الثورة- نور جوخدار:
يواصل الاحتلال الإسرائيلي يوماً بعد يوم انتهاكه لسيادة الأراضي السورية في محافظة القنيطرة، مرتكباً مخالفات جسيمة للقانون الدولي، ما يعكس تصعيداً ميدانياً متزايداً يشكل خطراً على استقرار سوريا والمنطقة.
وحول هذه الانتهاكات المرفوضة من السوريين، أكد الباحث السياسي ورئيس الائتلاف الوطني السوري السابق، الدكتور نصر الحريري، أن التدخلات الإسرائيلية في الجنوب السوري باتت أكثر كثافة وتكراراً، وهي تشكل انتهاكاً خطيراً للسيادة السورية، وتنسف أي فرصةٍ للوصول إلى اتفاقاتٍ مستقبلية، مشيراً إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي لا تعترف عملياً باتفاقية فضّ الاشتباك عام 1974، إذ تمارس منذ أشهر سلسلة من التعديات الميدانية تتراوح بين نصب حواجز مؤقتة وعمليات تفتيش للمارة ومصادرة وثائقهم الشخصية، إضافًة إلى مداهمات داخل المنازل واعتقالات طالت عدداً من المدنيين، أُفرج عن بعضهم لاحقًا.
الحريري أوضح أن “إسرائيل” تعمل على ترسيخ وجودها الأمني والعسكري داخل الأراضي السورية، من خلال إنشاء مواقع وقواعد عسكرية جديدة بدأت بتحصينها، في مؤشرٍ واضح على نيتها فرض واقع ميداني جديد يتجاوز التفاهمات الأمنية السابقة، مبيناً أن “إسرائيل” كانت قد أبدت رغبتها في البقاء خارج حدود المنطقة العازلة، وبعدم وجود أي سلاحٍ سوري ثقيل في الجنوب، وهو ما يعكس سعيها لفرض ترتيبات أمنية جديدة تخدم مصالحها الإقليمية.
وطالب الحريري بضرورة العودة إلى اتفاقية فضّ الاشتباك عام 1974، والانسحاب من كل المناطق التي امتدت إليها اليد الإسرائيلية مؤخراً، محذراً من أن استمرارها قد يؤدي إلى تصعيد عسكري واسع في أكثر من جبهة، وأن هذا التصعيد لا يقتصر على الساحة السورية فحسب، بل يمتد ليشمل جغرافيات متعددة في الإقليم.
وفي الختام قال الحريري: إن الدبلوماسية السورية تتحرك بشكل نشط في سبيل مواجهة هذا العدوان، إلا أن الموقف يتطلب تحركات عربية وإقليمية ودولية أوسع، من خلال رفع ملف الاعتداءات المتكررة إلى مجلس الأمن الدولي كي يتحمل مسؤولياته في حفظ الأمن والسلم الدوليين، وأن يضع حداً لانتهاكات الاحتلال للقانون الدولي، مشيراً إلى أن المنطقة لا تحتمل أي توترٍ أو تصعيدٍ عسكري جديد في هذه المرحلة الحساسة.
وكان وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني، أكد خلال مشاركته في “منتدى حوار المنامة 2025” في البحرين أن تطبيع العلاقات مع إسرائيل “هذا حديث غير مطروح ولم يُطرح”، موضحاً: “نحن قلنا إننا ملتزمون باتفاقية 1974(فض الاشتباك)، وإننا ملتزمون أيضاً ببناء اتفاقية تضمن السلام والتهدئة بيننا وبين “إسرائيل”.. لا نريد لسوريا أن تدخل حرباً جديدة، وليست سوريا أيضاً اليوم بمكانة تهديد أي جهة بما فيها “إسرائيل”،، وذكر بوجود مفاوضات أو مسارات تسير باتجاه الوصول إلى اتفاق أمني لا يهزّ اتفاقية 1974، ولا يقر واقعاً جديداً قد تفرضه إسرائيل في الجنوب السوري، بحسب الشيباني.