نقص الأعلاف يعيد تشكيل معادلة الإنتاج الحيواني والاقتصاد المحلي

الثورة – إخلاص علي:

تواجه الثروة الحيوانية في سوريا واقعاً اقتصادياً يفرض ملامسة التحديات من خلال تهيئة منظومة غذائية، توازن بين العرض والطلب بظل تراجع الإنتاج المحلي للمحاصيل العلفية بسبب موجة الجفاف التي تتعرض لها المنطقة.

نقص يعزز الاستيراد

مؤسسة الأعلاف تعمل على مواجهة هذا التحدي بتأمين الأعلاف بكميات جيدة وتوزيعها عبر مراكزها، وفقاً لما أكده مدير مؤسسة الأعلاف المهندس حسين الشهاب في تصريح خاص لـ “الثورة”: مبيناً أن المؤسسة تخلق حالة تنافسية في الأسواق مع القطاع الخاص من خلال طرحها للكميات المتاحة في مراكزها، وبذلك تكون المؤسسة لعبت دوراً مزدوجاً: الأول بتأمين جزءاً من حاجة الثروة الحيوانية من جهة، ومن جهة أخرى تضبط الأسعار في السوق.
وحول تأثير فتح الأسواق وانعكاسه على توفر المادة وسعرها قال الشهاب: نعمل على ذلك، ولكن ما زلنا نصطدم بموضوع إجراءات التحويل المالي التي نأمل حلها قريباً.
فيما تكشف البيانات الرسمية للعام 2024 عن حاجة ملموسة لزيادة الأعلاف الأساسية، خاصة الشعير والذرة الصفراء، مع ارتفاع واضح في استهلاك الدواجن والمجترات مقارنة بالإنتاج المحلي من المواد العلفية.

هذا الفجوة تدفع نحو اعتماد أكثر على الاستيراد وتحمّل الميزان التجاري أعباءً إضافية، الأمر الذي يدفع باتجاه تعزيز الإنتاج المحلي من الشعير والذرة وباقي المواد العلفية، وتحسين كفاءة استخدامها بتقنيات تغذية حديثة. وبحسب الأرقام والإحصاءات الرسمية لعام 2024 التي حصلت عليها “الثورة” من مدير الصحة والإنتاج الحيواني الدكتور عبد الحي اليوسف، يمكن تفصيل الواقع الحالي لاحتياجات الأعلاف لدى مختلف فصائل الثروة الحيوانية والدواجن، وكذلك الإنتاج المحلي من المواد العلفية.

الأبقار تستهلك النسبة الأكبر

تُشير البيانات إلى تباين واضح في احتياجات أنواع الأعلاف بين الأنواع المختلفة من المجترات، إذ تم اعتماد أعداد الثروة الحيوانية وفق إحصائية 2024، مع مراعاة انخفاض نسب القطيع (30 بالمئة في الأبقار و40 بالمئة في الأغنام) وبحسب الخلطات العلفية المعتمدة كما يلي:

الأبقار تحتاج إلى كميات كبيرة من الشعير ما يقارب(208,251 طناً)، والذرة الصفراء حوالي(728,881 طناً)، وكسبة الصويا (208,251 طناً)، إلى جانب كسبة القطن (416,503 أطنان) والنخالة (520,629 طناً).

بينما تعتمد الأغنام بشكل أكبر على الشعير،إذ تصل الكمية إلى 916,509 أطنان، والذرة الصفراء (343,690 طناً)، بالإضافة إلى كسبة القطن والنخالة، و فيما يخص الماعز فيتم التركيز على الأعلاف ذات التركيز العالي من الشعير والذرة الصفراء بحوالي 106,337 و39,876 طناً على التوالي.

أما الجاموس يستهلك كميات أقل نسبياً من مختلف الأعلاف تصل لشعير 1,467 طناً، وذرة صفراء 5,134 طناً، بينما الإبل تحتاج إلى كميات متوسطة من الأعلاف المختلفة مثل الشعير (3,486 طناً) والذرة (12,201 طن).

714,1 ألف طن للدواجن

في قطاع الدواجن، يظهر الاعتماد الكبير على كسبة فول الصويا والذرة الصفراء العلفية، إذ يحتاج الفروج إلى 159,800 طناً من كسبة فول الصويا و282,000 طناً من الذرة الصفراء أما الدجاج البياض والأمّات فتستهلك 73,440 طناً من كسبة فول الصويا و198,900 طن من الذرة الصفراء ما يعني أن استهلاك القطاع للأعلاف يبلغ 714,140 طناً.

يظهر الإنتاج المحلي للأعلاف للعام 2024 القدرة على تغطية جزء من الاحتياجات العلفية، إذ بلغت كميات الإنتاج من المواد العلفية الهامة كالتالي:

الشعير العلفي: 1,572,020 طناً والذرة الصفراء 320,113 طناً، فيما بلغ الإنتاج من النخالة العلفية 340,370 طناً، وكسبة فول الصويا وصل إنتاجها إلى 1,527 طناً.

أخيراً..في مقارنة الأرقام بين الاستهلاك والإنتاج المحلي تبدو الحاجة كبيرة للأعلاف وخاصة الذرة الصفراء والشعير، ما يستدعي تنمية الإنتاج المحلي من المواد العلفية لتقليل الاعتماد على الاستيراد الذي يثقل كاهل الميزان التجاري والقطاع الزراعي ككل.

تبقى متابعة الأوضاع بشكل دوري ضرورية للتكيف مع التغيرات المناخية والاقتصادية، وضمان استدامة قطاع الثروة الحيوانية الذي يمد السوق المحلي بالبروتين الحيواني الضروري، ويدعم الأمن الغذائي الوطني.

آخر الأخبار
الجنرال فوتيل يبحث مع وزير الطوارئ جهود التعافي والاستقرار الإعلام السوري في عصر التحوّل الرقمي..يعيد صياغة رسالته بثقة ومصداقية سوريا تفتح صفحة جديدة من التعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية سوريا نموذج للسياحة الثقافية في المعرض المتوسطي للسياحة الأثرية بإيطاليا الرئيس الشرع يناقش مع وزارة الداخلية الخطط والبرامج المستقبلية لتعزيز الأمن والاستقرار جدار استنادي لمدخل سوق المدينة في حلب القديمة مصطفى النعيمي: "قسد" رهينة الأجندات الخارجية  مؤيد القبلاوي: انتهاكات "قسد" تقوض اتفاق الـ10 من آذار  القنيطرة تتحدى.. السكان يحرقون مساعدات الاحتلال رداً على تجريف أراضيهم انطلاق الملتقى الحكومي الأول لـ "رؤية دير الزور 2040" الشيباني يعيد عدداً من الدبلوماسيين المنشقين عن النظام البائد إلى العمل ظاهرة جديدة في السوق السورية "من لا يملك دولاراً لا يستطيع الشراء" سرقة الأكبال الهاتفية في اللاذقية تحرم المواطنين من خدمة الاتصالات حقوق أهالي حي جوبر على طاولة المعنيين في محافظة دمشق غزة أرض محروقة.. لماذا قُتل هذا العدد الهائل من الفلسطينيين؟ سيارة إسعاف حديثة وعيادة جراحية لمركز "أم ولد" الصحي بدرعا المفوضية الأوروبية تخصص 80 مليون يورو لدعم اللاجئين السوريين في الأردن تحديات وصعوبات لقطاع الكهرباء بطرطوس.. وجهود مستمرة لتحسينه زيارة الشرع إلى واشنطن إنجاز جديد للسياسة الخارجية السورية بحث تعزيز التدابيرالأمنية في "الشيخ نجار" الصناعية بحلب