الثورة – ثورة زينية:
في أحد أكثر أحياء دمشق تضرراً خلال سنوات الثورة السورية، عاد صوت أهالي جوبر ليرتفع من جديد، مطالبين بما وصفوه بإعادة الحقوق إلى أصحابها.

حي جوبر الذي كان يوماً مدخلاً حيوياً إلى قلب العاصمة ما زال اليوم رمزاً لبطء التعافي وصعوبة التوازن بين إعادة البناء والحفاظ على حقوق الناس.
وبين وعود رسمية لم تتجاوز حدود التصريحات، ومطالبة الأهالي بحقهم المشروع، يبدو أن قضية جوبر ستظل اختباراً حقيقياً لجدية الوعود بإعمار العاصمة وإعادة الحياة إلى أحيائها المنكوبة.
تحقيق العدالة
وخلال الجلسة التي وصفت بالودية، وجمعت محافظ دمشق ماهر مروان إدلبـي مع أهالي حي جوبر الدمشقي مساء أمس، قدم المشاركون في الجلسة عدداً من المقترحات حول إعادة إعمار حيّهم وتنظيمه العمراني، مؤكدين رغبتهم في المشاركة الفاعلة في مراحل التخطيط والتنفيذ.

المحافظ أبدى تقديره لتفاعل الأهالي وحرصهم على التعاون مع الجهات المعنية، مشيراً إلى أن ملاحظاتهم ومطالبهم تشكل ركيزة أساسية في صياغة الخطوات المقبلة ضمن خطة إعادة الإعمار، التي تتعامل مع جوبر كأحد أكثر الملفات حساسية وتعقيداً في العاصمة نتيجة الدمار الواسع الذي لحق به خلال السنوات الماضية.
واختُتم اللقاء بتأكيد الطرفين على تكاتف الفنيين والمهندسين من أبناء جوبر مع لجنة إعادة الإعمار، بما يضمن سرعة إنجاز المهام على أكمل وجه، وتحقيق العدالة في إعادة الحقوق إلى أصحابها.
إشراك السكان في صياغة مستقبل حيهم
ويرى المهندس سميح الحنون من أهالي الحي المشاركين أن التواصل المباشر مع الجهات الحكومية كما حدث في اللقاء الأخير يشكل خطوة أولى نحو حل الإشكالات التنظيمية، وضمان إشراك السكان الحقيقيين في صياغة مستقبل حيهم، بينما اعتبر المحامي رامز الطمير بأنه يجب أن تترافق هذه اللقاءات مع إجراءات عملية واضحة تضمن عودة الأهالي إلى بيوتهم وممتلكاتهم.
يذكر أن منطقة جوبر تشهد نقاشات واسعة حول مشروع تنظيمها العمراني، في ظل مطالب متزايدة من الأهالي المهجرين بضرورة ضمان عودتهم إلى ممتلكاتهم الأصلية، وعدم تهميش حقوق الملكية أثناء تنفيذ خطط الإعمار.
وفي الخامس والعشرين من تشرين الأول من عام 2025، خرج عدد من سكان جوبر المهجرين في تجمعات احتجاجية سلمية، مطالبين بالشفافية في ملف إعادة الإعمار، ورفعوا شعارات تدعو إلى وقف ما وصفوه بسياسة التعتيم على حقوق المالكين الأصليين.