الثورة – إيمان زرزور
أطلق محافظ حمص الدكتور عبد الرحمن الأعمى، مبادرة جديدة تحمل اسم “أربعاء المواطنين”، يخصّص من خلالها يوم الأربعاء من كلّ أسبوع موعداً ثابتاً لاستقبال الأهالي والاطلاع على طلباتهم وشكاويهم بشكل مباشر، بهدف معالجتها بالتنسيق مع الجهات المعنية وتعزيز التواصل بين المواطن والإدارة المحلية.
وشهدت محافظة حمص خلال الأسابيع الماضية إقبالاً كبيراً من المواطنين الذين عرضوا قضاياهم المتنوعة على السيد المحافظ، حيث جرى الاستماع إليها بشكل تفصيلي، واتخاذ التوجيهات الفورية لمعالجة المشكلات الخدمية وتحسين الواقع المعيشي، بما يسهم في تلبية احتياجات السكان وتخفيف الأعباء عنهم.
وفي هذا السياق، قال عبد الله الآغا، مسؤول مكتب إعلام محافظ حمص، في تصريح لصحيفة الثورة: إن المبادرة مفتوحة أمام الجميع دون استثناء، مضيفاً أن فريقاً مختصّاً من مكتب المحافظ يتولى في البداية استقبال الطلبات وتنظيمها وفق أولوياتها، قبل توجيهها إما إلى لقاء مباشر مع المحافظ أو إلى الجهات المختصة لمعالجتها عبر الأمانة العامة للمحافظة.
وأوضح الآغا أن اختيار يوم الأربعاء جاء لما يحمله من رمزية محببة لدى أهالي حمص، ولتخصيص موعد منتظم يسهل على المواطنين ترتيب مراجعاتهم، مشيراً إلى أن اللقاءات الأسبوعية تتيح متابعة دقيقة للطلبات بشكل دوري وضمان استمرار التواصل بين المواطن والمسؤول.
وبيّن في حديثه لـ “الثورة”: إن المحافظة اعتمدت نموذجاً رسمياً موحداً يحمل الرمز (ط.ل)، يُسجّل عليه الطلب بشكل واضح، ويُمنح المواطن رقم متابعة خاصاً مع ورقة تثبت تاريخه ومراجعته التالية، لتمكينه من تتبع مسار المعالجة حتى استكمالها، مؤكداً أن المدة تختلف بحسب طبيعة الطلب والجهة المسؤولة عن تنفيذه.
وأشار الآغا إلى أن المحافظة تتعامل مع نحو 65 طلباً أسبوعياً بمتوسط 250 طلباً شهرياً، وأن إجمالي الطلبات المسجلة حتى نهاية أيلول 2025 بلغ 1434 طلباً، أُنجز منها ما نسبته 65%، فيما البقية قيد المتابعة.
وأضاف أن فريقاً من مكتب المحافظ يتابع كلّ طلب حتى إغلاقه ميدانياً، ويُعاد النظر في أي حالة لم يرض المواطن عنها وفق القوانين والأنظمة النافذة.
كما كشف عن تحضير آلية إلكترونية جديدة وخط ساخن لتلقي الشكاوى، بهدف تسريع الإجراءات وتعزيز الشفافية وسهولة الوصول إلى المسؤولين، موضحاً أنه سيتم الإعلان عن هذه المنصّة قريباً.
وأكد الآغا أن الهدف من مبادرة “أربعاء المواطنين” هو كسر الحاجز بين المواطن والمسؤول، والاستماع المباشر إلى هموم الناس ومعالجة مشكلاتهم بشكل عاجل، مشيراً إلى أن هذه اللقاءات أصبحت منصّة توجيه مباشرة لعمل المديريات الخدمية، التي تتابع أداؤها بناءً على سرعة استجابتها للشكاوى ومستوى المعالجة.
ولفت إلى أن المحافظة تتابع مع المديرين المعنيين جميع الملفات الخدمية الحيوية، سواء في مجالات التعليم والكهرباء والصحة وإعادة الإعمار، مشدداً على أن التحديات الأساسية تتعلق بضعف الموارد، لكن هناك تنسيق مستمر مع الوزارات والجهات الداعمة لتحسين الخدمات تدريجياً.
وفي ختام تصريحه، نقل الآغا عن محافظ حمص الدكتور عبد الرحمن الأعمى، شكره لأهالي المحافظة، قائلاً: إن تضحياتهم وصبرهم تستحق كلّ الجهود المبذولة لخدمتهم، مضيفاً: “نحن نعمل بكلّ طاقاتنا لتلبية احتياجات المواطنين، ونطلب من الجميع بعض الصبر والإيمان بأن حمص، كما كانت عاصمة الثورة، ستكون أيضاً عاصمة التعافي والازدهار”.
تُعد مثل هذه المبادرات وسيلة فعّالة لإعادة بناء الثقة بين الناس ومؤسساتهم الرسمية بعد سنوات من التحديات والأزمات.
فحين يشعر المواطن أن صوته مسموع، وأن شكواه تصل مباشرة إلى المسؤول الأعلى في محافظته أو وزارته، تتعزز قناعته بأن الدولة حاضرة وقادرة على الاستجابة، ما يرسخ ثقافة المشاركة والثقة المتبادلة.