الثورة – عدي جضعان:
سلّط الإعلامي نور الحسين، وهو من أبناء محافظة القنيطرة، الضوء على حجم الأضرار “الكبيرة جداً” التي لحقت بالأحراش الحراجية والأراضي الزراعية في المحافظة، محملاً قوات الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية تجريف مساحات واسعة، مشيراً إلى رفض شعبي قاطع للتعاون أو قبول المساعدات التي يعرضها الاحتلال على سكان القرى الحدودية. داعياً الجهات المعنية للاستماع إلى شكاوى السكان والعمل على تعويضهم.
وأكد الحسين في تصريح خاص لــ”الثورة”، أن الأضرار التي أصابت الأحراش الحراجية في القنيطرة “كبيرة جداً”، مقدراً أن مديرية الزراعة هي الجهة الوحيدة القادرة على تقديم الرقم الدقيق للخسائر. وقدم الحسين أرقاماً تقريبية للأضرار التي وثقها كإعلامي، مشيراً إلى تجريف حرش كودنا مع تقدير المساحة التي تعرضت للتجريف الكامل بنحو 300 هكتار من قبل الاحتلال الإسرائيلي في منطقة كودنا بريف القنيطرة الجنوبي وشهدت منطقة حرش جبات الخشب جرف أعداد كبيرة من الأشجار المعمرة جداً، بالإضافة إلى تضرر ممتلكات المواطنين من الأراضي الزراعية (أكرام مفتوحة وعنب).
وقدر الحسين أن ما يقارب 200 دونم من الأشجار الحراجية قد جُرفت خلال الأسبوعين الماضيين، أي ما يعادل نحو ثلثي مساحة أحراش جباتا الخشب، التي تعتبر من أكبر الأحراش في جنوب سوريا مشيراً إلى أن الآليات الإسرائيلية تعمل على توسيع إحدى قواعدها في منطقة (قاعدة حرش جبات الخشب)، وهي من أكبر القواعد في المحافظة.
إحراق المساعدات
وشدد حسين على أن هناك “رفضاً كبيراً جداً” من قبل سكان المحافظة للتعاون مع الاحتلال أو قبول المساعدات التي يعرضها، مؤكداً أن الاحتلال يتبع “سياسة النعمة أو الطبيعة الناعمة” في محاولة منه لكسب السكان، وكشف عن تصرفات السكان تجاه هذه المحاولات وبحسب قوله إن الاحتلال الإسرائيلي يومياً يدخل على القرى ويعرض مساعدات والناس ترفضها. وإذا كان هناك مساعدات، فالاحتلال يضعها ليلاً أمام المنازل والناس يقومون بحرقها بالإضافة إلى وقوع حوادث أمنية واشتباكات ليلية تستهدفهم.
وذكر حسين أن الأهالي قدموا شكاوى إلى قوات “يوندوف” ( Unite Nations Disengagement Observer Force) هي قوة دولية قوة تابعة للأمم المتحدة تأسست بموجب قرار مجلس الأمن التابع للأمم العاملة في المنطقة، لكن هذه الشكاوى لم تسفر عن “أي نتيجة”، مشيراً إلى أن دور يوندوف يقتصر على التوثيق ولا يتدخلون بشكل فعال لافتاً إلى أن الجفاف وقلة الأمطار أثرا بشكل كبير على الزراعة، مؤكداً جفاف أغلب السدود والينابيع.
وأكد إلاعلامي نور الحسين أن الحكومة السورية تدعم الفلاحين والمواطنين، وأن جهوداً تبذل لتعويض المتضررين، مشيراً إلى قيام منظمة الصليب الأحمر مؤخراً بتوزيع أعلاف في بلدة الحميدية، كون المنطقة تعتمد على تربية المواشي والزراعة ويذكر أن الاحتلال يستهدف السكان القريبين من السياج بشكل مباشر، وذكر حادثة مصادرة وقتل مواشٍ في بلدة الرفيد هذا العام.
التغطية الإعلامية
أشار نور الحسين إلى أن مديرية الإعلام في القنيطرة، بالإضافة إلى الإعلاميين المستقلين، يقومون بتغطية الأحداث الجارية في المنطقة، مؤكداً استمرارهم في التغطية الصحفية بالرغم من الصعوبات التي يواجهونها.
وتُعد محافظة القنيطرة والقطاع المحرر من الجولان السوري المحتل نقطة تماس دائمة للصراع بين سوريا والاحتلال الإسرائيلي منذ حرب حزيران عام 1967. ورغم اتفاقية فك الاشتباك لعام 1974، التي أنشأت منطقة عازلة تخضع لمراقبة قوات الأمم المتحدة (يوندوف)، فإن المنطقة تشهد انتهاكات مستمرة من قبل الاحتلال، تتنوع بين التوغل، وتوسيع المواقع العسكرية، والاعتداء المباشر على الأراضي الزراعية والموارد الطبيعية. ولطالما شكلت الأحراش الحراجية ركناً أساسياً من البيئة الطبيعية والموارد الحيوية للسكان في هذه المنطقة الحدودية.