلة” بين موسكو وبكين وفق ما نقلت الوكالة الفرنسية.

وتتصدر أجندة القمة ملفات شائكة منها الحرب في أوكرانيا، ومن المرتقب أن يجتمع الرئيس الروسي الإثنين في تيانجين بنظيره التركي رجب طيب أردوغان ليناقش معه النزاع في أوكرانيا، على أن يلتقي نظيره الإيراني مسعود بزشكيان لبحث الملفّ النووي الإيراني، وسيلتقي أيضاً رئيس الوزراء الهندي.

كما ستشهد القمة بحث أنشطة منظمة شنغهاي للتعاون لعامي 2024-2025 وقضايا تعزيز الرابطة وتحديثها الضروري، وتعزيز التعاون في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والإنسانية، بالإضافة إلى القضايا الدولية الراهنة.

كما سيتم طرح مسألة تطبيع العلاقات الصينية – الهندية في محاولة لتجاوز التوتر الذي تصاعد بعد المواجهات الحدودية عام 2020، خصوصاً في ظل الرسوم الجمركية الأمريكية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب على البلدين وفق ما نقلت “بلومبرغ” عن مسؤولين هنود.

وكانت الهند عارضت في وقت سابق مسودة بيان وزعته المنظمة في حزيران الماضي لعدم تضمنه إدانة للهجمات المسلحة في كشمير، وقال الدبلوماسي الأميركي السابق في الصين واليابان جيريمي تشان “إذا أيدت الهند البيان المشترك في النهاية، فهذا يشير إلى رغبة أكبر في الوقوف إلى جانب منظمة شنغهاي، وبصورة ضمنية ضد واشنطن” وأن أي لغة مشتركة تنتقد الولايات المتحدة ستكون مؤشراً على تحوّل أكبر في موقف نيودلهي باتجاه بكين وموسكو.

في موازاة القمة، تستعد بكين لإقامة استعراض عسكري ضخم في الثالث من أيلول، احتفالاً بالذكرى الـ80 لنهاية الحرب العالمية الثانية والانتصار على اليابان وقد وجهت دعوة لبعض القادة، ومن بينهم الروسي فلاديمير بوتين والإيراني مسعود بزشكيان، لتمديد إقامتهم إلى غاية الأربعاء لحضور الاستعراض، كما سيشارك رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون الذي لن يحضر قمة منظمة شنغهاي للتعاون، وستكون هذه المناسبة بمثابة رسالة سياسية يعتبرها مراقبون استعراضاً للوحدة في مواجهة الضغوط الغربية.

واعتبرت وكالة “أسوشيتد برس” الأميركية، أن بكين تبسط السجادة الحمراء لأكثر من 20 من قادة العالم في حدثين كبيرين متعلقين بالدفاع هما القمة السنوية لمنظمة شنغهاي للتعاون (SCO)، والاستعراض العسكري، غير أن قوائم الضيوف تعد نافذة على طموحات الصين وتحالفاتها ومحاولاتها المستمرة لتوسيع نفوذها، لكن قوائم ضيوف منتدى منظمة شنغهاي للتعاون، والعرض العسكري لا تتداخل بشكل كامل، ما يعكس مصالح بكين وولاءاتها والقيود التي تواجهها بين جيرانها وخارجها.

وقبل أيام من انعقاد قمة منظمة شنغهاي للتعاون في مدينة تيانجين الصينية، وجهت بكين “انتقاداً مبطناً” للولايات المتحدة متهمة إياها بـ”تهديد السلم العالمي”، مؤكدة أن المنظمة تمثل بديلاً عن “عقلية الحرب الباردة” وصراعات النفوذ.

وفي تلميح إلى الولايات المتحدة باستخدام العبارات المواربة المعتادة لدى الصين، وصف مساعد وزير الخارجية الصيني ليو بين الاجتماع الذي يستضيفه الرئيس شي جين بينج بأنه قطيعة مع نهج “دولة معينة” تسعى إلى “تقديم مصالحها الوطنية على حساب مصالح الآخرين”، حسبما نقلت “بلومبرغ”.

وقال ليو للصحافيين خلال مؤتمر في بكين: إن “المبادئ التوجيهية والروح الأساسية لمنظمة شنغهاي للتعاون تتجاوز المفاهيم البالية مثل صراع الحضارات وعقلية الحرب الباردة وألعاب المجموع الصفري”.

وأضاف: إنها “أصبحت أقوى بمرور الوقت وتزداد بروزاً”، وذكرت “بلومبرغ” أنه لم تتم دعوة الولايات المتحدة مطلقاً للانضمام إلى هذه المنظمة، التي كانت تُنظر إليها في الغرب عند تأسيسها على أنها توازن شرقي مدعوم من الصين في مواجهة تحالف “الناتو”.

مجلة “ناشيونال إنتريست” الأميركية، رأت في تحليل في نوفمبر الماضي، أن المنظمة ليست بمثابة “ناتو شرقي” أو “حلف وارسو” جديد، وعلى الرغم أن المنظمة تتسم بالصفة الإقليمية وتركز على العلاقات الخارجية في ميثاقها وتصريحاتها، إلا أنها تركز فعلياً على العلاقات الداخلية بين دولها “ممارسةً وقولاً”، كما أن تركيزها الجغرافي لا يزال ينصب على آسيا الوسطى، مؤكدة أن طبيعتها وأداءها خلال العقدين الماضيين يبعدانها عن فكرة كونها كتلة شرقية تسعى لمواجهة الغرب.

وتضم المنظمة حالياً 8 دول كاملة العضوية هي: الهند وكازاخستان والصين وقيرغيزستان، وروسيا، وباكستان، وطاجيكستان، وأوزبكستان.

كما تضم 4 دول تحمل صفة مراقب وهي: أفغانستان وبيلاروس وإيران ومنغوليا، و6 دول تملك صفة “شركاء الحوار”: وهي أذربيجان وأرمينيا وكمبوديا ونيبال وتركيا وسريلانكا، بالإضافة إلى مصر والسعودية وقطر.

ويرى محللون أن الصين تسعى من خلال هذه القمة إلى تكريس نموذج متعدد الأقطاب، قائم على التعاون بعيدًا عن “عقلية الحرب الباردة” التي تتهم بها واشنطن، لتبقى قمة تيانجين محطة حاسمة لاختبار قدرة الصين وحلفائها على لعب دور فعّال في تسوية النزاعات الكبرى.

آخر الأخبار
هل يتحول معرض دمشق  إلى منصة رقمية متكاملة؟ لجنة وطنية للنهوض بالمنظومة الإحصائية وبناء نموذج للاقتصاد الكلي وزير المالية : الحرب على الفقر أولوية وطنية تحتاج تكامل الجهود معرفة مصير المفقودين والمغيبين.. حاجة وطنية لتثبيت دعائم السلم الأهلي "صواريخ العقل للبرمجيات" الأردنية.. خطوة أولى نحو دعم التقنيات في سوريا مظاهرات حاشدة في أوروبا: أوقفوا الإبادة الجماعية بغزة وأدخلوا المساعدات الإنسانية سرافيس النقل الخارجي بحلب.. تعدد العملات يسهم باستغلال المواطنين الليرة تتراجع والذهب يحلِّق فرصة ذهبية تجمع المنتج والمستهلك في مكان واحد "السورية للطيران".. حسومات وسحوبات وبطاقات مجانية الأطراف الصناعية .. مساحة تنبض بالأمل وتفتح أبواب حياة جديدة المعارض الزراعية.. وجهة هامة للمزارعين والباحثين والشركات لتعزيز التكامل الرقمي.. سوريا والسعودية تناقشان التعاون في قطاع الاتصالات سوريا.. تجاوز الإرث الثقيل بمواجهة التحديات ووأد مشروعات التقسيم قمة منظمة شنغهاي للتعاون .. اختبار قوة في عالم مضطر الاقتصاد غير المرئي في "دمشق الدولي".. أنشطة صغيرة لكنها داعمة معهد جيل الفرقان يكرّم حفظة القرآن الكريم في الدانا بريف إدلب فنادق الأربع نجوم بوسط دمشق.. عبق التاريخ ودفء الضيافة "التعاون الخليجي" يبحث إطلاق منتدى استثماري مع سوريا ويؤكد رفضه التوغلات الإسرائيلية أزمة النفايات في سوريا بعد الحرب.. تهديد بيئي وصحي يتطلب استجابة عاجلة