الثورة – رسام محمد :
في خطوة تهدف إلى التكيف مع المتغيرات الاقتصادية الراهنة، تتجه المؤسسة العامة للدواجن نحو إعادة رسم ملامح دورها في قطاع حيوي يلامس الأمن الغذائي لكلّ أسرة.

وبينما تواجه تحديات تشغيلية في عدد من منشآتها، تفتح المؤسسة أبوابها للاستثمار الخاص وتقتحم أسواق التصدير، في محاولة لتحقيق معادلة صعبة تجمع بين دعم السوق المحلية وضمان استدامة مواردها.
خريطة الطريق الجديدة
وقال مديرعام المؤسسة العامة للدواجن، الدكتور فاضل حاج هاشم، في تصريح لـ”الثورة” :إن المؤسسة تشرف حالياً على 11 منشأة تضم 20 خطاً إنتاجياً، تعمل منها أربع منشآت فقط تتوزع في صيدنايا وحمص وطرطوس وحماة، بينما تمّ استثمار ثلاث منشآت أخرى من قبل القطاع الخاص في حلب واللاذقية والقنيطرة، في حين توقفت منشأتان عن العمل وبقيت اثنتان خارج السيطرة.
وفيما يتعلق بالخطّة الإنتاجية لعام 2025، أفاد حاج هاشم بأنه حتى شهر تشرين الأول، تمّ تحقيق نسبة تنفيذ بلغت 66 بالمئة من الخطّة السنوية لإنتاج بيض المائدة، بواقع 45.3 ملايين بيضة من أصل 68.5 ملايين بيضة مستهدفة.
وفيما يتعلق ببيض التفريخ، أشار إلى أن خطّة إنتاج بيض تفريخ البياض حققت نسبة تنفيذ عالية وصلت إلى 91بالمئة، بينما لم تتجاوز نسبة تنفيذ خطّة إنتاج صوص الفروج 1بالمئة من المستهدف السنوي، وهو ما يعكس وجود تحديات كبيرة في هذا الجانب.
ولمواجهة هذه التحديات، أكد أنّ المؤسسة انتهجت سياسة اقتصادية جديدة ترتكز على طرح منشآتها المتوقفة للاستثمار أمام القطاع الخاص، بهدف تحويل هذه الأصول غير العاملة إلى مشاريع منتجة.
ونوّه بأن هذه الرؤية تهدف إلى الابتعاد عن المنافسة المباشرة مع التجار، والاحتفاظ بالدور الاستراتيجي للمؤسسة في التدخل لضبط الأسواق عند الحاجة، خاصة في تربية الأمهات لإنتاج الصيصان، وتشمل المشاريع المطروحة للاستثمار مسالخ وحظائر متوقفة في مواقع حيوية مثل صيدنايا وحلب وحمص واللاذقية.
وعلى صعيد التجارة الخارجية، أوضح مديرعام المؤسسة أن خطّة التصدير لعام 2025 شهدت نجاحاً ملحوظاً، حيث تمّ تجاوز الكمية المخطط تصديرها من بيض المائدة، إذ تم بيع 10,054 صندوقاً بغرض التصدير بقيمة تجاوزت 252 ألف دولار. وأضاف أن الأبرز كان في تصدير بيض تفريخ الفروج، الذي حقق قفزة نوعية بتصدير 1451 صندوقاً، وهو ما يقارب ثلاثة أضعاف الكمية المخطط لها، محققاً عائداً فاق 151 ألف دولار.

وفيما يخص التكاليف، أشار إلى أن متوسط تكلفة إنتاج البيضة الواحدة في منشآت المؤسسة يبلغ 814 ليرة سورية، بينما يصل متوسط تكلفة الكيلوغرام الواحد من لحم الفروج الحي إلى 18,800 ليرة، وهي أرقام تعكس حجم التحديات التي يواجهها المربون في ظلّ ارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج.
أخيراً: ومع أن الطريق لا يزال محفوفاً بالتحديات، خصوصاً فيما يتعلق بتكاليف الإنتاج المرتفعة وتحقيق كامل الخطط الإنتاجية، إلا أن النجاحات المحققة في التصدير تفتح نافذة نحو تحقيق إيرادات بالقطع الأجنبي وتعزيز مكانة المنتج السوري في الأسواق الإقليمية، ويبقى نجاح هذه الرؤية مرهوناً بقدرة المؤسسة على جذب استثمارات حقيقية وفعّالة، مع الحفاظ على دورها في دعم الأمن الغذائي للمواطن.
