الثورة – بشار محمد:
فشل منتخبنا الوطني للناشئين لكرة القدم، في المحافظة على لقب النسخة الأخيرة من بطولة اتحاد غرب آسيا، بعد أن حرمته ركلات الحظ الترجيحية من بلوغ نهائي النسخة الحالية الثانية عشرة، لخسارته أمام نظيره اللبناني (4/3) بعد تعادلهما بهدف لمثله، على حين استطاع منتخب السعودية الوصول للنهائي على حساب صاحب الضيافة الأردن بركلات الترجيح، بعد تعادلهما أيضاً لهدف لمثله.
لماذا خسرنا ؟
الخسارة واردة في عالم كرة القدم، وفي مباريات الأدوار النهائية لابد من فائز، وهذا ما جرى مع منتخبنا الناشئ الذي يملك مواهب واعدة، وخامات لابد من المحافظة عليها وصقلها، كما يجب تلافي الأخطاء التي حدثت خلال البطولة التي عدّها المنظمون والمدير الفني لمنتخبنا محطة تحضيرية مهمة قبل التصفيات الآسيوية المقررة الشهر القادم، لماذا خسرنا ؟ سؤال لابد من الإجابة عليه قبل التوجه لميانمار.
المنتخب فاز على فلسطين (2/4) وتجاوز الأردن بهدف، وتعادل مع منتخب لبنان، واحتكمنا لركلات الترجيح التي ابتسمت للأشقاء، رغم تألق حارس منتخبنا، لكننا دفعنا ثمناً باهظاً لقلة الخبرة، والاستعجال الذي بلغ حد الاستهتار من قبل بعض اللاعبين على طريق النجومية.
ما يميز منتخبات هذه الفئة العمرية هو الانضباط التام داخل وخارج المستطيل الأخضر، وواقعية اللاعبين والتزامهم، في حين دفعنا صراحة ثمن حالة من الاستهتار، وقلة انضباط داخل الملعب لمسناها في الاعتراضات، وفي تنفيذ ركلات الترجيح التي أهدر إحداها نجم المنتخب عبد الهادي الحريري.
التركيز في اللقاء الأخير أمام لبنان في الشوط الأول لم يكن جيداً، فالأشقاء كانوا أفضل، وسجلوا وأتيحت لهم عدة فرص، من كرات بينية ضربوا بها دفاعات منتخبنا، في وقت عاب أداء لاعبينا التسرّع، في الشوط الثاني استدركنا، لكن لم يسعفنا الوقت لحسم اللقاء أمام منتخب لبنان الذي بدا أكثر تنظيماً وتركيزاً ورغبة بتحقيق الفوز.
التعويض
مراقبون لكواليس البطولة، وما كتبه خبراء اللعبة، توقعوا تكرار سيناريو النسخة الماضية، وأن يكون طرفا النهائي منتخبنا ونظيره السعودي، وكاد يتكرر ذلك، فالأخضر تجاوز صاحب الأرض بركلات الترجيح، بعد أن تقدّم في الشوط الأول بهدف، وعادل الأردن في الثاني، لتبتسم ركلات الحظ الترجيحة للأخضر، وهو الأقرب للقب، بالنظر لتفوّقه على نظيره اللبناني في الدور الأول، إلا إذا تابع منتخب ناشئو الأزر مسيرهم نحو اللقب.
ما يعنينا في ختام البطولة أن يسارع الجهاز الفني والإداري لوضع تقرير فني وإداري فوري للنقاش، ولكن مع من ؟! فلايوجد داخل قبة الفيحاء حديث إلا الانتخابات، لذا على من تبقى من معنيين أن يعملوا على خلق فرصة احتكاك قريبة، قبل التوجّه لميانمار الشهر القادم، لخوض التصفيات وتصحيح الأخطاء التي حدثت، والتي برأينا أهمها حالة الانضباط الفني، ومنع تسلل الغرور لنفوس بعض اللاعبين، وتحديداً المحترفين، التعويض عن فقدان اللقب متاح، عبر صدارة مجموعتنا في التصفيات وبلوغ النهائيات القارية.
دعم و أجندة
المنتخب الحالي بعناصره جيد، ويُبشّر بالخير لمستقبل كرتنا، شريطة أن ندعمه ونحافظ عليه بعيداً عن تصفية حسابات انتخابية متوقعة، بل بتقديم الدعم وتهيئة ظروف تحضير ملائمة، ترفع من مستواه الفني، وتدعيمه بعناصر من المحترفين والمغتربين، في حال بلغنا النهائيات القارية لإحياء التفوق العمري لكرتنا بهذه الفئة عربياً وقارياً.
ولاشك أن معركة انتخابات اتحاد الكرة المرتقبة ستكون لها محطات تنافسية بين القوائم المرشحة، نُمنّي النفس أن يكون في طليعتها تفعيل ودعم هذه الفئة في أنديتنا، وإنتاج دوري تناقسي محلي على مستوى المحافظات ودوري تنافسي على مستوى الأندية، لأنه لامستقبل لكرتنا من دون العناية بهذه الفئة تحديداً.